تسملت موريتانيا، مساء أمس الاثنين، آخر سجنائها في معتقل غوانتنامو في كوبا، محمدو ولد الصلاحي، بعد أربعة عشر عاماً قضاها في السجون هذا المهندس الموريتاني المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، الذي حاز شهرة بعد أن نشرت مذكراته حول سنوات الاعتقال.
ووصل ولد الصلاحي مساء أمس عبر مطار نواكشوط الدولي وأدلى بتصريح للتفزيون الرسمي عبر فيه عن شكره وامتنانه للحكومة والشعب الموريتانيين على المساعي التي بذلت لإطلاق سراحه، قبل أن يصل إلى منزل أسرته برفقة مدير جهاز أمن الدولة المفوض سيد ولد باب حسن.
وكانت لجنة أميريكية مكلفة بالنظر في ملفات معتقلي غوانتنامو قد أوصت بإطلاق سراحه، في الوقت الذي أبدت فيه السلطات الموريتانية استعدادها لتسلمه، وفق تصريحات للناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ.
وكانت موريتانيا قد سلمت المهندس الموريتاني ولد الصلاحي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 إلى المخابرات الأميركية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بعد اتهامات أميركية له بالانتماء لتنظيم القاعدة وتزعم خلايا تابعة للتنظيم خلال دراسته في ألمانيا.
وأكد ولد الصلاحي عبر مذكراته، التي كتبها داخل السجن ونشرها محاميه، أن الأمن الموريتاني اعتقله في نواكشوط قبل تسليمه إلى المخابرات الأميركية، لتقوم بنقله إلى سجن سري أردني تعرض فيه للتعذيب، بعدها أرسل لفترة وجيزة لقاعدة أميركية في أفغانستان قبل نقله إلى غوانتنامو جواً.
ويتهم الأميريكيون ولد الصلاحي بأنه جند العديد من الشباب لصالح القاعدة خلال دراسته في ألمانيا نهاية تسعينيات القرن الماضي. كما يتهمونه بأنه أحد العقول التقنية لتنظيم القاعدة حيث درس هندسة الاتصالات في إحدى الجامعات الألمانية.
ويقول محامو ولد الصلاحي إن الأميركيين فشلوا في تقديم أي أدلة تدينه بعد أربعة عشر عاماً في السجون تعرض فيها لمختلف أشكال التعذيب.
وفي تعليقه على الخبر، قال رئيس "المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان"، عبد الله بيان، لـ"العربي الجديد"، إن ولد الصلاحي "خلال كل هذه المدة لم توجه له أي تهمة رسمية وتم مراجعة ملفه بداية يونيو/ حزيران الماضي وأوصت لجنة مراجعة ملفات معتقلي غوانتنامو بإطلاق سراحه ونقله إلى موريتانيا حيث وافقت الحكومة على استقباله".
وتابع "إطلاق سراحه جاء نظرا لعدالة قضيته أولا وقوته هو شخصيا وقوة إيمانه ببراءته" قبل أن يضيف: "هو السجين الوحيد الذي استطاع إخراج مذكراته خارج السجن لتصل بذلك معاناته إلى جميع أنحاء العالم وكذلك بفضل عائلته ومحاميه والهيئات الحقوقية الموريتانية".