أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، منتصف ليل الإثنين، أنها بدأت عملية حربية شاملة ضد عناصر تنظيم "وﻻية سيناء"، التابع لتنظيم "داعش"، وأطلقت عليها لقب "عملية حق الشهيد".
وذكرت القيادة، في بيان متلفز اقتصر على خطاب دون صور أو مقاطع فيديو، أن قوات من الجيش الثاني والصاعقة والتدخل السريع وعناصر مكافحة اﻹرهاب التابعة للشرطة شنت هجمات واسعة على مواقع تمركز واختباء عناصر "وﻻية سيناء"، وذلك في العريش ورفح والشيخ زويد.
وقال البيان إن "القوات قتلت 29 عنصراً إرهابياً، ودمرت المناطق التي تتمركز بها، باﻹضافة إلى العناصر واﻷدوات التي تستخدمها، وقامت بتطهير الشوارع والمنشآت والطرق الرئيسية من العبوات الناسفة".
وأشار البيان إلى أنه "خلال مداهمة إحدى البؤر اﻹرهابية، انفجرت عبوة ناسفة فأودت بحياة ضابط وجندي وإصابة 4 مجندين".
يذكر أن هذه أول عملية هجومية واسعة يقوم بها الجيش المصري خلال مواجهته مع تنظيم "وﻻية سيناء"، الذي كان يعرف سابقاً بجماعة "أنصار بيت المقدس"، حيث كانت عمليات المداهمة تقتصر على الفترات الزمنية القصيرة، التالية لعمليات هجومية لعناصر التنظيم على كمائن الجيش والشرطة.
اقرأ أيضاً: "حماس" إلى الشارع لتحرير المخطوفين في مصر
وأوضحت مصادر قبلية في سيناء، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، أن "طائرة أو ربما أكثر قصفت أهدافاً في سيناء، دون معرفة مكانها تحديداً، لصعوبة الأوضاع".
وأضافت المصادر أن "الطائرة من دون طيار، حلقت بعد إنهاء الطائرات (f 16) قصفها لمنازل المدنيين"، موضحة أنه "حتى الآن لم يبلغ عن وجود خسائر في الأرواح أو إصابات".
وسادت الشيخ زويد ورفح حالة من الارتباك الشديد، بين الراغبين في مغادرة منازلهم خوفاً من سقوط قذيفة عشوائية عليهم، وآخرين يرون أن الخروج في مثل هذه الأجواء الملتهبة في ظل الحملة العسكرية يعد مغامرة غير محسوبة، بحسب مصادر قبلية.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ "العربي الجديد"، إن "الأوضاع في سيناء تصبح أكثر صعوبة، في ظل حالة التعتيم المفروضة بعد قانون الإرهاب، وقبلها بالتأكيد، ولكنها تزايدت بشكل واضح".
ولفتت إلى أن "الأهالي باتوا في حيرة من أمرهم، حيث يفضل البعض التهجير طواعية، خوفاً من صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات".
وبثت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من الرافضين للانتهاكات بحق أهالي سيناء، شريطاً مصوراً، لاستهداف طائرات الـ "f 16"، أهدافاً عشوائية وسط دوي انفجارات هائل، وتصاعد ألسنة الدخان.
ويوثق الشريط عملية قصف الطائرات لأهداف، ويظهر من خلاله أن أحد الأهداف على ما يبدو مدرسة في منطقة لا تحدها المنازل.
وكانت عبوة ناسفة قد استهدفت آلية عسكرية، أسفرت عن مقتل ضابط للجيش ومجند، وإصابة آخرين.
ودشن نشطاء هاشتاغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ذكرى بدء الحملة العسكرية على سيناء في نفس التوقيت من عامين، تحت عنوان "عامان وسيناء تحترق".
في المقابل، لم يشر المتحدث الرسمي العسكري المصري، العميد محمد سمير، عبر صفحته الرسمية عبر موقع "فيسبوك"، إلى أي من عمليات الجيش وقصف الطائرات، فيما لم يؤكد أو ينفي الأخبار المتداولة عن مقتل ضابط ومجند في تفجير آلية عسكرية، وكأن سيناء خارج حدود مصر.
ومن الملاحظ أن المتحدث العسكري قلل من أخبار مقتل العناصر المسلحة، أو الإشارة إلى عمليات الجيش هناك، في ظل حالة من التكتم الشديد، وعدم قدرة وسائل الإعلام المختلفة على نشر أية أخبار تخص العمليات العسكرية وسيناء، إلا وفقاً لبيانات سمير، الذي لم يعد ينشر إلا أخبار العلاقات العامة المتعلقة بأخبار وتحركات قادة الجيش فقط.
ولا يكاد يمر يوم على أهالي سيناء، إلا وأصوات الانفجارات وآثار الدمار تحاصرهم من كل اتجاه، على خلفية العمليات التي يشنها الجيش المصري هناك.
فمنذ ما يزيد على عامين لم تتوقف الانتهاكات بحق أهالي سيناء، ووصلت إلى عمليات قتل واسعة عشوائياً باستخدام سلاح الطيران، الذي دخل على خط الأزمة.
اقرأ أيضاً: سيناء.. قتل مدنيين وتشكيك في بيان المتحدث العسكري المصري