شبهات حول صفقة غواصات جديدة بين إسرائيل وألمانيا

21 أكتوبر 2016
إسرائيل تسعى لبناء أسطول من الغواصات الألمانية (Getty)
+ الخط -

أنهت ألمانيا وإسرائيل مفاوضات سرية لتزويد الأخيرة بثلاث غواصات إضافية من طراز "دولفين"، تضاف إلى الأسطول الحالي المكون من ست غواصات ألمانية. ويصل ثمن الغواصات الثلاث الجديدة إلى 1.2 مليار يورو، وفقاً لما ذكرته صحيفة "معاريف هشبواع" في موقعها الإلكتروني.

وبحسب الصحيفة، فإنه في حال لم تطرأ أية عوائق فمن المرتقب التوقيع على مذكرة التفاهمات بخصوص هذه الصفقة بين البلدين في 7 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأن الغواصات الثلاثة ستكون أطول من الستة الحالية، وأكثر تطوراً ومزودة بتحسينات إضافية.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الصفقة تلقى انتقادات شديدة من جهات عدّة في الأجهزة الأمنية والهيئات العسكرية والاقتصادية في إسرائيل، خاصة سرعة التوصل إلى التفاهمات بين الطرفين دون أن تقوم إسرائيل بفحص إمكانيات أطراف ودول أخرى ودون محاولة خفض كلفة الصفقة الإجمالية.

وترى جهات إسرائيلية، رفضت الصحيفة الكشف عن هويتها، أنه بالإمكان شراء غواصات مشابهة بأسعار أقل، وسط الإشارة إلى صفقات مشابهة عقدت في أنحاء مختلفة من العالم.

كما يرى معارضو الصفقة الحالية، أن السعر الذي حددته ألمانيا للغواصة الواحدة (600 مليون يورو) هو سعر هائل، وأن إسرائيل لم تقم بدراسة السوق ولم تجرِ مفاوضات مع أطراف أخرى. وأشاروا إلى أن فرنسا أبرمت صفقات مشابهة لتزويد أستراليا بغواصات مشابهة بسعر أقل بكثير، حتى لو تم أخذ الضمانات والكفالة الحكومية الألمانية للصفقة.

وبحسب الصحيفة، فإن شركة بناء الغواصات الألمانية وأحواض السفن تعاني، أخيراً، من مصاعب مالية وهي بحاجة ملحة لإبرام صفقات لتطوير وصنع غواصات جديدة لتفادي انهيارها.

وتدعي الصحيفة أن أحد أصحاب الشركة الألمانية هو مواطن عربي من أصل لبناني ويعيش في أبو ظبي، كما أن الشركة التي تم اختيارها لم يسبق لها تصنيع غواصات وفق المواصفات الإسرائيلية وهي تفتقر للخبرات المطلوبة، كما أنها باعت، أخيراً، أربع غواصات لمصر بسعر منخفض جداً مقارنة بالسعر الذي طلبته من إسرائيل، وإن كان الحديث يدور عن غواصات أصغر قليلاً من الغواصات من طراز "دولفين".

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن جهات في الجيش الإسرائيلي غير راضية عن هذه الصفقة التي دفع نحو إقرارها سلاح البحرية الإسرائيلي، علماً بأن الجيش عارض قبل خمس سنوات قرار التزود بغواصة سادسة، وأن الصفقة أبرمت في حينه بفعل إصرار وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك.

في المقابل، يدعي مؤيدو الصفقة بحسب الصحيفة نفسها، أن الحكومة الألمانية ستمنح إسرائيل تخفيضا بنسبة 30 في المائة مما يجعل الصفقة مجدية وأن الألمان "سيمنحونا ما لا يمنحه أي طرف آخر في مجال الغواصات، وهو أمر مثبت عمليا".

وتقوم إسرائيل منذ أواسط العقد الماضي ببناء أسطول من الغواصات الألمانية المعروفة باسم "غواصات دولفين" وذلك بفعل قدرة هذه الغواصات، وفق تقارير مختلفة، على حمل صواريخ ذوات رؤوس نووية.

كما أن هذه الغواصات مزودة بأكثر وسائل التجسس والإنذار تطوراً، وهي قادرة على المكوث تحت الماء لفترات طويلة، وضرب عمق دول لا يمكن للطيران الإسرائيلي، في الوقت الراهن الوصول إليها، (في إشارة إلى إيران تحديداً) ما لم ينطلق من دول مجاورة، إذ ذكر سابقاً أن أرمينيا وجيورجيا كانتا مرشحتين كبلدين تطلق منهما إسرائيل ضربة عسكرية ضد طهران، خاصة في ظل ما تردد عن عدم موافقة سعودية، على السماح لطائرات إسرائيل بالمرور من أجوائها في طريقها لضرب الجمهورية الإسلامية.

وتمتاز هذه الغواصات، بحسب تقارير إسرائيلية وأجنبية بأنها توفر لإسرائيل خيار الضربة الثانية في حال تعرضت لهجوم نووي.

دلالات