نقل الأمن العام اللبناني، اليوم الجمعة، تسعة من الموقوفين في سجن رومية (السجن المركزي في لبنان) إلى جهة غير معلومة. ويُعتبر الذين تم نقلهم من المقربين من "جبهة النصرة"، وهم ثمانية سوريين (أحدهم من آل نجم، والثاني من آل رحال، والثالث من آل حلاق)، ولبناني يُدعى حسين الحجيري من عرسال، وهو موقوف بتهمة إطلاق النار على فرع المعلومات، ومن المتورطين في خطف السياح "الأستونيين" في البقاع عام 2011.
ورجحت مصادر قضائية لبنانية وأخرى من مجموعات إسلامية، أن تشمل الصفقة كلاً من سجى الدليمي وعلا العقيلي. والدليمي طليقة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وشقيقها أحد القياديين في "جبهة النصرة"، والتي سبق أن أطلق سراحها من سجون النظام السوري، خلال صفقة تبادل راهبات معلولا في مارس/ آذار 2014، بوساطة من الأمن العام اللبناني.
وتضم اللائحة المرجحة، بحسب مصادر "العربي الجديد" كذلك، زوجة أنس شركس العقيلي (المعروف باسم أبو علي الشيشاني)، وهو أحد قياديي جبهة النصرة. واعتقلت السيدتان مع أولادهما بعد اختطاف الجنود اللبنانيين من قبل "جبهة النصرة" و"داعش"، واعتبرتا ورقة مقايضة بيد السلطات اللبنانية.
خطوة الأمن العام هذه دفعت متابعي ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة، منذ أغسطس/ آب من عام 2014، إلى التساؤل عمّا إذا كانت عملية النقل مرتبطة بعمليّة التبادل بين الدولة اللبنانيّة وجبهة النصرة، في إطار ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى "النصرة".
وأصدر الأمن العام اللبناني بياناً أشار فيه إلى أنه في حال حصول تقدم في صفقة تبادل العسكريين المخطوفين سيتم الإعلان عن ذلك رسمياً.
مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، أكّدت لـ"العربي الجديد"، أن هناك تطوراً جدياً في هذا الملف، وهذا التطور يطاول 16 عسكرياً مخطوفاً لدى "النصرة"، رافضةً ذكر أي تفاصيل إضافية حول الموضوع.
وفي سياق الأجواء الإيجابية أجّل رئيس الحكومة زيارته إلى فرنسا من السبت إلى الأحد، وهو ما يشير أإلى أن يوم غد سيشهد تطوراً إيجابياً.
كما أفادت مصادر من عرسال عن وجود حركة لافتة لسيارات أمنية في البلدة وعند أطرافها.
هذا وأكد وزير في الحكومة اللبنانية لـ"العربي الجديد" حصول تطور كبير، رافضاً الدخول في التفاصيل حتى انتهاء الملف. كما لفت مصدر رسمي لبناني إلى احتمال إطلاق سراح عدد من المعتقلين من السجون السورية كجزء من الصفقة.
تجدر الإشارة إلى أن أبرز الموقوفين الذين تُطالب "جبهة النصرة" بأن تشملهم عمليّة التبادل، يتواجدون في سجن الريحانية الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش اللبناني، وبالتالي من الصعب معرفة إذا ما كان قد تم نقل موقوفين منه.
ولدى التواصل مع الوسطاء التقليديين، قال هؤلاء إن جبهة النصرة رفضت التعليق، اليوم، على هذه المعلومات، وهو ما أبلغته مصادر أهالي العسكريين لـ"العربي الجديد".
وأشارت هذه المصادر إلى أنهم يتواصلون بشكل يومي مع أبنائهم ومع المسؤولين عن احتجازهم، وعندما يسألونهم عن التبادل يكون الجواب سلبياً في العادة. لكن اليوم، امتنع مسؤولو "النصرة" عن الجواب على أسئلة الأهالي.
اقرأ أيضاً: ورقة رئاسة فرنجيّة في لبنان: انقلاب يمهّد لترويكا سورية