إيران تصب جام غضبها على أوروبا: لاعب منفعل تحتقره واشنطن

03 يوليو 2019
روحاني: سنرفع مستوى التخصيب كما نشاء (عطا كانار/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن غضب إيران من أوروبا هذه الأيام ليس أقل من غضبها من الولايات المتحدة، والسبب واضح أنها ترى أن الأطراف الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي تركتها وحيدة في مواجهة تداعيات الانسحاب الأميركي منه، وما تبع ذلك من عقوبات "قاسية" و"شاملة" صفّرت منافعها من الصفقة النووية، التي قدمت لأجلها تنازلات في برنامجها النووي.

وفيما مر 56 يوماً على مهلة الـ60 يوماً التي منحتها إيران سابقاً، دون أن تنفذ أوروبا أياً من مطالبها المتمثلة في تسهيل بيع نفطها ومعاملاتها المصرفية، المحظورين من قبل الإدارة الأميركية، تصب طهران المحبطة من "أي خطوة جادة" لإنقاذ الاتفاق النووي جام غضبها على أوروبا هذه الأيام، لتلقبها بألقاب كـ"اللاعب المنفعل"، و"الفاقدة للإرادة"، و"التابعة للإرادة الأميركية"، و"العاجزة المستكينة" و"لاعب دور الشرطي السيئ".

وفي السياق، خاطبها الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، بلغة استهزائية غاضبة، عند حديثه عن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في السابع من الشهر الجاري بعد انتهاء المهلة، قائلاً: "سنرفع مستوى التخصيب كما نشاء، فجهزوا من الآن بيانات الأسف".

واختار وزير الخارجية محمد جواد ظريف لغة الاستهزاء نفسها عبر "تويتر"، مخاطباً الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الشريكة في الاتفاق النووي بسخرية: "سننفذ تعهداتنا النووية على طريقة الأوروبيين تماماً. فهل ارتضيتم بذلك (أيها الأوروبيون)؟".

من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الأربعاء، في مقال خص به وكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم الأربعاء، إن "أوروبا على الرغم من احتقارها من قبل أميركا وتعرضها للتبعات المخربة للسياسات الأحادية الأميركية، التي طاولت معاهدات دولية، قد تحولت إلى لاعب منفعل وغير مهم".

وواصل شمخاني تهجمه على أوروبا، ليتهمها بالفشل في الظهور بمظهر "قطب موحد ومؤثر في العلاقات الدولية"، مضيفا أن "مواجهة الأحادية الأميركية تمثل ساحة خطيرة وصعبة لاختبار إرادة أوروبا للدفاع عن هويتها وأمنها الهش، قبل أن تكون ساحة لتقييم قدرات وطاقات الجمهورية الإسلامية".

وواصل المسؤول الإيراني حديثه التهجمي على أوروبا، محذرا إياها من حذفها من المعادلات العالمية من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفا أنه "حينئذ فلا يكون هناك ما يمنع الرؤساء الأميركيين القادمين، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، من استغلال الموقف لتحصيل منافع قصوى على حساب أوروبا الضعيفة".

ولم يكتف شمخاني بهذا القدر من الهجوم والتحذير، لينبه إلى أن نتيجة سياسات القادة الأوروبيين الحاليين "هي وصول تيارات متطرفة جديدة إلى السلطة لتدارك الظروف المحقرة الحالية، وإعادة الاعتبار للهوية والاستقلال الضائع لأوروبا".

وختم مقاله بتحميل "قادة أوروبا الحاليين مسؤولية التحديات البنيوية والأمنية المقبلة" في القارة الخضراء.

فرنسا لطهران: لن تربحوا شيئا

في المقابل، حذّرت فرنسا، الأربعاء، إيران من أنها "لن تربح شيئاً" من خروجها من الاتفاق حول برنامجها النووي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية: "إيران لن تربح شيئاً بخروجها من اتفاق فيينا". وأضافت "تراجعها عنه ليس من شأنه سوى زيادة التوترات الشديدة أصلاً في المنطقة".


ودعا وزراء خارجية كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، مساء الثلاثاء، طهران إلى "إعادة النظر في قرارها" تجاوز الحدّ المفروض (300 كلغ) على مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب و"الامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات من شأنها إضعاف" الاتفاق الذي وقع العام 2015.

بدوره، قال بوريس جونسون، الذي قد يصبح رئيسا لوزراء بريطانيا بنهاية الشهر الجاري، إن الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 "يزداد هشاشة على ما يبدو"، وحث طهران "على عدم المضي قدما في برنامج الأسلحة النووية".

وأضاف جونسون في مقابلة مع وكالة "رويترز": "أحث الحكومة الإيرانية مجددا على التفكير مليا بشأن خرق التزاماتها بموجب اتفاق إيران النووي". ومضى قائلا "أعتقد أن عليهم مواصلة الالتزام به، وأعتقد أنه سيكون خطأ فادحا الآن لإيران أن تتخلى عن نهج ضبط النفس وتختار تخصيب مواد نووية. أعتقد أن ذلك سيكون خطأ جسيما".