كشف مصدر عسكري مطلع من بنغازي عن أسباب اعتقال قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر للواء أحمد العريبي، قبل يومين، فيما طالبت قبيلة العريبات بالكشف عن مصير اللواء المختطف منذ صباح الاثنين الماضي.
ودعت قبيلة العريبات، في بيان مصور مساء أمس الثلاثاء، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى سرعة التدخل وفتح تحقيق بشأن اختطاف اللواء العريبي، مبينة أن "ما قامت به المجموعات المسلحة غير المعروفة من عمل إرهابي لا يمت للكرامة أو النخوة بصلة"، معربة عن استنكارها لـ"اقتحام بيت أحمد العريبي عنوة في ساعات الصباح الأولى وانتهاك الحرمات، وترهيب الآمنين"، وأن ذلك "لا يدل إلا على عدم المسؤولية والإدراك".
وكانت مجموعة مسلحة قد اختطفت العريبي وابنه صباح الاثنين، بعد محاصرة منزله وتبادل إطلاق نيران مع حراسه، ومن ثم مداهمة المنزل ونقله إلى جهة مجهولة حتى الآن.
وبحسب تصريحات لأسرة العريبي، فإن مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا قدموا إلى البيت فجر الاثنين على متن حوالي 30 سيارة عسكرية مسلحة، وأطلقوا الرصاص على واجهته، مستهدفين كاميرات المراقبة، قبل أن يقتحموا البيت ويعتدوا بالضرب على اللواء العريبي وابنه علي، وينقلونهما على متن سيارة معتمة إلى جهة مجهولة.
وبحسب مصدر تحدث لــ"العربي الجديد"، فإن جهات تابعة لحفتر أكدت له أن العريبي مسؤول عن تزويد لجنة الخبراء بالأمم المتحدة بملف متكامل عن الفساد المالي في بنغازي، تضمن وثائق وأدلة تثبت تورط صدام حفتر، نجل خليفة حفتر، في سرقة ملايين مودعة في مقر البنك المركزي في بنغازي.
وكان تقرير لجنة الخبراء المقدم لمجلس الأمن، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، قد كشفت عن تورط كتيبة طارق بن زياد، التي يقودها صدام حفتر، في اقتحام مقر فرع البنك المركزي في بنغازي، ونقل كميات كبيرة من الأموال والفضة منه إلى جهة غير معلومة، مبينا أن هذه الكميات تقدر بأكثر من 630 مليون دينار، و159 مليون يورو، ومليون و900 ألف دولار، و5 آلاف و869 عملة فضية.
ويعتبر اللواء العريبي من أبرز الشخصيات العسكرية في بنغازي، إذ تولى في عام 2017 منصب عميد بلدية بنغازي بتكليف من الحاكم العسكري عبد الرزاق الناطوري، كما تولى منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية.
وسربت وسائل إعلام محلية ليبية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وثائق تظهر اتهامات وجهت للعريبي من قبل أجهزة تابعة لحفتر بالتخابر مع عدد من القيادات العسكرية في بنغازي، الموالية لحكومة الوفاق، ولا سيما المهدي البرغثي، وزير الدفاع، وفرج قعيم وكيل وزارة الداخلية بالحكومة.
وعرفت عن العريبي معارضته لقرارات صدرت من حفتر بشأن بنغازي، إثر توليه منصب عميد البلدية، ما اضطره للإعلان عن استقالته في إبريل/ نيسان العام الماضي.