تستمر معارك تحرير مدينة الموصل العراقية، من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، للأسبوع الرابع على التوالي، في ظلّ مشاركة نحو 50 ألف مقاتل من الجيش والشرطة وقوات "البشمركة" التابعة لإقليم كردستان ومليشيات تابعة لـ"الحشد الشعبي"، وبدعم غير مسبوق لقوات التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وبريطانيا.
في هذا السياق، تتواصل المعارك في الموصل وضواحيها، ولن تتوقف حتى "الوصول إلى قلب المدينة"، بحسب وزارة الدفاع العراقية، مع العلم بأن "داعش" يتخذ بمحيط المدينة وضعاً دفاعياً حاداً عبر استخدام عشرات الانتحاريين في كل محاولة اختراق للقوات العراقية.
في هذا الإطار، يشير قائد المحور الشمالي الشرقي، العميد الركن ضياء الخالدي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "المعارك أخذت شكلاً أكثر حدة خلال الساعات الماضية على الرغم من سوء الأحوال الجوية". ويضيف أن "التنظيم يتنقل بين المنازل في تسعة أحياء سكنية، مستخدماً أسلوب الضرب والانسحاب بسرعة".
ويلفت إلى أن "داعش يعتبر الموصل معركته الأخيرة، وبمثابة نهاية فعلية لمشروع خلافته المزعوم، لذلك يستميت وينقل موجات انتحارية، واحدة تلو الأخرى، للدفاع عمّا يسميه أرض الخلافة. بالتالي نتوقع أن تطول أيام القتال، ومن غير المرجّح أن يكون الحسم سريعاً، على الأقلّ هذا الشهر".
وحول مجريات معارك، أمس الجمعة، ينوّه قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد، في إيجازه الصحافي، إلى أن "محاور القتال تشهد في جميعها عمليات تقدم ملحوظة وتكبّد داعش خسائر مختلفة". كما يبيّن أن "عمليات التطهير ورفع الألغام وتمشيط المناطق المحررة جارية لتأمينها، بينما يتواصل القصف على دفاعات داعش ومصادر نيرانه الثقيلة في كل المحاور"، واصفاً مجمل المعارك بأنها لـ"صالح القوات العراقية"، مع العلم بأنه تمّ تحرير مساحات واسعة من أراضي محافظة نينوى، بلغت وفقاً لمصادر عسكرية عراقية أكثر من 1500 كيلومتر مربع، لتنتقل مراحل المعركة إلى حرب شوارع داخل أزقة الموصل وأحيائها، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عسكرية عراقية عن انحسار سيطرة "داعش" في العراق، إلى أقلّ من تسعة في المائة، غالبيتها في مناطق صحراوية وريفية نائية عن مراكز المدن. كما تراجع عدد قواته في عموم مدن البلاد إلى أقل من 10 آلاف مقاتل. وهو ما أكدته قيادات ميدانية عراقية بالجيش، وصفت تلك الأرقام بـ"الإنجازات التي دفع العراقيون ثمنها من دمائهم".
اقــرأ أيضاً
وبالعودة إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أظهرت تقارير عسكرية عراقية سيطرة "داعش" على نحو 33 في المائة من مساحة البلاد، بينما كانت نسبة مماثلة مهددة بهجمات يومية، في ظلّ اتخاذ القوات العراقية وضعاً دفاعياً، خصوصاً في محيط العاصمة بغداد. غير أن الصورة تغيّرت اليوم، فالتقارير الصادرة عن وزارة الدفاع العراقية، تشير إلى أن "التنظيم بات لا يملك الكثير في العراق".
ووفقاً لتقرير عسكري لوزارة الدفاع العراقية، فإن "مساحة سيطرة داعش انحسرت إلى أقل من 9 في المائة في عموم مدن ومحافظات العراق". ويكشف التقرير الصادر في التاسع من الشهر الحالي، عن أن جزءاً كبيراً من تلك المساحة صحراء أو مناطق ريفية زراعية أو بلدات نائية قرب الحدود مع الأردن وسورية".
ووفقاً للتقرير ذاته، استُعيدت السيطرة في العام الحالي على مدن الرمادي والفلوجة وبيجي والقائم وهيت والرطبة والشرقاط والقيارة والبشير والكرمة والصقلاوية والفتحة والبغدادي، ومدن وبلدات أخرى، فضلاً عن مناطق ذراع دجلة وطريق بيجي حديثة. وكلها تقع في مناطق غرب العراق وشماله.
في المقابل، يذكر التقرير أن "التنظيم ما زال يسيطر على نحو 35 في المائة من الأنبار خصوصاً في أعالي الفرات، وعلى نحو 10 في المائة من محافظة صلاح الدين، تحديداً على الشريط الحدودي بينها وبين نينوى. كما يسيطر على نحو 25 في المائة من كركوك، تتركز في جنوب وجنوب غربي المحافظة. أما في نينوى فيسيطر على نحو 50 في المائة منها، تحديداً في الموصل والبعاج وتلعفر والجزيرة وصحراء الحضر، بينما يسيطر على نحو 5 في المائة من ديالى، خصوصاً في سلسلة جبال حمرين".
وبحسب التقرير ذاته، فإن "عدد عناصر داعش في العراق حالياً، أقلّ من 10 آلاف نسمة، أي أقلّ بفارق النصف عن العام الماضي، الذي كانت فيه التقديرات تشير إلى وجود ما بين 20 و22 ألف مقاتل". بدوره يلفت عضو غرفة قيادة العمليات المشتركة، العميد الركن محمد حسين الطائي لـ"العربي الجديد"، إلى أن "عام 2016 هو عام انكسار التنظيم وتراجعه، بعدما بلغ ذروته في عام 2015 والنصف الثاني من عام 2014".
ويتابع الطائي قائلاً إنه "تم انتزاع المدن الكبرى من داعش، التي تشكل مساحات كبيرة من العراق، أبرزها الفلوجة والرمادي والرطبة والقيارة والشرقاط وتكريت وبيجي وهيت والكرمة، بينما بقيت بيده أربع مدن مهمة، نحن بحاجة لها وسنأخذها، وهي القائم في غرب العراق، وتلعفر والبعاج والموصل، التي بتنا قريبين من أخذها".
من جهته، يصف العقيد فالح السوداني، من قيادة الفرقة السابعة بالجيش العراقي، العام المقبل، بأنه "عام غامض على الرغم من النجاحات المتحققة هذا العام". ويوضح أن "التنظيم خسر المدن الرئيسية، لكنه متواجد في العراق بالصحراء أو مناطق جبلية في بيئة مناسبة وآمنة له".
ويعرب عن خشيته من أن "تكون هناك هجمات متكررة وعمليات سريعة للتنظيم على المدن، مثلما حدث في كركوك وقبلها الرطبة والرمادي. وهو ما سيجعل المهمة أكثر صعوبة، تحديداً لجهة البحث عن مجموعة مقاتلين في صحراء تعادل حجم ثلاث دول عربية". ويرى أن "الحل الوحيد هو استمرار الملاحقة عبر الصحراء وتشكيل قوات من أبناء تلك المناطق كونهم الأكثر دراية بها".
وتسعى الحكومة العراقية من خلال هذا التقرير إلى تعزيز جهود دبلوماسية، بهدف التحرك في عدد من الدول الغربية للحصول على دعم وتمويل لبرنامج إعادة إعمار المدن المحررة، إذ تتخوف بعض الدول المانحة من أن الوضع ما زال هشاً، ومن المبكر الحديث عن أي إعمار في تلك المناطق.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، تتواصل المعارك في الموصل وضواحيها، ولن تتوقف حتى "الوصول إلى قلب المدينة"، بحسب وزارة الدفاع العراقية، مع العلم بأن "داعش" يتخذ بمحيط المدينة وضعاً دفاعياً حاداً عبر استخدام عشرات الانتحاريين في كل محاولة اختراق للقوات العراقية.
في هذا الإطار، يشير قائد المحور الشمالي الشرقي، العميد الركن ضياء الخالدي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "المعارك أخذت شكلاً أكثر حدة خلال الساعات الماضية على الرغم من سوء الأحوال الجوية". ويضيف أن "التنظيم يتنقل بين المنازل في تسعة أحياء سكنية، مستخدماً أسلوب الضرب والانسحاب بسرعة".
وحول مجريات معارك، أمس الجمعة، ينوّه قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد، في إيجازه الصحافي، إلى أن "محاور القتال تشهد في جميعها عمليات تقدم ملحوظة وتكبّد داعش خسائر مختلفة". كما يبيّن أن "عمليات التطهير ورفع الألغام وتمشيط المناطق المحررة جارية لتأمينها، بينما يتواصل القصف على دفاعات داعش ومصادر نيرانه الثقيلة في كل المحاور"، واصفاً مجمل المعارك بأنها لـ"صالح القوات العراقية"، مع العلم بأنه تمّ تحرير مساحات واسعة من أراضي محافظة نينوى، بلغت وفقاً لمصادر عسكرية عراقية أكثر من 1500 كيلومتر مربع، لتنتقل مراحل المعركة إلى حرب شوارع داخل أزقة الموصل وأحيائها، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عسكرية عراقية عن انحسار سيطرة "داعش" في العراق، إلى أقلّ من تسعة في المائة، غالبيتها في مناطق صحراوية وريفية نائية عن مراكز المدن. كما تراجع عدد قواته في عموم مدن البلاد إلى أقل من 10 آلاف مقاتل. وهو ما أكدته قيادات ميدانية عراقية بالجيش، وصفت تلك الأرقام بـ"الإنجازات التي دفع العراقيون ثمنها من دمائهم".
وبالعودة إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أظهرت تقارير عسكرية عراقية سيطرة "داعش" على نحو 33 في المائة من مساحة البلاد، بينما كانت نسبة مماثلة مهددة بهجمات يومية، في ظلّ اتخاذ القوات العراقية وضعاً دفاعياً، خصوصاً في محيط العاصمة بغداد. غير أن الصورة تغيّرت اليوم، فالتقارير الصادرة عن وزارة الدفاع العراقية، تشير إلى أن "التنظيم بات لا يملك الكثير في العراق".
ووفقاً لتقرير عسكري لوزارة الدفاع العراقية، فإن "مساحة سيطرة داعش انحسرت إلى أقل من 9 في المائة في عموم مدن ومحافظات العراق". ويكشف التقرير الصادر في التاسع من الشهر الحالي، عن أن جزءاً كبيراً من تلك المساحة صحراء أو مناطق ريفية زراعية أو بلدات نائية قرب الحدود مع الأردن وسورية".
ووفقاً للتقرير ذاته، استُعيدت السيطرة في العام الحالي على مدن الرمادي والفلوجة وبيجي والقائم وهيت والرطبة والشرقاط والقيارة والبشير والكرمة والصقلاوية والفتحة والبغدادي، ومدن وبلدات أخرى، فضلاً عن مناطق ذراع دجلة وطريق بيجي حديثة. وكلها تقع في مناطق غرب العراق وشماله.
في المقابل، يذكر التقرير أن "التنظيم ما زال يسيطر على نحو 35 في المائة من الأنبار خصوصاً في أعالي الفرات، وعلى نحو 10 في المائة من محافظة صلاح الدين، تحديداً على الشريط الحدودي بينها وبين نينوى. كما يسيطر على نحو 25 في المائة من كركوك، تتركز في جنوب وجنوب غربي المحافظة. أما في نينوى فيسيطر على نحو 50 في المائة منها، تحديداً في الموصل والبعاج وتلعفر والجزيرة وصحراء الحضر، بينما يسيطر على نحو 5 في المائة من ديالى، خصوصاً في سلسلة جبال حمرين".
وبحسب التقرير ذاته، فإن "عدد عناصر داعش في العراق حالياً، أقلّ من 10 آلاف نسمة، أي أقلّ بفارق النصف عن العام الماضي، الذي كانت فيه التقديرات تشير إلى وجود ما بين 20 و22 ألف مقاتل". بدوره يلفت عضو غرفة قيادة العمليات المشتركة، العميد الركن محمد حسين الطائي لـ"العربي الجديد"، إلى أن "عام 2016 هو عام انكسار التنظيم وتراجعه، بعدما بلغ ذروته في عام 2015 والنصف الثاني من عام 2014".
ويتابع الطائي قائلاً إنه "تم انتزاع المدن الكبرى من داعش، التي تشكل مساحات كبيرة من العراق، أبرزها الفلوجة والرمادي والرطبة والقيارة والشرقاط وتكريت وبيجي وهيت والكرمة، بينما بقيت بيده أربع مدن مهمة، نحن بحاجة لها وسنأخذها، وهي القائم في غرب العراق، وتلعفر والبعاج والموصل، التي بتنا قريبين من أخذها".
ويعرب عن خشيته من أن "تكون هناك هجمات متكررة وعمليات سريعة للتنظيم على المدن، مثلما حدث في كركوك وقبلها الرطبة والرمادي. وهو ما سيجعل المهمة أكثر صعوبة، تحديداً لجهة البحث عن مجموعة مقاتلين في صحراء تعادل حجم ثلاث دول عربية". ويرى أن "الحل الوحيد هو استمرار الملاحقة عبر الصحراء وتشكيل قوات من أبناء تلك المناطق كونهم الأكثر دراية بها".
وتسعى الحكومة العراقية من خلال هذا التقرير إلى تعزيز جهود دبلوماسية، بهدف التحرك في عدد من الدول الغربية للحصول على دعم وتمويل لبرنامج إعادة إعمار المدن المحررة، إذ تتخوف بعض الدول المانحة من أن الوضع ما زال هشاً، ومن المبكر الحديث عن أي إعمار في تلك المناطق.