عباس بذكرى وفاة ياسر عرفات: مؤامرة من "حماس" لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية
وأضاف عباس، في كلمة له أمام آلاف الفلسطينيين الذين أحيوا الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات: "نحن في هذه الأيام نتعرض إلى مخاطر ومؤامرات كثيرة، ووصلت ذروتها عندما أعلنوا صفقة العصر. هذه الصفقة التي وردت في ثنايا وعد بلفور، والتي استمروا على العمل عليها إلى يومنا هذا، واليوم كُشفت الأوراق جميعا، وتبين ما كان يخفون ويحضرون لنا.. لا يريدون لهذا الشعب أن يكون له كيان ودولة، هذا كل ما حضروه، نلمسه ونراه اليوم، ولكن لن نسمح له أن يمر، فإذا مر وعد بلفور لن تمر صفقة العصر. نحن هنا صامدون".
وأردف: "نحن هنا أشواك في حلوقهم وعيونهم، ولن نسمح لهم أن يمرروا هذا، سنبقى نناضل حتى آخر الدنيا من أجل الوصول إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".
وأشار عباس إلى أنه في الأيام الأخيرة اجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وهو في حال انعقاده أعلى سلطة، ودرس هذه المؤامرات، وبناء عليه "فقد قرر اتخاذ قرارات حاسمة في الأيام القليلة القادمة بما يتعلق في علاقتنا مع هذه الجهات، ولن نخاف ولا يلومنا أحد، لأننا بذلنا كل جهد ممكن من أجل أن نحافظ على هذه المسيرة، لكنهم أَبوا إلا أن يعطلوها، لم ولن يعطلوها، سنستمر".
وقال الرئيس الفلسطيني: "نمر فعلا بظروف صعبة جدا، وكما قلت الأيام القادمة ستكون هناك إجراءات شديدة، ومع ذلك سنبقي الأبواب مفتوحة. نحن متفتحون على كل شيء، إنما لسنا متفتحين على صفقة العصر، لأنها تنهي آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، ولم يوجد كما قال المرحوم ياسر عرفات من يخون القضية أو يقبل بالمؤامرات".
وقال نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، لـ"العربي الجديد"، على هامش إحياء ذكرى عرفات: "حينما نتحدث عن ياسر عرفات نتحدث عن شخص استثنائي وعملاق من زمن العمالقة، الذي فجر الثورة، وكان ملهم كل باحث عن الحرية لشعبه، فهو كان يقود حركات التحرر في العالم".
وتابع: "في ظل الظروف التي نعيشها، نعم ربما نحن بحاجة لاستعادة زمن عرفات واستعادة تلك الخيارات، وما يجب أن نعمل به هو استعادة قيم عرفات ونهجه من أجل أن ينير لنا الطريق، لأن الأساس أن نعمل على أن نحقق حلمه وحلم الشهداء بالحرية والاستقلال".
وجاءت كلمة عباس بعد مسيرة دعت إليها حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية لإحياء ذكرى رحيل عرفات، وجابت المسيرة شوارع مدينة رام الله، وصولا إلى ضريح عرفات في مقر المقاطعة بالمدينة، حيث وضع عباس وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ووزراء في الحكومة الفلسطينية أكاليل من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل.
وخلال المسيرة التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين، بينهم قيادات فلسطينية، رفع المشاركون صور الرئيس الراحل عرفات، وأعلام فلسطين ورايات حركة "فتح".
وتوفي عرفات عام 2004، عن عمر ناهز 75 عاماً، في مستشفى "كلامار" العسكري في العاصمة الفرنسية باريس.
وجاءت الوفاة إثر تدهور سريع في صحته، في ظل حصاره عدة أشهر، من جانب الجيش الإسرائيلي، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتسميم عرفات، ويؤكدون أن وفاته لم تكن طبيعية.
(الأناضول)