للأسبوع الثاني على التوالي، لا يزال ما لا يقل عن 200 جثة لمدنيين قُتلوا جراء القصف، عالقة تحت أنقاض المنازل غربي الموصل، وتعجز قوات الجيش العراقي عن الوصول إليها.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "غالبية العالقين تحت الأنقاض من النساء والأطفال الذين يقف أقرباؤهم على مشارف المدينة محاولين الدخول لتلك المناطق لانتشالهم، إلا أن فرص العثور عليهم أحياء قد تلاشت تماماً".
وفي السياق، قالت أروى محمد الهاشمي (43 عاماً) لـ"العربي الجديد"، وهي تقف قرب حاجز للجيش على أطراف مطار الموصل، أولى المناطق التي حررتها القوات العراقية، إن شقيقتها وزوجها وثلاثاً من بناتها عالقون تحت الأنقاض، مضيفة: "أنا أتصل بهم كل يوم، لكن انقطع الاتصال بهم".
تحاول أروى ألا تسمع عبارة "إنهم ماتوا"، إلا أن الجندي الواقف قربها بدا أكثر فظاظة وهو يخاطبها بالقول "ارجعي للمنزل واقرئي لهم سورة الفاتحة".
على هذا المشهد الذي يتكرر منذ أيام، يبقى مصير من تحولت منازلهم إلى قبور حقيقة مجهولاً، و"العدد المعلن، أي 200، هو مجرد توقعات، وقد يكون أكثر بكثير"، وفقاً لما ذكره العقيد سالم أحمد لـ"العربي الجديد".
وأضاف أحمد، وهو أحد ضباط الجيش العراقي "هذه معركة طاحنة، و"داعش" هو من تحصّن بالسكان، والصواريخ لا تملك عيوناً لتميز بين مدني ومسلح".
وبالتزامن مع ذلك، تستمر المعارك بضراوة بين القوات العراقية و"داعش"، الذي بدا في أضعف حالاته، بعدما استهدف القصف الدولي أبراج الاتصالات، ما أفقده القدرة على المناورة والتواصل فيما بين عناصره، على خلاف ما تمتع به خلال معركة الساحل الشرقي (الأيسر).
وقال قائد المحور الشمالي في معركة الموصل، اللواء نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك تجري الآن بمناطق تصلها قوات الجيش لأول مرة، وهي أحياء المعلمين والعمال ووادي العين الجنوبية، وأطراف حي نابلس"، مبيناً أن "خسائر التنظيم تتضاعف مع استمرار تقدمنا في عمق الساحل الأيمن".
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أخرى سيطرة قوات الجيش على سجن بادوش غرب الموصل بشكل كامل.
وحتى فجر اليوم الخميس، كانت القوات العراقية تسيطر على نصف مساحة ساحل الموصل الأيمن (الغربي)، ما يعني أن أكثر من 70% من مساحة مدينة الموصل تم تحريرها فعلاً بعد قتال شرس شارك به نحو 70 ألف مقاتل من القوات العراقية والفصائل الداعمة لها، وبدعم غربي مفتوح انطلق في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي 2016.