ينشر "العربي الجديد"، بدءاً من يوم غدٍ الثلاثاء حلقات من مذكرات قائد حكومة التناوب التوافقي في المغرب، الوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي، والتي تصدر يوم 8 مارس/آذار الجاري في كتاب بعنوان "أحاديث في ما جرى"، وقد جمعها وحررها رفيقه في النضال، أمبارك بودرقة، المعروف بلقب، عباس بودرقة.
والكتاب شهادة حية تجمع بين السيرة الذاتية والمسار النضالي لواحد من أهم رموز المغرب. تحوّل من معارض شرس لنظام الملك الراحل الحسن الثاني إلى مشارك في الحكم، ضمن ما يعرف في الأدبيات السياسية المغربية بمرحلة حكومة التناوب التوافقي، التي قادها ابتداء من 4 فبراير/شباط 1998 إلى 9 أكتوبر/تشرين الأول 2002.
وتعتبر لحظة تعيين عبد الرحمان اليوسفي من طرف الملك الراحل الحسن الثاني وزيراً أول، تحولاً تاريخياً، نقل أكبر حزب معارض، الاتحاد الاشتراكي، برموزه التاريخية، من صف المعارضة إلى كرسي التدبير الحكومي في أواخر أيام الملك الراحل الحسن الثاني، وبداية عهد الملك محمد السادس، وأطلق دينامية سياسية سميت بــ"العهد الجديد" كان لليوسفي دور كبير في ترسيخ علاماتها، قبل أن يغادر سفينة الحكومة في 9 أكتوبر 2002، كاحتجاج منه بعد تعيين التكنوقراطي إدريس جطو، وزيرا أول، ضمن ما يعرف بـ"الخروج عن المنهجية الديمقراطية"، إذ كان يقتضي العرف من الملك تعيين الوزير الأول من الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات التشريعية.
إنها تجربة مغربية فريدة، ولدت من تخوم الصراع، وانتهت بعد محاولات سابقة فاشلة إلى تجسيد التناوب على السلطة في ظل النظام الملكي، ودفع المغرب في اتجاه النمو والتقدم.
وكتاب "أحاديث في ما جرى"، يختزل مسار اليوسفي النضالي والكفاحي منذ معركة الاستقلال إلى مسارات المطالبة بالديمقراطية وبناء دولة الحق والقانون، ومن كرسي المعارضة إلى سدة الحكم، عندما أرسل الملك الحسن الثاني وزير ماليته آنذاك إدريس جطو بداية 1998، كي يفاتح المعارض بقيادة حكومة مع حلفائه السياسيين، ضد ما سماها اليوسفي "جيوب المقاومة".
(العربي الجديد)