أردوغان عن استفتاء كردستان: لا تعترف به سوى إسرائيل وبُحث مع الموساد

طهران

فرح الزمان شوقي

avata
فرح الزمان شوقي
04 أكتوبر 2017
7C1820C2-7228-442A-8C20-AFA0D04D7944
+ الخط -
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، من طهران، إن "العراق وإيران وتركيا ستطبق مزيداً من الإجراءات المشددة ضد إقليم كردستان العراق"، عقب إجرائه استفتاء للانفصال، فيما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن "على المسؤولين في الإقليم التراجع عن سياساتهم". 

وأكد أردوغان، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مغلق مع نظيره الإيراني، أن ​"هناك إجماعاً دولياً، باستثناء إسرائيل، على رفض انفصال كردستان العراق"، متسائلاً: "ما هذا الاستفتاء الذي لا تعترف به دولة في العالم سوى إسرائيل؟ عندما يصدر قرار كهذا عقب التباحث مع الموساد.. فلا سند قانونياً له".

وأضاف: "أعتقد أن إدارة إقليم شمال العراق سيكون مصيرها العزلة، وتصميم تركيا وإيران على موقفهما (الموحد) في هذا الشأن واضح، ومن الآن فصاعداً فإن الحكومة المركزية العراقية هي التي نتحاور معها".

وأشار الرئيس التركي إلى وجود "آلية ثلاثية" في سورية، تضم تركيا وإيران وروسيا، تعمل في إطار محادثات أستانة، وتولي اهتماماً بالغاً لإنشاء مناطق خفض التوتر في هذا البلد.

وأكد على فاعلية التحرّكات الإيرانية الروسية التركية، واصفاً قرار مناطق خفض التوتر في اجتماعات أستانة بـ"المهم"، وأن "العمل سيستمر لمكافحة المجموعات الإرهابية، من قبيل "داعش" و"النصرة"، وهو ما يعني بالنتيجة إنقاذ المدنيين المظلومين في هذا البلد".

من جهته، قال روحاني "إننا لا نريد الضغط على سكان كردستان العراق، لكن على المسؤولين في الإقليم التراجع عن سياساتهم"، موضحاً أن "طهران وأنقرة وبغداد مضطرة لاتخاذ خطوات جدية لتحقيق استقرار المنطقة". 

وتابع أن "الحرب على الإرهاب هدف إيراني تركي، ولا فرق بين إرهاب داعش والنصرة وحزب العمال الكردستاني"، وذكر أن "طهران وأنقرة تدركان تماماً حقيقة المؤامرات التي يحيكها الغرباء، لكنهما لا تقبلان تقسيم العراق أو سورية، ولا أي دولة في المنطقة، ولن تقبلا بتغيير ملامحها الجغرافية".

وشدد الرئيس الإيراني على أن البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسورية لتهدئة التوتر في المنطقة، مبرزاً: "نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط... استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية، وتعارضها أنقرة وطهران".

ونالت سورية حصة من المباحثات الإيرانية التركية أيضاً، إذ أكد روحاني على أن التنسيق بين تركيا وروسيا وإيران سيستمر خلال الفترة المقبلة، مقابل تنسيق ثلاثي آخر تركي إيراني عراقي يخص إقليم كردستان العراق، حسب وصفه.

وأصدر مكتب الرئاسة الإيرانية بياناً مشتركاً بين الرئيسين الإيراني والتركي، جاء فيه أن الطرفين يرفضان استفتاء كردستان العراق بالكامل، ويؤكدان على ضرورة حفظ وحدة العراق وعدم تقسيم أراضيه، كذلك دعا الطرفان المسؤولين في الإقليم إلى التراجع عن السياسات التي تنتهك الدستور العراقي.

وأكد البيان استمرار التنسيق بين طهران وأنقرة للتعامل مع هذا الملف، والوقوف بوجه الفعاليات غير القانونية لحزب العمال الكردستاني، وحزب الحياة الحرة الكردستاني، على طول الحدود المشتركة بين البلدين، بما يساهم في تأمين أمنهما واستقرارهما.

وأفاد البيان كذلك بأن إيران وتركيا تؤكدان على أن الحل السياسي هو المخرج من عقدة الخلاف في سورية، على أن يتزامن هذا وتحقق الوحدة السياسية، وضمان استقلال ووحدة هذا البلد، مؤكدين أن التعاون مع روسيا سيستمر كون الدول الثلاث هي الضامنة للمقررات.

وأشار البيان الرئاسي إلى إدانة الطرفين ما يجري بحق مسلمي الروهينغا في ميانمار، داعين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تفقد المنكوبين وإنهاء الأزمة، كذلك أبرزا دعمهما القضية الفلسطينية وأكد الرئيسان على ضرورة أن يحمي المجتمع الدولي الفلسطينيين، وأبدى الطرفان دعمهما لأفغانستان كذلك، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ خطوات لتحقيق استقرار هذا البلد.

واعتبرا أخيراً أن الأوضاع الحساسة في المنطقة تستدعي استمرار التعاون والتنسيق والتشاور بين إيران وتركيا، بما يساهم في تحقيق استقرارها.

وكان الرئيس الإيراني قد استقبل نظيره التركي وسط مراسم رسمية أُقيمت في قصر الرئاسة بالعاصمة طهران. 

وشارك في مراسم الاستقبال من الجانب التركي وزراء الخارجية مولود جاووش أوغلو، والاقتصاد نهاد روحاني، والطاقة والموارد الطبيعية، براءت ألبيراق، والجمارك والتجارة بولنت توفكجي، والداخلية سليمان صويلو، والثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والدفاع نور الدين جانكلي.

كذلك شارك في المراسم رئيس هيئة الأركان التركية الفريق أول خلوصي أكار، ومستشار جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، والسفير التركي في طهران رضا هاكان تكين.

في سياق موازٍ، التقى الرئيس التركي بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، مساء اليوم، وبحث الطرفان أوضاع المنطقة وتطوراتها، كذلك علق المرشد على استفتاء كردستان العراق، قائلاً صراحة إن إجراءه "خيانة للمنطقة، وستؤدي نتائجه لتهديدها ولتبعات سلبية طويلة الأمد ستنعكس على الدول الجارة"، حسب تعبيره.

وفي تصريحات نقلتها المواقع الرسمية الإيرانية، اعتبر خامنئي أن على إيران وتركيا الوقوف جنباً إلى جنب ومواجهة الاستفتاء، واتخاذ أي خطوات ممكنة إزاءه، كما على الحكومة العراقية أن تتخذ قراراتها بشكل جدي.

وأضاف المرشد أن القوى الأجنبية والولايات المتحدة الأميركية تسعى لإنشاء "إسرائيل" جديدة في المنطقة، معتبراً أن هذه الأطراف غير أهل للثقة، قائلاً إن "الأعداء يعملون لشغل إيران وتركيا وإبعادهما عن المسائل المهمة في الإقليم من خلال إيجاد حالة نزاع جديدة"، داعياً إلى التصرف بحكمة وببعد نظر، واتخاذ خطوات سريعة وجدية لمواجهة هذه التهديدات.

كذلك أبدى خامنئي رضاه عن التعاون الإيراني التركي في اجتماعات أستانة، والتقدم الذي حققته في ما يرتبط بالأزمة السورية، لكنه ذكر أنه، ومع كل هذه الجهود، لن يتم القضاء بالكامل على داعش والمجموعات التكفيرية، وهو ما يتطلب برنامجاً مفصلاً طويل المدى، حسب رأيه.

وأضاف أنه "لو اجتمعت إيران وتركيا على مسألة ما فستحل بكل تأكيد وسيصب الأمر لمصلحة البلدين ولمصلحة العالم الإسلامي برمته".




ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي