وذكرت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم، أن كوشنير عضو في إدارة صندوق دشنته عائلته، يقدّم مساعدات مالية لمؤسسات ومنظمات يهودية دينية في المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية، وضمنها مدرسة "عود يوسيف حاي" المقامة في مستوطنة "يتسهار" المتاخمة لنابلس، والتي أفتى مديرها، الحاخام إسحاق شابيرا، بجواز أن يقتل اليهود الأطفال الرضع من العرب.
وقد ضمن شابيرا مصنفه الفقهي "شريعة الملك"، الذي صدر عام 2009، أدلة "فقهية" تجيز لليهود قتل الأطفال الرضع، في حال كان وجودهم يعيق تقدم الجنود اليهود.
وأشارت "هآرتس" إلى دور طلاب المدرسة الدينية في تنفيذ اعتداءات ضد القرويين الفلسطينيين، في محيط المستوطنة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه تبيّن عند عرض عائلة كوشنير كشفا حول وضعها المالي للسلطات الأميركية في الفترة الفاصلة بين العامين 2010 و2014، أنها تبرعت في السنوات الماضية بملايين الدولارات لمؤسسات داخل إسرائيل، وعشرات الآلاف من الدولارات للمؤسسات الدينية والتعليمية في المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية، وضمنها المدرسة التي يديرها الحاخام شابيرا.
وأشارت إلى أن جارد كوشنير وثلاثة من أشقائه أعضاء في "صندوق كوشنير"، الذي تأسس عام 1997.
وحسب الصحيفة، فقد تبرع صندوق كوشنير للمدرسة الدينية في مستوطنة "بيت إيل"، التي تقع شمال مدينة رام الله، وتُعد أيضا من أكثر المدارس الدينية تطرفا.
وذكرت أن "صندوق كوشنير" قدم مساعدات مالية لمؤسسات دينية وتعليمية في التجمع الاستيطاني، "غوش عتصيون"، الذي يحيط بمدينة بيت لحم خلال عامي 2012 و2013.
وحسب "هآرتس"، فقد تبرعت عائلة كوشنير بـ 18 مليون دولار لمستشفى "شعاري تسيدك" في القدس المحتلة، و315 ألف دولار مساعدة للجيش الإسرائيلي عبر جمعية "أصدقاء الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة"، التي يترأس مجلس إدارتها الملياردير اليهودي مصري الأصل، حاييم سابان.
وحسب قائمة المنظمات والمؤسسات الإسرائيلية التي تبرعت لها عائلة كوشنير، فهي مؤسسات فنية وموسيقية وبحثية وطبية.
ولفتت الصحيفة الأنظار إلى أن كوشنير ليس الوحيد من بين مستشاري ترامب ومقربيه المعروفين بدعمهم للمشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، منوهة إلى أن دفيد فريدمان، المستشار السياسي لترامب، يترأس "جمعية مدرسة بيت إيل" في الولايات المتحدة، التي تجمع تبرعات للمدرسة داخل الولايات المتحدة.
ويشار إلى أن فريدمان مرشح لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل.
ويذكر أن فريدمان، وهو يهودي، عمل محاميا لترامب لشؤون العقارات خلال 15 عاما.
وسبق لصحيفة "هآرتس" أن كشفت، في أعقاب فوز ترامب، عن أن فريدمان قد دعا إلى ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلى إسرائيل، مدعيا أنه لا يوجد ما يدفع إسرائيل لتبعات الثقل الديموغرافي للفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين مستشاري ترامب المعروفين بحماسهم للمستوطنات، مايك هكابي، حاكم أركنسو السابق، الذي يزور المستوطنات باستمرار ويزايد على اليمين الإسرائيلي في حماسه للمشروع الاستيطاني اليهودي.
وأعادت "هآرتس" للأذهان حقيقة أن كلا من فريدمان وهكابي أعلنا أكثر من مرة أن المستوطنات لا تشكل عائقا لتحقيق التسوية.
ويذكر أن المنظمات والأثرياء اليهود الأميركيين يوظفون التبرعات للمستوطنات والمشاريع التهويدية في الضفة الغربية، للتملص من دفع الضرائب في الولايات المتحدة، حيث يتم تقديم هذه التبرعات على أنها "مساعدات لأغراض خيرية".
وقد ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن السلطات الأميركية تعفي منظمات يهودية من دفع الضرائب، إثر تبرعها لمنظمة "معهد الهيكل"، التي تنادي بتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه.
ويذكر أن أبرز الأثرياء اليهود، الذين وظفوا القانون الأميركي لتكثيف التبرعات للمشاريع التهويدية، هو الملياردير اليهودي، أورفينغ مييسكوفيتش، الذي تبرع بعشرات الملايين من الدولارات لجمعيات يهودية تعمل في مجال تهويد البلدة القديمة من القدس المحتلة.