لا يبدو أن تصريحات المتحدث العسكري باسم قيادة قوات خليفة حفتر، أحمد المسماري، عن التنسيق مع تشاد لحماية الحدود الليبية التشادية، والتي تزامنت مع معلومات سرّبتها القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، وأفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد الرئيس التشادي، إدريس ديبي، خلال زيارته لانجامينا، بمساعدتها في حماية حدودها الشمالية، مجرد مصادفة.
وأكد المسماري، في تصريحات، مساء الأحد الماضي، تعليقاً على الحملة العسكرية الجديدة التي أطلقها حفتر في الجنوب الليبي، في الآونة الأخيرة، وجود "تنسيق مباشر مع تشاد لحماية الحدود والعمليات العسكرية في الجنوب". وجاء ذلك بعد ساعات من انتشار معلومات عن أن نتنياهو وعد ديبي بالمساعدة في حماية الحدود التشادية الشمالية وتعزيز القوات التشادية، بالإضافة إلى ملاحقة عناصر المعارضة التشادية"، في إشارة إلى حركات المعارضة التشادية التي تتخذ من الجنوب الليبي مركزا لها.
اقــرأ أيضاً
ومنذ سنوات يشتبه بوجود علاقة تربط حفتر بإسرائيل. وفي نهاية عام 2014، أكد حفتر، في حوار مع صحيفة "كورياري ديلا سيرا" الإيطالية، عدم ممانعته التعاون مع إسرائيل، على قاعدة "عدو عدوي صديقي"، للرد على سؤالها: هل تقبل دعما عسكرياً من إسرائيل؟ والذي أجاب عليه قائلاً "ولماذا لا أقبل الدعم من إسرائيل، فعدو عدوي صديقي". وأعقبت ذلك تأكيدات في صحف ومواقع عدة، منها إسرائيلية، وجود علاقة بين حفتر وإسرائيل.
لكن السؤال الحالي الذي يفرض نفسه هو: هل سيتم إعلان هذه العلاقة بين حفتر وإسرائيل من البوابة التشادية. قبل وصوله إلى العاصمة التشادية انجامينا بساعات، قال نتنياهو إن "هذه الزيارة إلى بلد مسلم كبير جداً له حدود مع ليبيا والسودان، تشكل اختراقاً تاريخياً"، وسط تساؤلات عن دلالة هذا الاختراق، وما علاقة الدول المجاورة لتشاد بأهداف زيارته.
علاقة حفتر بتشاد قديمة منذ أن كان قائداً لحملة عسكرية شنّتها قوات العقيد الراحل معمر القذافي، مطلع ثمانينيات القرن الماضي، على تشاد، والتي انتهت بأسر حفتر نفسه في 1987. وعبر صلاته بعدد من قيادتها السياسيين، تمكّن حفتر من الفرار من محبسه في تشاد باتجاه السفارة الأميركية التي سهّلت له وصوله إلى الولايات المتحدة مقيما في فرجينيا لمدة عشرين سنة، قبل أن يعود إلى ليبيا عام 2011 ويبدأ مسيرة طموحه العسكري لخلافة القذافي رفيقه القديم.
وكثيراً ما صنّف مراقبون حفتر على تيارات الثورة المضادة لثورات الربيع العربي التي تمكنت من الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية، من بينها نظام القذافي. كما أن بعضهم اعتبر حفتر نموذجاً ليبياً لعبد الفتاح السيسي في مصر، يتحرك بدعم من دول متنفذة في الملف الليبي. حتى إن تغريدة نتنياهو التي سبقت وصوله إلى انجامينا، والتي أكد فيها أن زيارته "تندرج ضمن الثورة التي نقوم بها في العالم العربي والمسلم والتي وعدت بإنجازها"، رأى فيها بعض المحللين أنها تلمّح إلى إمكانية وقوف إسرائيل وراء حفتر، خصوصاً في ظل المعلومات المسربة عن علاقته بها.
ويبدو أن كلمة ديبي، خلال مؤتمره الصحافي، أول من أمس، رفقة نتنياهو، مهّدت بشكل كبير الطريق لمن أراد الإفصاح عن أي علاقة خفية مع إسرائيل، بعد أن اعتبر الأول أنه "رغم هذا الاستئناف للعلاقات بين إسرائيل وتشاد، فإن الأخيرة تبقى متمسكة بعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين". وتابع "أكرر دعوتي دولة إسرائيل ودولة فلسطين إلى إعطاء الأولوية إلى الحوار والمفاوضات، توصلا إلى سلام دائم بين الطرفين، طبقاً لقرارات الأمم المتحدة".
وكان حفتر كثّف من زيارته لديبي، خلال الأشهر الماضية، لتنسيق العمليات القتالية المشتركة على الحدود. ولطالما وصف ديبي حفتر بـ"الصديق العزيز" و"الحليف".
داخلياً، وتحديداً في شرق البلاد، لا يتوقع ردات فعل غاضبة في حال إعلان حفتر رسمياً علاقته بإسرائيل، قبل أن يظهر حفتر على سطح الأحداث في الشرق، سعى المكتب السياسي الفدرالي لبرقة، الذي تأسس عام 2013 لبيع النفط عبر وساطة ضابط المخابرات الإسرائيلي، آري بن مناشي.
كما نشر موقع تانكر تراكر (TankerTracker)، في إبريل/نيسان من العام الماضي، معلومات عن بيع سلطة حفتر نفطاً ليبياً لإسرائيل، مزوداً بخارطة تشير إلى تصديره عبر ميناء السدرة. ولم تلق الخطوة رفضاً قبلياً، ولا حتى من قيادات قبيلة المغاربة التي تمتد في تلك المنطقة وينتمي لها قائد جهاز حرس المنشآت النفطية السابق، إبراهيم الجضران.
أما في الجنوب، فالإشارة الوحيدة إلى رفض العلاقة مع إسرائيل جاءت عبر الجزائر، المعروفة بصلاتها العميقة مع قبائل الطوارق، أقصى جنوب غرب البلاد. ونقلت صحف جزائرية عن دبلوماسي جزائري تأكيده إبلاغ حفتر رفض الجزائر وجود أي قوات إسرائيلية على الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن أمن حدود الجزائر مع ليبيا "خط أحمر". أما في غرب البلاد، فالرفض لحفتر موجود أصلاً، حتى وإن لم تكن له علاقة مع إسرائيل.
لكن السؤال الحالي الذي يفرض نفسه هو: هل سيتم إعلان هذه العلاقة بين حفتر وإسرائيل من البوابة التشادية. قبل وصوله إلى العاصمة التشادية انجامينا بساعات، قال نتنياهو إن "هذه الزيارة إلى بلد مسلم كبير جداً له حدود مع ليبيا والسودان، تشكل اختراقاً تاريخياً"، وسط تساؤلات عن دلالة هذا الاختراق، وما علاقة الدول المجاورة لتشاد بأهداف زيارته.
علاقة حفتر بتشاد قديمة منذ أن كان قائداً لحملة عسكرية شنّتها قوات العقيد الراحل معمر القذافي، مطلع ثمانينيات القرن الماضي، على تشاد، والتي انتهت بأسر حفتر نفسه في 1987. وعبر صلاته بعدد من قيادتها السياسيين، تمكّن حفتر من الفرار من محبسه في تشاد باتجاه السفارة الأميركية التي سهّلت له وصوله إلى الولايات المتحدة مقيما في فرجينيا لمدة عشرين سنة، قبل أن يعود إلى ليبيا عام 2011 ويبدأ مسيرة طموحه العسكري لخلافة القذافي رفيقه القديم.
وكثيراً ما صنّف مراقبون حفتر على تيارات الثورة المضادة لثورات الربيع العربي التي تمكنت من الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية، من بينها نظام القذافي. كما أن بعضهم اعتبر حفتر نموذجاً ليبياً لعبد الفتاح السيسي في مصر، يتحرك بدعم من دول متنفذة في الملف الليبي. حتى إن تغريدة نتنياهو التي سبقت وصوله إلى انجامينا، والتي أكد فيها أن زيارته "تندرج ضمن الثورة التي نقوم بها في العالم العربي والمسلم والتي وعدت بإنجازها"، رأى فيها بعض المحللين أنها تلمّح إلى إمكانية وقوف إسرائيل وراء حفتر، خصوصاً في ظل المعلومات المسربة عن علاقته بها.
ويبدو أن كلمة ديبي، خلال مؤتمره الصحافي، أول من أمس، رفقة نتنياهو، مهّدت بشكل كبير الطريق لمن أراد الإفصاح عن أي علاقة خفية مع إسرائيل، بعد أن اعتبر الأول أنه "رغم هذا الاستئناف للعلاقات بين إسرائيل وتشاد، فإن الأخيرة تبقى متمسكة بعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين". وتابع "أكرر دعوتي دولة إسرائيل ودولة فلسطين إلى إعطاء الأولوية إلى الحوار والمفاوضات، توصلا إلى سلام دائم بين الطرفين، طبقاً لقرارات الأمم المتحدة".
داخلياً، وتحديداً في شرق البلاد، لا يتوقع ردات فعل غاضبة في حال إعلان حفتر رسمياً علاقته بإسرائيل، قبل أن يظهر حفتر على سطح الأحداث في الشرق، سعى المكتب السياسي الفدرالي لبرقة، الذي تأسس عام 2013 لبيع النفط عبر وساطة ضابط المخابرات الإسرائيلي، آري بن مناشي.
كما نشر موقع تانكر تراكر (TankerTracker)، في إبريل/نيسان من العام الماضي، معلومات عن بيع سلطة حفتر نفطاً ليبياً لإسرائيل، مزوداً بخارطة تشير إلى تصديره عبر ميناء السدرة. ولم تلق الخطوة رفضاً قبلياً، ولا حتى من قيادات قبيلة المغاربة التي تمتد في تلك المنطقة وينتمي لها قائد جهاز حرس المنشآت النفطية السابق، إبراهيم الجضران.
أما في الجنوب، فالإشارة الوحيدة إلى رفض العلاقة مع إسرائيل جاءت عبر الجزائر، المعروفة بصلاتها العميقة مع قبائل الطوارق، أقصى جنوب غرب البلاد. ونقلت صحف جزائرية عن دبلوماسي جزائري تأكيده إبلاغ حفتر رفض الجزائر وجود أي قوات إسرائيلية على الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن أمن حدود الجزائر مع ليبيا "خط أحمر". أما في غرب البلاد، فالرفض لحفتر موجود أصلاً، حتى وإن لم تكن له علاقة مع إسرائيل.