حذرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن الحلف الذي يربط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بات يمثل تهديداً لمصالح تل أبيب الاستراتيجية. ونقلت النسخة العبرية لموقع "المونتور"، في تقرير نشر اليوم السبت، عن المصادر قولها إنها توجهت لنتنياهو، وحذرته من مغبة ربط علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة من خلال الاكتفاء بنسج علاقة شخصية مع ترامب.
وحسب التقرير الذي أعده المعلق بن كاسبيت، فقد حذر قادة أمنيون في تل أبيب نتنياهو من أنه لا يوجد ما يضمن أن ترامب سيفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2020، ما يعني أن
وقال بن كاسبيت إن حلف نتنياهو - ترامب أضر بالدعم الأميركي الثنائي الحزبي لإسرائيل، وسيفضي إلى المسّ بالتحالف القائم بين الدولتين على المستوى القريب والمتوسط. ونوه إلى أن تحالف نتنياهو - ترامب مسّ بدعم يهود العالم، وتحديداً في الولايات المتحدة، لإسرائيل، مشيراً إلى أن تشكيك ترامب في ولاء اليهود الذين يؤيدون "الحزب الديمقراطي" لإسرائيل، أصاب اليهود بالصدمة، سيما في ظل صمت نتنياهو وعدم إصداره أي موقف.
وأشار إلى أن قرار نتنياهو بمنع عضوي الكونغرس إلهان عمر ورشيدة طليب من زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بناء على طلب ترامب، فاقم الأوضاع سوءاً وكرّس الهوة بين "الحزب الديمقراطي" وإسرائيل.
وأوضح كاسبيت أن نتنياهو، الذي يقدم نفسه كخبير رئيس في الشأن الأميركي، لا يعي تداعيات التحولات الديمغرافية في الولايات المتحدة، وأنماط توجهات الأقلية العرقية، اللاتينية، السود، والليبراليين وغيرهم، الذين يمثلون قواعد "الحزب الديمقراطي"، مشيراً إلى أنه ينطلق من افتراض أن الولايات المتحدة يمثلها فقط "الحزب الجمهوري".
ولفت إلى أن كلاً من نتنياهو والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون درمير، يعكفان على استراتيجية تقوم على بناء تحالف فقط مع الجمهوريين والمعسكر المؤيد لترامب، محذراً من أن هذا الاستراتيجية تنطوي على تداعيات كارثية على مصالح إسرائيل.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم بشكل أساس على التحالف مع التيار الإنجيلي، الذي يمثل القاعدة الانتخابية لترامب، إلى جانب التقارب مع اليهود الذين ينتمون للتيار الديني الحريدي المتشدّد، على حساب العلاقة مع اليهود الإصلاحيين الذين يمثلون 75% من اليهود الأميركيين.
ولفت إلى أن نتنياهو ينطلق من افتراض مفاده أنه لا مستقبل لليهود في الولايات المتحدة، وأنهم سيختفون قريباً، بسبب تعاظم نسبة الزواج المختلط في أوساطهم، مشيراً إلى أنه عبّر عن ذلك صراحة خلال لقاء جمعه بعدد من الدبلوماسيين الإسرائيليين العاملين في أميركا الشمالية.
وحسب كاسبيت، فإن هذا الافتراض هو الذي يجعل نتنياهو لا يقيم وزناً لليهود الأميركيين، مشيراً إلى أن عدم تقديره لليهود الأميركيين أسهم في دفعه لإلغاء الاتفاق الذي ينظم صلاة اليهود الإصلاحيين في حائط البراق، إلى جانب رفضه اعتماد تهويد الأشخاص الذين يعتنقون اليهودية على أيدي حاخامات إصلاحيين داخل الولايات المتحدة.