قال رئيس الحكومة المغربية المعفى والأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية"، عبد الإله بنكيران، إنه مستعد لحل الحزب، ولكن شريطة أن "يأمر بذلك الملك وليس جهات أخرى"، قائلاً لتلك الجهات، التي لم يسمها، "كفى شغباً".
ووجّه بنكيران رسائل ساخنة إلى جهات سياسية وحزبية عدة، أثناء حديثه في مؤتمر "شبيبة" حزبه، الذي انتخب، أمس السبت، محمد أمكراز، أميناً عاماً للمنظمة الشبابية خلفاً لخالد بوقرعي.
وأكد الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية" أن علاقة حزبه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس لا يشوبها التوتر، وأن الحزب يناصر الملكية ويدافع عنها، قائلاً "الملك يعلم جيداً موقفنا منه"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الملك "إذا غضب منا أحياناً فذاك أمر طبيعي".
وشدّد في كلمته بالمؤتمر على أنّ "الحزب لن يغير موقفه من الملكية مهما حصل"، مؤكداً أنه "كان وسيظل وفياً للملكية باعتبارها من ثوابت الأمة الأساسية".
وفي هذا الصدد، شدّد بنكيران، الذي أُعفي من طرف الملك من رئاسة الحكومة، كما لم يتم انتخابه أميناً عاماً لحزبه لولاية ثالثة، على أن "العدالة والتنمية لا يبتز ولا يبيع ولا يشتري بموقفه من الملكية، لكون موقفه منها ثابتاً ولن يتغيرّ".
ووجّه بنكيران رسالة إلى قوى سياسية وحزبية، قال إنها "ساهمت في عرقلة تشكيله للحكومة لمدة ناهزت ستة أشهر، ما أدى إلى تلقيه الإعفاء من مهامه من طرف الملك"، ملمحاً بذلك إلى حزب "التجمع الوطني للأحرار" بقيادة عزيز أخنوش، الذي فرض عليه دخول حزب "الاتحاد الاشتراكي" إلى الحكومة، فيما رفض بنكيران ذلك، وقبله خلفه سعد الدين العثماني ليؤسس حكومته الحالية.
وقال بنكيران، في هذا الصدد، إنّه "من غير المقبول أن حزباً حصل على الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية بـ125 مقعداً يُفرض عليه حزب بالكاد لديه فريق برلماني"، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، موجهاً خطابه ضمنياً إلى قوى "التحكم"، قائلاً "تلقينا صدمات ومصائب عدّة لكن لا تبالغوا في مطالبكم لأن الحزب لن يتغير سواء بي أو بالعثماني أو غيرنا".
وبعث بنكيران برسالة أخرى إلى الناخبين والمشهد الحزبي بصفة عامة، مؤكداً أنّه "لم يستقل من العمل السياسي، وأنه مستعد للعودة ما دام الشعب يرغب في عودته"، وذلك رداً على شعارات كانت تطالب برجوعه وعدم تراجعه إلى الخلف. وأضاف "إذا كان فعلاً الشعب يريدني أن أعود، سأعود حتى لو كنت في القبر".
وبشأن الإصلاح السياسي ومدى إمكانية مساهمة "العدالة والتنمية" في إرسائه على الرغم من عراقيل "التماسيح والعفاريت" كما يسميهم، قال بنكيران: "لا يزال هناك أمل في الإصلاح، لأن الناس كبر لديهم الأمل في حزب العدالة والتنمية، وفي قدرة الحزب على خدمة المواطنين".