من جهته، أفاد ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر داعش تسللوا من سور نينوى القديم على خط التماس، إلى حيي التأميم والنور ضمن مناطق سيطرة القوات العراقية". ونوّه إلى أن "التنظيم سيطر على تلك الأحياء لكن القتال جار لاستعادتها".
وأفادت مصادر عسكرية عراقية عن ارتفاع قتلى الجيش العراقي خلال اليومين الماضيين إلى "أكثر من 80 قتيلاً، بينهم ستة ضباط، أحدهم برتبة رفيعة، في وقت تكبّد فيه داعش خسائر مماثلة، أغلبها نتيجة القصف الجوي للتحالف الدولي على المحور الشرقي للموصل".
كما شهد محور جنوب الموصل، قيام قوات الفرقة التاسعة التابعة للجيش العراقي بإنشاء خطوط صدّ باستخدام الجرافات التي بدأت بحفر السواتر الترابية حول المناطق المحررة، ونشر عشرات الثكنات العسكرية فوق أسطح المنازل المجاورة لخطوط التماس مع عناصر تنظيم "داعش"، في مناطق جنوب شرق الموصل، وذلك حسبما أفاد مصدر عسكري في قيادة الفرقة التاسعة لـ"العربي الجديد".
وأضاف المصدر أن "محور جنوب شرقي الموصل شهد كذلك وصول المزيد من التعزيزات العسكرية من قوات الشرطة الاتحادية، لتعزيز مواقع الجيش العراقي من أجل الاستعداد لبدء المرحلة الثانية من عملية تحرير المناطق المتبقية من مدينة الموصل".
في المحور الغربي، أعلن القيادي بمليشيا "الحشد" رضا العبيدي لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الحشد الشعبي بدأت هجوماً جديداً من محورين، استهدف تحرير المناطق الواقعة غرب مطار تلعفر العسكري". وتابع المصدر قائلاً إن "تنظيم داعش ما زال يمتلك موطئ قدم في المناطق القريبة من مطار تلعفر العسكري، وناحية تل عبطة ويشن، انطلاقاً من هذه المناطق هجمات عديدة باستخدام العربات المفخخة لاستهداف قطعات الحشد الشعبي". ولفت إلى أن "الحشد الشعبي تمكن من تحرير عشر قرى، حتى الآن، بمحيط تلعفر، وهي سنام الشمالية، وشويرة، والريزية، وتل غزال، وتل ميدان قولي، وأم الشنابيط، وأشواه، وحسين جمعة، وخويتله، وتطهير الطريق الرئيسي الرابط بين قضاء تلعفر وناحية تل عبطة".
وشهد المحور الغربي لمدينة الموصل تنفيذ طيران التحالف الدولي وطيران القوة العراقية لغارات مكثفة استهدفت مناطق غرب المدينة، قرب ناحية تل عبطة، استهدفت أرتالاً لعناصر تنظيم "داعش"، كانت تنوي استهداف قطعات "الحشد الشعبي"، بحسب ضابط مقرب من قيادة العمليات المشتركة.
وأوضح مصدر عراقي أن "قيادة القوة الجوية نفذت ضربة جوية دقيقة بناءً على معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، تفيد بوجود اجتماع لقيادات داعش في منطقة تبعد كيلومترات عدة عن غرب ناحية تل عبطة، كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات ضد القطعات المتواجدة هناك، والتي تحاصر مدينة تلعفر".
في محور شمال الموصل، تواصل قوات الفرقة 16 التابعة للجيش العراقي بمساندة قوات حرس نينوى، تطهير القرى والمناطق الواقعة شمال الموصل، وذلك بعد أن تمكن "داعش" من شنّ هجمات مباغتة استهدفت المناطق المحررة في شمال الموصل وشرقها.
ومع استمرار المعارك في أحياء الموصل وتواصل عمليات القصف العنيف المتبادل بين القوات الأمنية العراقية وعناصر "داعش" داخل الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة الموصل، كشفت مصادر طبية محلية عن تلقيها إفادات تؤكد وجود عشرات الجثث لضحايا مدنيين، قضوا بالقصف أو بالعمليات الانتحارية التي نفذها التنظيم في شرق الموصل". وبحسب المصادر ذاتها فإن عدد القتلى ارتفع في الموصل من المدنيين، خلال أسبوع واحد، إلى أكثر من 200 مدني وأكثر من ألف جريح جراء المعارك والقصف. كما أفادت مصادر محلية إلى استمرار عمليات إجلاء العائلات الفارة من المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة في شرق الموصل إلى المخيمات التي أقيمت في مناطق شرق الموصل.
وأعلن طبيب يعمل في المركز الطبي التابع لصحة نينوى، أن "ثلاث نساء وطفلاً، قتلوا بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة بالقرب من منزلهم في حي الفلاح، لدى محاولتهم الخروج من المنطقة لمناطق أكثر أمناً، شرق الموصل". ولفت الطبيب كذلك إلى أن "المركز الطبي يستقبل بشكل يومي حالات من سكان الموصل، بينهم مصابون بسبب القصف المتبادل بقذائف الهاون والمدفعية، إضافة إلى كبار السن والمرضى، الذين يعانون من أمراض مزمنة في الوقت، الذي تنعدم فيه الخدمات الطبية والدواء اللازم لعلاجهم".
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت أمس، عن ازدياد أعداد النازحين من سكان الموصل، موضحة، في بيان، أن "أعداد النازحين الفارين بسبب القتال بلغ أكثر من 110 آلاف شخص، تمت استضافة غالبيتهم في مخيمات حسن شام والخازر، شرق الموصل، والجدعة وديبكة، جنوب الموصل". ومن المتوقع أن يتزايد عدد النازحين من أهالي الموصل مع استمرار العمليات العسكرية وتواصل القتال وسط أحياء الموصل الشرقية، بالتزامن مع إعلان قيادات عسكرية عراقية عزمها فتح جبهات قتال جديدة في محاور المدينة لتسريع عملية تحريرها من "داعش".