ومن أصل 36 حيا سكنيا هي مجموع أحياء مدينة كركوك، أقفل أغلب سكان 11 حيا كرديا أبواب منازلهم، وغادروا المدينة إلى أربيل والسليمانية رغم مناشدات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية لهم بالبقاء كونهم من سكان المدينة، وأنه لن يسمح بأي انفلات أو اعتداء يطاولهم.
كما رفعت القوات العراقية العلم فوق مبنى المحافظة بعد إنزالها علم إقليم كردستان العراق، الذي رفع قبل عدة أشهر رغم اعتراض البرلمان والحكومة العراقية.
محافظ كركوك، نجم الدين كريم، اختفى مع مساعديه الذين كانوا يحكمون المدينة، بينما تولت مؤقتا الشرطة مسؤولية إدارة المدينة لحين وصول المحافظ الجديد المكلف من بغداد بإدارة المدينة، وهو النائب، راكان سعيد، وفقا لمصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق.
بعض الأسواق التجارية عاودت فتح أبوابها والأخرى ما تزال مقفلة، بينما ينتظر بعضهم معرفة كيف ستؤول إليه الأوضاع في كركوك صباح الغد، عند افتتاح الدوائر والمؤسسات الرسمية كالمدارس والبنوك والدوائر الخدمية الأخرى.
ولم يلاحظ مراسل "العربي الجديد" وجود أي عمليات سرقة أو سطو مسلح في المدينة، مؤكدا أن عمليات حرق محدودة جرت لعدد من مقار حزب البارزاني وتم إنزال صوره، بينما أبقيت على مقار حزب الاتحاد الكردستاني ولم يتم إزالة أي من صور الطالباني فيها.
وانتشرت القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" في أغلب مواقع البشمركة، وأنزلت أعلام كردستان العراق من فوقها، لترفع بدلا عنها الأعلام العراقية ورايات المليشيات وعباراتها الطائفية، بينما نزحت عشرات العائلات من المحافظة خوفا من أن يطاولها تبادل القصف، أو أن يحدث تطور عسكري لاحق.
في غضون ذلك، وجه رئيس الحكومة حيدر العبادي، مساء اليوم، بـ"رفع العلم العراقي في محافظة كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين ومنع أي عمليات اعتداء".
بينما قال وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، في بيان له إنه أصدر أوامر للشرطة "بحماية المواطنين من أي اعتداء وكذلك توفير الحماية لمقرات الأحزاب الكردية ومنع أي محاولة اعتداء أو انتقام من أي جهة كانت وكذلك حماية الشخصيات الكردية السياسية والحفاظ على حياتهم وعدم المساس بهم لأننا جئنا من أجل تطبيق القانون واحترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة المواطنين".
وخاطب أهالي كركوك بالقول: "إخوانكم في القوات الأمنية جاءت من أجلكم، جاؤوا منفذين للقانون وليسوا منتقمين. جئنا لحمايتكم ولن نحاسب أحدا على توجهه السياسي لكن سنحاسب من يعتدي على الحريات وينتهك الحرمات ويتجاوز على الأموال الخاصة والعامة".