جاء ذلك مع سقوط صاروخ فلسطيني من قطاع غزة على بلدة إسرائيلية، فجر اليوم الإثنين، شمالي مدينة تل أبيب التي كانت تُعتبر منطقة آمنة نسبياً، مقارنة باستهداف متوقع لمستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة.
ويأتي هذا بعد تصعيد على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والعودة إلى سياسة الإرباك الليلي عبر إطلاق بالونات مفخخة باتجاه المستوطنات الحدودية، واندلاع مواجهات، ليلة الأحد-الإثنين، في سجن "أنصار" بين الأسرى الفلسطينيين وقوات الاحتلال، والتي أسفرت عن إصابة 15 أسيراً فلسطينياً على الأقل.
ومع اندلاع موجة انتقادات شديدة في إسرائيل لسياسة نتنياهو، وتحميله المسؤولية عن التصعيد في غزة، وخضوع إسرائيل "لابتزاز" من حركة "حماس" الفلسطينية لضمان الهدوء خلال المعركة الانتخابية، أعلن نتنياهو الموجود حالياً في واشنطن، أنّه قرّر، بعد مشاورات مع رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" نداف أرغمان، قطع زيارته للعاصمة الأميركية، والعودة إلى إسرائيل مباشرة بعد لقائه المقرر بعد ساعات مع الرئيس دونالد ترامب، بهدف الرد على ما وصفه بـ"الهجوم الإجرامي".
وأثار إطلاق الصاروخ، اليوم الإثنين، وإصابته بلدة في وسط إسرائيل، من جديد، ملف الانتقادات لسياسة حكومة الاحتلال تجاه قطاع غزة، وسط دعوات للرد و"اتخاذ سياسة واضحة للقضاء على حماس"، وفق دعوة خصم نتنياهو الأساسي في المعركة الانتخابية الجنرال بني غانتس الذي يتزعم حزب "كاحول لفان"، ويوجَد هو الآخر، اليوم الإثنين، في واشنطن للمشاركة في مؤتمر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "إيباك".
وفضلاً عن غانتس، اتفق خصوم نتنياهو في الأحزاب السياسية الإسرائيلية؛ وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان، وزعيم حزب "العمل" آفي غباي، على أنّ ما يحدث مع قطاع غزة هو "نتاج عدم وجود سياسة إسرائيلية واضحة تجاه حركة حماس، وعدم اتخاذ قرار بشأن القضاء عليها وإنهاء سلطتها في القطاع".
وفي السياق، أكد مدير مركز أبحاث الأمن القومي، والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي عامس يادلين، أنّ "عمليات إطلاق الصواريخ والتصعيد ستتواصل مقابل حركة حماس، وصولاً في نهاية المطاف إلى مواجهة عسكرية، ينبغي الاستعداد لها والتخطيط لها جيداً، مع تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها سواء من الجيش أم من المستوى السياسي".
ويعتقد يادلين أنّ "مواجهة كهذه، إضافة إلى وضع خطط لها، آتية لا محالة، وقد تكون في الربيع المقبل أو الصيف، وليس بالضرورة الآن"، على حد قوله.