لبنان: ملابسات تفجير مصرف التزم بالعقوبات ضد "حزب الله"

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 يونيو 2016
440F0E44-A7ED-42D9-B33E-2D5B9A47C917
+ الخط -
استهدف انفجارٌ المبنى الرئيسي لبنك لبنان والمهجر، في شارع فردان في قلب العاصمة اللبنانية بيروت. وأعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، أن "الانفجار ناتج عن عبوة موضوعة في حوض زهور إلى جانب الجدار الملاصق لمبنى بنك لبنان والمهجر، وليس داخل المبنى، وتقدر زنتها بـ 15 كيلوغراماً من المواد المتفجرة".

ويضم المبنى المكاتب الرئيسيّة لبنك لبنان والمهجر وشركة "أروب" للتأمين، وتخوّفت مصادر أمنيّة لبنانيّة، أن يكون الانفجار رسالة للقطاع المصرفي على خلفيّة الخلاف بين هذا القطاع وحزب الله بعد تطبيق القانون الأميركي المعروف بقانون مكافحة تمويل حزب الله دولياً، خصوصاً أن بنك لبنان والمهجر يُتهم بأنه من أكثر المصارف تطبيقاً للقانون.

وأعلن وزير الداخليّة اللبنانيّ نهاد المشنوق في حديث تلفزيوني أن هذا التفجير "لا يأتي في الإطار التقليدي للتفجيرات ولا علاقة له بالتفجيرات السابقة"، ولفت المشنوق في حديث لوكالة "رويترز" أن بنك لبنان والمهجر هو المستهدف من هذا الانفجار. جدير بالذكر، أن تسريبات صحافيّة أشارت إلى أن السفارة الكنديّة وعدد من السفارات الغربيّة حذّرت رعاياها من التوجه إلى منطقة الحمراء وفردان.


واستنكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، "التفجير الإرهابي الذي وقع مساء اليوم في منطقة فردان"، وقال "إن معركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة، وهي معركتنا نحن، وستكمل، ولبنان سينتصر في نهاية المطاف، وكل أنواع الإرهاب لن تخيف اللبنانيين، وجميعنا سنكون في مواجهته ولبنان سينتصر في النهاية".

‏واعتبر الحريري، أن "تفجير بيروت عمل مخابراتي بامتياز يتخذ من تهديد المصارف منصة لتهديد الاستقرار"، وشدد على أن "القطاع المصرفي ضمانة أساسية للاقتصاد الوطني، ومسؤولية حمايته تقع على كل اللبنانيين". ورأى الحريري أن التفجير "رسالة خطيرة تستدعي تحركاً عاجلاً من الحكومة والهيئات المعنية لمعالجة التداعيات".

بدوره، اعتبر وزير المالية علي حسن خليل، أن "‏الانفجار الذي استهدف بنك لبنان والمهجر، يستهدف استقرار كل القطاع المصرفي، وبالتالي استقرار كل لبنان، وهو بالتأكيد مستنكر ومدان".





وقال وزير الاقتصاد آلان حكيم، لـ"العربي الجديد"، إن أهم رسالة في الانفجار هي في التوقيت، فهي "ليست رسالة إرهابية بل للقطاع المصرفي، وهذا شيء مؤسف، لكن لا رجوع عن الخطوات التي اتخذها مصرف لبنان، والمصارف اللبنانية، وعلى الأكيد، أن هناك أطرافا ينتهزون الفرصة التي نمر فيها لزيادة التشنّج الموجود في البلد، ولا يُمكن أن نتهم أحدا، لكن واضح أن هناك من يزيد الشرخ بين المصارف وبعض الأطراف اللبنانيّة، وأنا أدين هذا الانفجار إدانة تامة، خصوصاً أنه جاء في هذا الشهر الفضيل".

بدوره، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أن لبنان دخل في مرحلة انفجارات جديدة، ورأى أن إسرائيل مستفيدة وحزب الله متضرر، ودعا جنبلاط إلى حوار "تقني" في موضوع القانون الأميركي بين جميع الأطراف.

من جهته، أشار مدير عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة عن وجود إصابتين طفيفتين. فيما لفتت مصادر أمنيّة إلى أن وزن العبوة يبلغ خمسة كيلوغرامات من المتفجرات، فيما نقلت وكالات أنباء أن العبوة تبلغ كيلوغرامين من المتفجرات. ومن الواضح أن الجهة المنفذة للانفجار لم ترغب في إيقاع عدد كبير من الضحايا، إذ إن توقيت الانفجار "ميّت"، فهو جاء في موعد الإفطار، ومساء يوم الأحد الذي هو يوم عطلة، وتكاد تكون بيروت فارغة في هذا اليوم.




كما أن مكان الانفجار ذو رمزيّة، فعدا أنه استهدف مقرا رئيسيا لمصرف كبير، فإنه وقع في شارع يضم عددا من الصحف اللبنانيّة، وبالقرب من مدرسة رسميّة، ومركز لإحدى الشركات التي تستقبل طلبات تأشيرات السفر إلى عدد من الدول الغربية. لكن العبوة وُضعت في شارع فرعي، في شارع فردان، الذي يُعد من أهم شوارع بيروت التجارية والسياحيّة. كما يبعد مبنى وزارة الداخليّة نحو مئتي متر عن موقع الانفجار.

وتحدّثت مصادر مصرفيّة لـ"العربي الجديد"، أن حزب الله كان "غاضباً" من بنك لبنان والمهجر، لأنه "سلّم الأميركيين لائحة بالحسابات المصرفيّة التي ترتبط بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بالحزب"، من دون أن يؤدي هذا الكلام إلى الجزم بهوية الجهة المنفذة.

وتجدر الإشارة، إلى أن مصادر تدور في فلك حزب الله، هدّدت في الأسابيع الماضية من "تدمير القطاع المصرفي" في حال استمرت إجراءاته بحق الحزب والمقربين منه. وسبق أن اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابيّة) في بيان لها في منتصف شهر مايو/أيار الماضي أن القانون الأميركي وتطبيق المصارف لها "يؤسس لحرب إلغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي، وعدد من المصارف، فضلاً عن كون الالتزام به مصادرة للسيادة اللبنانية النقدية".



وتلا هذا البيان، حملة تحريض على القطاع المصرفي من قبل وسائل إعلام قريبة من الحزب، وقد ذُكر اسم "بنك لبنان والمهجر" بالاسم في الأيام الماضية، كأكثر المصارف التزاماً بالقانون الأميركي.

إلى ذلك، رفض المدير العام لبنك لبنان والمهجر سعد الأزهري، توجيه الاتهام بالانفجار إلى أي جهة، وطالب بانتظار التحقيقات وعدم الشروع بالاستنتاجات المسبقة، ولفت إلى أن البنك لم يتلقَ رسائل تهديد، ورفض اتهام أي أحد قبل صدور نتائج التحقيقات. وقد فرض الجيش والقوى الأمنيّة طوقاً في مكان الانفجار، وقد تعرّض عدد من الصحافيين للاعتداء من قبل العناصر الأمنية الموجودة في المكان، من بينهم مصور "العربي الجديد".

ذات صلة

الصورة
لبنان / آثار غارة على زبقين، 25 8 2024 (فرانس برس)

سياسة

شنّ الاحتلال الإٍسرائيلي ضربات استباقية على لبنان، بينما نفذ حزب الله هجوماً واسعاً بإطلاق عدد كبير من المسيرات في إطار رد أولي على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
الصورة
عائلات مهجّرة من قرى حدودية تطلب المساعدة في صور (حسين بيضون)

مجتمع

نزح أكثر من 100 ألف شخص قسراً من قرى جنوب لبنان الحدودية بعد التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" وغالبيتهم يعيشون ظروفاً صعبة.
الصورة
أعداد محدودة من المصطافين على شاطئ صور (حسين بيضون)

مجتمع

لم يثن القصف على الحدود مع فلسطين المحتلة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعض اللبنانيين عن ارتياد شاطئ مدينة صور من أجل الاستمتاع.
الصورة
الحياة مستمرة في صور، جنوبي لبنان (حسين بيضون)

مجتمع

يعيش اللبنانيون بشكل شبه يومي، وخصوصاً في جنوب لبنان، على وقع أصوات جدار الصوت والاغتيالات، الأمر الذي يزيد من حدة القلق لديهم، فيما فقد اعتاد البعض الأمر.