وتدفق الآلاف من الطلبة على ساحة البريد المركزي وساحة أودان، وسط العاصمة الجزائرية، قادمين من مختلف المعاهد والجامعات في العاصمة، وسط تطويق أمني مشدد، وانتشار لافت لعناصر حفظ الأمن على الطريق المؤدي إلى ساحة البريد المركزي، في مسعى لمنع التظاهر، حيث حاولت الشرطة إغلاق الساحة بوجه الطلبة، قبل أن تضطر إلى التراجع.
وندد الطلبة بالقمع الذي تعرضت له المسيرات الشعبية في الأيام الأخيرة، وحملوا شعارات تطالب بتنحي كل من الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز (استقال بالتزامن مع تظاهرات الطلبة)، والوزير الأول الجزائري نور الدين بدوي، معتبرين أن "تغيير هذه الوجوه هو الحل للمرور نحو التغيير الشامل".
كما رفع المتظاهرون شعارات "لا للباءات الثلاث"، و"نحن طلبة ولسنا إرهابيين"، وحملوا رايات بيضاء تعبيرا منهم عن سلمية المظاهرات مرددين "سلمية سلمية".
وقال الطالب في كلية الحقوق ببن عكنون بالعاصمة الجزائرية وليد رحمون، لـ"العربي الجديد"، إن احتجاجات الطلبة تدخل في إطار مواصلة الحراك الشعبي حتى تحقيق مطالب الشعب. وبرر الطالب إضراب الجامعات بأنه "جزء لا يتجزء من التغييرات الحاصلة في الساحة السياسية"، مشددا على "تمسك الطلبة بأهداف الحراك لضمان مستقبل أفضل.. بالنسبة لنا هذه الآن أهم الأولويات".
وفي السياق نفسه، خرج الآلاف من الطلبة عبر الولايات ومن مختلف التخصصات إلى الشوارع في مسيرات سلمية، مطالبين برحيل رموز النظام، على رأسهم الرئيس المؤقت.
وتأتي المظاهرات بالتزامن مع يوم العلم الوطني، الذي يتزامن مع وفاة العلامة الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس، كما تأتي في سياق الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ الـ22 فبراير/ شباط الماضي، التي تهدف إلى التغيير الشامل في النظام وتنحي رموز الفساد.
ويشار إلى أن طلبة الجامعات دخلوا في إضراب عام منذ يومين، وقاطعوا الدراسة والامتحانات الاستدراكية، إذ أقدموا على غلق الجامعات بوجه الأساتذة ومنعهم من التدريس، رغم وجود مخاوف من أن تؤدي هذه الإضرابات إلى تعطيل الجامعة وإتمام الدروس خصوصا.