وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ عناصر من هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات رفضت تسليم تلك المقرّات في منطقة كافوري، شرقي الخرطوم، ومنطقة الرياض وسوبا، جنوبي العاصمة، احتجاجاً على عدم حسم مصير الهيئة وأفرادها بعد القرار الذي اتخذه المجلس العسكري في وقت سابق، بإعادة هيكلة الجهاز وحصر مهامه في جمع وتحليل المعلومات فقط، من دون المشاركة في عمليات عسكرية، أو فض التظاهرات أو اعتقال المعارضين.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر الهيئة أطلقوا الرصاص في الهواء وأغلقوا الطرق، رافضين بشكل جماعي الانضمام إلى استخبارات الجيش السوداني أو إلى قوات الدعم السريع.
وتعيش العاصمة الخرطوم قلقاً وتوتراً وحالة من الاختناق المروري نتيجة هذا التحرك.
وفي تعليقه، أكد بيان للناطق الرسمي باسم جهاز المخابرات العامة أنه "في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح، حسب الخيارات التي طرحت على منتسبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة"، مشيرا إلى أنه "يجري التقييم والمعالجة وفقا لمتطلبات الأمن القومي للبلاد".
بدوره، أكد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، في بيان، عدم وقوع إصابات بين القوات النظامية والمواطنين "نتيجة التمرد".
وأوضح صالح، في بيانه، أن وحدة من هيئة العمليات خرجت إلى الشوارع وأقامت متاريس، وأطلقت رشقات من الرصاص في الهواء احتجاجاً على المقابل المالي بعد تسريحها، مشيراً إلى أن "القوات المسلحة قامت بتأمين الشوارع والأحياء السكنية".
وأكد أنّ "الجهات المعنية تعمل لإقناع أفراد الوحدات المتمردة بتسليم أنفسهم وسلاحهم للقوات النظامية، وأنه في حال ذلك، فإن القوات المسلحة قادرة على تأمين المواطنين والمنشآت"، حاثا كل المواطنين "على الابتعاد عن المقرات الأمنية".
"تجمع المهنيين": ترويع المواطنين
وعلى صعيد متصل، أصدر "تجمع المهنيين السودانيين" بياناً قال فيه إن الهلع أصاب سكان أحياء كافوري، الرياض، حي المطار، وعدد من الأحياء بالخرطوم، نتيجة أصوات ذخيرة حية صادرة من مباني جهاز الأمن والمخابرات العامة، وأن "أصوات الرصاص لا تزال متواصلة، مع قفل للشوارع المؤدية إلى تلك المناطق".
وأوضح التجمع أن هناك أنباء عن "تمرّد قوات تتبع لهيئة العمليات، وسط تعتيم مريب من الإعلام الرسمي للدولة".
Twitter Post
|
وأعلن التجمع رفضه "أي محاولة لخلق الفوضى وترويع المواطنين واستخدام السلاح مهما كانت المبررات"، كما دعا جميع المواطنين الموجودين في هذه المناطق إلى "أخذ الحيطة والحذر، والدخول إلى داخل المنازل، وإغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام، وعدم الاقتراب منها حتى تستقر الأوضاع".
وحث التجمع أجهزة الدولة النظامية على "التدخل فوراً لوقف هذه العمليات غير المسؤولة التي تسببت بالقلق للمواطنين داخل الأحياء". وناشد "لجان المقاومة وقوى الثورة" بـ"عدم التدخل ومراقبة الأوضاع إلى حين استقرارها".
وفي بيان ثانٍ، قال تجمع المهنيين السودانيين إن أنباء تواترت له ومعلومات تؤكد تنزيل مجموعات من عصابات التخريب المسماة بـ"النقروز"، والتي ظل يستثمرها جهاز أمن النظام البائد وفلوله في أحداث عدة لتمرير مخططاتهم الخبيثة، وذلك لنشر حالة من الفوضى والتعدي على المواطنين وممتلكاتهم في الأحياء الطرفية، ومناطق أخرى بالعاصمة القومية والمدن الرئيسة في الولايات. وأضاف أن كل ذلك يأتي بالتزامن مع التمرد الذي قادته مجموعات تابعة لجهاز المخابرات اليوم، وفي محاولة لزعزعة الوضع الأمني واستقرار البلاد.
ودعا جميع المواطنين والأجانب لأخذ الحيطة والحذر، والتبليغ الفوري للشرطة عن أي تعدٍّ على الأرواح والممتلكات. كما ناشد لجان الأحياء في كل أصقاع البلاد، لتنظيم دوريات حماية ومراقبة في الأحياء، والتعاون الكامل مع قوات الشرطة والجيش بالتبليغ الفوري وتسليم كل من يُشتبه في مشاركته بعمليات التخريب والفوضى المتوقعة.
وذكر البيان أن تمرد وحدة العمليات بجهاز أمن النظام البائد اليوم، والنشر المتوقع لهذه العصابات مساءً، يأتي مرتبطاً بتحركات فلول النظام البائد وعصاباته في الأيام والأسابيع السابقة، وهي محاولة لجرّ البلاد إلى دائرة العنف وتقويض مكتسبات ثورة الشعب السوداني المجيدة.
وشدد على لجان الأحياء وقوى الثورة كافة لرفع درجة التنظيم والاستعداد لمجابهة كل السيناريوهات التي تسعى للنكوص عن مستحقات الشعب التي بذل من أجلها دماء الشهداء وغالي التضحيات.
Facebook Post |
وأنشئ في عهد الرئيس المعزول عمر البشير جهاز للأمن والمخابرات في عام 1989، اتهم بالتنكيل بالمعارضين، وهو ما دفع الثوار للدعوة إلى حلّه، فيما اختار المجلس العسكري إعادة هيكلته وحصر مهامه.