أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الجمعة، أنه لا يمكن حل الأزمة السورية دون استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار، مشدداً على "ضرورة أن تمارس إيران تأثيرها بشكل إيجابي، ولا سيما على "حزب الله" والنظام السوري، مثلما وعدت في موسكو".
وبشأن المحادثات المرتقبة في أستانة، أعلن جاووش أوغلو أن بلاده ترحب بمشاركة الولايات المتحدة، وقال "نرحب بمشاركة واشنطن إذا رغبت بذلك، والأمم المتحدة أيضاً، وعقد الاجتماعات تحت مظلتها لتحقيق السلام الشامل في سورية".
وخلال إجابته على أسئلة الصحافيين، أثناء الزيارة التي قام بها إلى مدينة ألانيا الساحلية، أشار جاووش أوغلو إلى أن كلّاً من تركيا وروسيا، وبوصفهما طرفين ضامنين لوقف إطلاق النار في سورية، تعهدتا بمشاركة كل من النظام والمعارضة في المشاورات التي ستعقد في أستانة، خلال شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.
كذلك، لفت في هذا السياق إلى أنّه "إذا تخلّت قوات الحماية الكردية عن العنف فستكون جزءاً من الحل الشامل"، مبيناً أن "أنقرة أبلغت موسكو رفضها مشاركة قوات الحماية الكردية بمحادثات أستانة".
وأضاف "نرحّب بمشاركة الأطراف الأخرى، إذا كانت لديها النية للمساعدة، على أن تكون فعالة ولا تكتفي بالتقاط الصور".
وشدّد الوزير التركي على ضرورة أن تُحافظ جميع الدول على حقوق المظلومين ومحاربة الظالمين، محذّراً من أن "توتر العلاقات بين الدول يؤدّي إلى نتائج سلبية ولا نريد العودة لأجواء الحرب الباردة مرة أخرى".
من جهةٍ أخرى، أكّد أن "عملية "درع الفرات" مستمرة حتى تطهير مدينة الباب من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك "للحفاظ على أمننا القومي"، متسائلاً في هذا السياق "إذا كان التحالف الدولي يدّعي محاربة التنظيمات الإرهابية، لماذا لا يقصف تنظيم داعش في مدينة الباب".
وأشار إلى أن التحالف الدولي ضد "داعش" قام بتوجيه ضربات للتنظيم في إطار دعم عملية درع الفرات، بعد فترة طويلة من الانقطاع، قائلاً: "لقد استجاب التحالف إلى دعوتنا وقام يوم أمس، بعد انقطاع لفترة طويلة، بتوجيه ضربات لداعش"، مضيفاً "هذا ما كان يجب أن يحدث، وما دمنا موحّدين في مكافحة داعش، لمَ لا تقدمون لنا الدعم الجوي؟".
وتابع "كنا نقول لروسيا منذ قترة طويلة بأنهم يستهدفون المعارضة وليس "داعش"، والآن بعد وقف إطلاق النار سيقوم الجميع بالتركيز على "داعش"، وستكتسب العمليات البرية سرعة أكبر، بطبيعة الحال هناك مقاومة من قبل التنظيم، بالنسبة له الباب والرقة والموصل مهمة للغاية، ولا يمكن العودة عن ذلك، ونحن نودّ دحر التنظيم من الأراضي السورية والعراقية، وإن كنت تودّ أن تنهي مثل هذا تنظيم إرهابي لا بد من الاستمرار بقتاله في هذه المدن".