ونقل المعلق بن كاسبيت عن أوساط إسرائيلية قولها إنها تخشى ألا يصدر عن ترامب أي فعل جدي، في حال اندلعت مواجهة إيرانية - إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة.
وفي مقال نشرته اليوم النسخة العبرية لموقع "المونيتور"، نوه كاسبيت إلى أن ما يفاقم خطورة تحقق مخاوف إسرائيل من تخلي ترامب عنها وقت الضرورة، حقيقة أن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب لا تستبعد أن تلجأ إيران إلى افتعال مواجهة معها، في إطار التصعيد مع الولايات المتحدة.
وأشار المعلق الإسرائيلي إلى أن أوساط التقدير الاستراتيجي في تل أبيب باتت ترجح أن تلجأ إيران إلى إشعال الجبهة السورية أو اللبنانية، في مسعى منها إلى خلق أزمة إقليمية يمكن أن تفضي إلى تراجع الولايات المتحدة عن فرض العقوبات عليها.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عمد إلى عقد اجتماعين للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن في غضون أسبوعين، في مؤشر على إحساس القيادة الإسرائيلية بأن الأوضاع على الجبهة الشمالية باتت قابلة للانفجار في أي لحظة.
ونوه كاسبيت إلى أن مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحديداً هي التي توجه انتقادات لاذعة إلى ترامب بسبب "انكفائه" أمام الإيرانيين وعدم قيامه بالرد على إسقاط طائرة التجسس الأميركية وتفجير ناقلات النفط.
ونقل كاسبيت عن مصدر سياسي قوله إن "حقيقة أن ترامب لم يردّ على إسقاط طائرة التجسس الثمينة، والتفجيرات التي استهدفت ناقلات النفط، تعكس رخاوة أميركية، وستعزز ثقة القيادة الإيرانية بنفسها، وتحديداً الحرس الثوري".
وأضاف المصدر: "ما يتوجب على الرئيس ترامب أن يفهمه أنه من أجل نجاح الضغوط التي يمارسها على إيران، يتوجب عليه أن يقنع الإيرانيين بأنه قادر على الهجوم، وفي حال أدركوا أنه لا ينوي الرد عسكرياً، فسيعملون على احتوائه تماما، كما احتووا سلفه باراك أوباما".
واستدرك أن الكثيرين من قادة المؤسسة الأمنية في تل أبيب لا يشاطرون نتنياهو حماسه لاندلاع مواجهة بين إيران والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هؤلاء القادة يحذرون من أن نتنياهو لم يستوعب الدرس من تداعيات تشجيعه إدارة جورج بوش الابن على غزو العراق.
وشدد المصدر على أن القادة الأمنيين في إسرائيل يشيرون إلى أن الغزو الأميركي للعراق أفضى إلى المس بمصالح تل أبيب الاستراتيجية.
ونقل عن مصدر عسكري قوله إنه "يتوجب علينا أن نقلص مظاهر تدخلنا في المواجهة القائمة بين إيران والولايات المتحدة، فليس من الحكمة أن نبدو وكأننا أولئك الذين يريدون إشعال المنطقة من خلال المواجهة بين خامنئي وترامب، فعلى المدى المتوسط والبعيد هذا يمكن أن يفضي إلى خسائر كبيرة لنا".
من جهته، سخر رون بن يشاي، المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" من التبريرات التي ساقها ترامب لتسويغ تراجعه عن ضرب إيران رداً على إسقاط الطائرة الأميركية، متهماً إياه بمحاولة البحث عن مسوغات للتهرب من المواجهة التي لم يرغب فيها أصلاً.
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة أمس، قال بن يشاي إن ترامب، في محاولاته التملص من مواجهة إيران، يقتفي آثار نتنياهو، الذي يسوق مبررات مشابهة للتهرب من مواجهة "استفزازات" حركة "حماس".
أما آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية في موقع "وللا"، فقد أشار إلى أن خيبة الأمل من ترامب باتت القاسم المشترك بين إسرائيل ونظم الحكم العربية في الخليج.
وفي تغريدة نشرها على حسابه على "تويتر" أمس، نوه سيخاروف إلى أن صناع القرار في تل أبيب بدأوا يدركون أنه لا يمكن الرهان على الرئيس الأميركي الحالي.