ففي منطقة شبرا، فضّت أجهزة الأمن المدعومة بأسطول من المدرعات وبوابل من طلقات الخرطوش وقذائف الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، مظاهرةً نظمها المئات.
كما اعتقلت أجهزة الأمن العشرات بمنطقة الدقي عقب فض مظاهرة حاشدة بميدان المساحة، بينما قامت مجموعات من البلطجية التابعة لقوات الأمن بالاعتداء على الصحافيين أمام نقابتهم في وسط القاهرة، مساء اليوم الإثنين، وقام أفراد أمن بزي مدني باعتقال 12 صحافيا من محيط النقابة.
كما نظم العشرات من المتظاهرين مسيرة في شارع طلعت حرب، بمنطقة وسط البلد، بمحافظة القاهرة.
ودوّت الهتافات في منطقة وسط البلد، منها "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارحل"، وتمكنت قوات الأمن من فض المسيرة باستخدام الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش، وتفريق المتظاهرين.
كما خرجت مسيرة ثانية في شارع السودان في محافظة الجيزة، يقودها المحامي خالد علي.
واقتحمت أجهزة الأمن مقر حزب "الكرامة" في منطقة الدقي في محافظة الجيزة، عقب فض تظاهرة حاشدة في ميدان المساحة، وقامت أجهزة الأمن باعتقال العشرات من الذين ذهبوا للاحتماء بالمقر.
وفي محافظة بني سويف، فضّت أجهزة الأمن مظاهرة حاشدة باستخدام طلقات الخرطوش والرصاص الحي، مما أوقع عشرات الإصابات في صفوف المتظاهرين، بعضها وصفت بالخطيرة.
إلى ذلك، قررت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية المصرية، برئاسة المستشار محمد عبدالشافي، مساء اليوم الإثنين، حبس 7 شبان أُلقي القبض عليهم بتهمة التحريض على التظاهر اليوم، والتحريض على قلب نظام الحكم، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وادعت النيابة قيام المعتقلين بـ"التحريض على استخدام القوة لقلب نظام الحكم وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهوري، والتحريض على مهاجمة أقسام الشرطة، وذلك تنفيذًا لغرض إرهابي".
وأضافت النيابة للاتهامات "اللجوء إلى استخدام العنف والتهديد لحمل الرئيس المصري على الامتناع عن عمل من اختصاصه ومهامه المملوكة طبقًا للدستور، والانضمام إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل القوانين ومنع السلطات ومؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والإضرار بالسلام الاجتماعي".
كما ادّعت قيام المعتقلين بـ"الترويج بالقول والفعل لأهداف الجماعة الإرهابية، وكانت الوسيلة في ذلك القوة والعنف تنفيذًا لمشروع إجرامي وتعريض سلامة المجتمع للخطر لغرض إرهابي".
وبالرغم من كثافة الوجود الأمني في كافة الأماكن المتوقعة في مصر، اندلعت المظاهرات منذ الصباح في جميع المحافظات المصرية، وكان من اللافت تمركز المدرعات في الميادين العامة، ورغم ذلك انطلقت المسيرات في شوارع المدن الكبرى، منددة ببيع أجزاء من سيناء في ذكرى الاحتفالات بتحرير سيناء. وبالرغم من أن الإخوان المسلمين هم العنصر البارز في مظاهرات المحافظات، فقد تأثرت مظاهراتهم بصورة واضحة شيئاً ما، بالبيان الأخير للجماعة الذي طالب المتظاهرين برفع أعلام مصر وحدها دون الشعارات الأخرى، التي اعتادت الجماعة رفعها مثل صور الرئيس، محمد مرسي، وشارة رابعة. وقد ظهرت بدلاً منها لافتات مثل "عواد باع أرضه"، و"الأرض عرض"، و"مصر مش للبيع"، وغيرها. كما صاحبت ذلك هتافات تندد بالوعود الاقتصادية، التي لم ينفذها السيسي وانهيار الاقتصاد وسوء الأحوال المعيشية.
وصاحبت تلك المظاهرات حملات اعتقال كبيرة ومطاردات واسعة، كما ظهر تكتيك جديد بعدما تقدمت المسيرات مجموعاتٌ استكشافية لتوجهها بعيداً عن مخاطر الأمن، كما بدا واضحاً انتقال المتظاهرين إلى أماكن بعيدة عن إقامتهم، حتى لا يتعرف عملاء الأمن عليهم.
ففي القاهرة، خرجت أول المظاهرات في ميدان الدقي قبل أن تتابع المظاهرات في عدد من الأحياء الأخرى، فتصدت لها الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وقامت بتفريق المتظاهرين السلميين. كما طاردت بعضهم وحاصرت مقر "حزب الكرامة" بعد الاشتباه في لجوء بعض المتظاهرين إليه.
وتصدت الشرطة أيضاً بقوة مفرطة لمسيرات كبيرة في ناهيا والمطرية، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين، فيما استخدمت الرصاص الحي والخرطوش والغاز لتفريق مظاهرات بحي شبرا.
في المقابل، خرجت مظاهرات مؤيدة للسيسي وهي تحمل أعلام السعودية في أعداد هزيلة في ميداني مصطفى محمود، وميدان طلعت حرب، وقد سمح لبعضهم بالمرور إلى ميدان التحرير، ثم إلى نقابة الصحافيين، والتظاهر أمامها رافعين صور السيسي، في نفس المكان الذي حرمته قوات الأمن على المتظاهرين المناهضين للسلطة، وكانت هتافاتهم جميعها تؤيد إجراءات النظام.
وكانت إحدى متعهدات التظاهر المؤيد لنظام عبد الفتاح السيسي قد صرحت قائلة: إن الملك سلمان قد وقف مع مصر في وقت الشدة، ولو أنه طلب أبو الهول وأم الهول والأهرامات، هو يأمر واحنا نعطيه اللي هو عاوزه"، وذلك تعليقا على منح السيسي السعودية جزيرتي تيران وصنافير، بينما وقفت مجموعة من الحافلات تدعو المتظاهرين المؤيدين للتنازل عن تيران وصنافير لنقلهم إلى أماكن تظاهراتهم التي يحميها الأمن.