كشفت مصادر عسكرية عراقية عن تمكن القوات العراقية من فرض سيطرتها على عدة مناطق تابعة لمدينة الشرقاط، وذلك في إطار العملية العسكرية التي أعلن عنها رئيس الحكومة، حيدر العبادي، فجر الثلاثاء، لتحريرها باعتبارها واحدة من أهم المدن التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المحور الشمالي بالعراق والواقعة على الجنوب من مدينة الموصل بنحو 90 كيلومترا.
ويعتبر هجوم اليوم هو الثاني، إذ سبق أن أعلنت الحكومة، مطلع يوليو/تموز الماضي، عن عملية عسكرية مماثلة، لكنها لم تحقق أي نتيجة بسبب غياب الدعم الجوي الأميركي عن المعركة، التي اتخذت بغداد قرار إطلاقها دون الرجوع لغرفة التحالف الدولي، التي تنسق الهجمات الكبيرة وتشرف عليها.
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات المشتركة تمكنت من تحرير قريتين محاذيتين لبلدة الشرقاط"، موضحا أن "القوات الأمنية تمكنت من استعادة قرية المسيحلة، الواقعة جنوب غرب الشرقاط، وقرية الجمسة، المجاورة لها، دون أي مقاومة تذكر من عناصر "داعش"، فضلا عن السيطرة على المجمع السكني التابع لشركة الحضر العامة، جنوب غربي الشرقاط، والذي لا يفصله عنها سوى كيلومترين اثنين فقط".
وأكد المصدر، وهو ضابط طلب عدم ذكر اسمه، أنه "تمت السيطرة على غالبية المرتفعات المحيطة بالمدينة بدعم أميركي، حيث أسكتت نيران مدافع التنظيم الثقيلة والمتوسطة وقصفت تجمعاتهم"، مرجحا أن يتم استعادة المدينة قريبا، "حيث سيضطر التنظيم للانسحاب منها"، وفقا لقوله.
وفي السياق، أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" مشاركتها في عملية الهجوم على الشرقاط، مؤكدة أنه يأتي بالتزامن مع ما سمته "عيد الغدير".
وأضاف بيان صدر عن المتحدث باسم المليشيا، أحمد الأسدي، أن "(الحشد الشعبي) مع الجيش العراقي باشرا الهجوم على الشرقاط تحت عنوان عملية "فجر الشرقاط" للسيطرة على المدينة من ثلاثة محاور".
وما يزال مصير المئات من العوائل داخل المدينة مجهولا، وسط مخاوف على حياة أفرادها من عشوائية القصف الجوي والصاروخي.
وفي السياق، ذكرت مصادر محلية في محافظة نينوى أن القصف يتركز وبعنف على المدينة، وأنه "لا توجد أي وسيلة اتصال مع المحاصرين فيها من المدنيين"، وقدرت أن يكون عددهم بالمئات بعد فرار الكثير منهم في الأيام الماضية.