وقال وزير الخارجية الإيراني، خلال اجتماع للعاملين في الخارجية الإيرانية، إن "استقالتي كانت للحفاظ على موقع الخارجية الإيرانية ومصداقيتها التي تمثل الدولة على الساحة الدولية"، مضيفا أن "الخارجية هي المسؤولة عن العلاقات الخارجية للدولة، ولا ينبغي أن تكون لأي جهاز في الحكومة أو خارجها سياسة خارجية مستقلة، ونكون نحن مسؤولين عن السياسة الخارجية لوزارة الخارجية فحسب".
ونقلت وكالة "إسنا" الإيرانية عن ظريف قوله، خلال اجتماع للعاملين في الخارجية الإيرانية، إنه "ينبغي أن نشعر العالم بأن الخارجية تعبر عن موقف الدولة ككل"، مستشهدا بأن "قائد الثورة الإسلامية قال إن الخارجية هي نصف الحكومة".
وأضاف ظريف أن الخارجية الإيرانية "لا يمكنها القبول بأن تكون غائبة في العلاقات الخارجية، وعلى الآخرين أن لا يعتبروا وجودها مزعجا، وعلينا أن نعمل على أن يقتنع الجميع بأن الوزارة لصالحهم وأن لها قيمة مضافة لعمل بقية أجهزة الدولة".
وشكر ظريف الشعب الإيراني والبرلمانيين على دعمهم له بعد الإعلان عن استقالته، وخص بالذكر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، والرئيس الإيراني حسن روحاني.
وتأتي تصريحات ظريف بعدما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في وقت سابق اليوم، أن تكون استقالة ظريف قد جاءت لأسباب شخصية، أو لوجود خلافات مع الحكومة والرئيس الإيراني حسن روحاني، وذلك رداً على تصريحات وتحليلات عزت الاستقالة إلى تلك الأسباب.
ونقلت وكالة "إسنا" الطلابية الإيرانية عن قاسمي قوله، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن "ظريف يسعى إلى الرقي بموقع وزارة الخارجية، وهو يرى أن الوزارة يجب أن تتمكن من القيام بواجباتها الذاتية"، مضيفاً أن "وجود سياسة خارجية قوية يقتضي أن تجد الخارجية الإيرانية موقعها الحقيقي داخل البلاد".
وأوضح قاسمي أن "الإشاعات التي نسبت الاستقالة إلى قضايا سياسية وفئوية وخلافات مع الرئيس، ليس لها أساس من الصحة، وأن وزير الخارجية كان ولا يزال في تنسيق كامل مع رئيس الجمهورية".
وفي معرض رده على سؤال حول زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران، وعما إذا كانت الحكومة والخارجية الإيرانية على علم مسبق بها أم لا، قال قاسمي إن "الذين كان ينبغي أن يكونوا على علم بالزيارة علموا بها"، موضحاً أن "زيارة كهذه لا يمكن أن تكون مخفية عن السلطات العليا في البلد، ولا ينبغي أن تحمل الإشاعات والتفسيرات التي روّجت لها في الداخل بهذا الخصوص على محمل الجد".
وقدّم ظريف استقالته في الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي، تزامناً مع زيارة الأسد، وتراجع عنها بعد يومين إثر رفضها "القاطع" من قبل الرئيس الإيراني. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت القضية ساخنة في البلاد، خاصة في ما يتعلق بدوافع وأسباب الاستقالة.
وفي هذا السياق، خرجت تصريحات وتحليلات من التيار المحافظ عزت الاستقالة إلى أسباب شخصية، مثل التجهيز للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2021، أو وجود خلافات مع بعض أعضاء الحكومة وروحاني نفسه.
على صعيد آخر، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اليوم، إن "وفداً أوروبياً يتولى مسؤولية قناة إينستكس المالية سيزور إيران قريبا".