خلال السنوات السبع الأخيرة، التي شهدت تطور الدراما التلفزيونية في مصر بشكل لافت، وعلى المستويين الدرامي والتقني، ارتبطت أغلب الأعمال المتميزة على المستوى الفني بثلاثة مخرجين: محمد ياسين، تامر محسن، وكاملة أبو ذكرى. وللمرة الأولى منذ 2021 يشهد الموسم الرمضاني غياب هؤلاء الثلاثة عن الشاشة.
ياسين كان أول من بدأ عملية تطوير ملفتة في الدراما التلفزيونية. إخراجه لمسلسل "الجماعة" عام 2010، من تأليف وحيد حامد ويتناول حياة مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، كان نقلة في مستوى المسلسلات، سواء فيما يتعلق بالصورة أو الأحداث الدرامية، وربما الجرأة السياسية. وكان محسن حينها مخرج وحدة ثانية في المسلسل.
لكن الشعور بأن ثورة حقيقية تحدث في التلفزيون تأخر إلى عام 2013، وهو العام الاستثنائي الذي شهد 3 مسلسلات للمخرجين؛ "موجة حارة" لياسين، "بنت اسمها ذات" لكاملة أبو ذكرى(وكلاهما بمعالجة درامية وسيناريو مريم نعوم)، و"بدون ذكر أسماء" لمحسن من كتابة وحيد حامد.
المسلسلات الثلاثة شهدت تميزاً واضحاً في كل تفاصيلها، ليشعر المشاهد أن هناك شيئاً مختلفاً عن كل ما شاهده في التلفزيون سابقاً. شيء أقرب للـ"سينما" من حيث شكل الصورة. وليس من قبيل الصدفة أن الأعمال الثلاثة كان مدراء التصوير فيها (عبد السلام موسى، نانسي عبد الفتاح، وفيكتور كريدي على الترتيب) آتين من صناعة السينما، ويقدمون أعمالهم الأولى (أو الثانية) في التلفزيون.
الأمر الآخر أنها كانت أعمالاً ملفتة وجريئة درامياً، التاريخ الاجتماعي الموازي الذي يقدم في "ذات" و"بدون ذكر أسماء"، وهجاء السلطة وعلاقتها بشكل المجتمع قبيل الثورة في "موجة حارة"، ليساهم الثلاثة فيما يشبه الارتقاء بفن "المسلسلات التلفزيونية" وتقريبها إلى السينما، أسوة بما يحدث في العالم كله.
اقــرأ أيضاً
استمر الثلاثة في مشاريعهم بعد ذلك، بنفس معطيات التميز البصري والجرأة والاختلاف الدرامي، حكايات السجينات في "سجن النسا" (كاملة أبو ذكري 2014)، التناول القريب والمختلف للإدمان والشخصيات والعلاقات المعقدة في "تحت السيطرة" (تامر محسن 2015)، الاقتباس المختلف من نجيب محفوظ وتداخل السرد والعوالم في "أفراح القبة" (محمد ياسين 2016)، حكاية أخرى من التاريخ الموازي أثناء الاحتلال الإنكليزي عن رواية بهاء طاهر "واحة الغروب" (كاملة أبو ذكري 2017)، وأخيراً كانت ذروة النضج الفني والبصري والدرامي لتلك الموجة مع تامر محسن في "هذا المساء" (2017).
غياب الثلاثة عن دراما رمضان يمثل خسارة ونقصاً دون ريب، ولكن ما يمكن أن يعادله هو حضور مخرجين آخرين من السينما للتلفزيون، على رأسهم عمرو سلامة، الذي قدم 5 أفلام سينمائية حتى الآن، آخرها كان "الشيخ جاكسون" (2017)، ويعتبر من الجيل الجديد في السينما المصرية. وقدومه إلى التلفزيون هذا العام في مسلسل "طايع"، بشراكة مع كتاب سيناريو سينمائيين أيضاً محمد وخالد دياب (مخرج ومؤلف فيلم "اشتباك" 2016) وشيرين دياب، كل ذلك يشير إلى خصوصية التجربة واحتمالات تميزها.
كذلك تعود للتلفزيون المخرجة المتميزة هالة خليل، التي قدمت مسبقاً مسلسل "حكايات بنعيشها" (2010)، وتخرج هذا العام "بالحجم العائلي" مع ممثل بقيمة يحيى الفخراني، مما يجعله أحد الأعمال المنتظرة بشدة.
وكذلك في فئة الكوميديا يخرج خالد الحلفاوي أول أعماله التلفزيونية الذي يحمل اسم "الوصية"، بعد 4 أفلام ناجحة في السينما، وبالنظر إلى اعتماد في البطولة على ممثلين جدد اعتادوا تقديم كوميديا مختلفة في برامجهم (أكرم حسني وأحمد أمين) فإن العمل قد يكون مفاجأة رمضان هذا العام.
ياسين كان أول من بدأ عملية تطوير ملفتة في الدراما التلفزيونية. إخراجه لمسلسل "الجماعة" عام 2010، من تأليف وحيد حامد ويتناول حياة مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، كان نقلة في مستوى المسلسلات، سواء فيما يتعلق بالصورة أو الأحداث الدرامية، وربما الجرأة السياسية. وكان محسن حينها مخرج وحدة ثانية في المسلسل.
لكن الشعور بأن ثورة حقيقية تحدث في التلفزيون تأخر إلى عام 2013، وهو العام الاستثنائي الذي شهد 3 مسلسلات للمخرجين؛ "موجة حارة" لياسين، "بنت اسمها ذات" لكاملة أبو ذكرى(وكلاهما بمعالجة درامية وسيناريو مريم نعوم)، و"بدون ذكر أسماء" لمحسن من كتابة وحيد حامد.
المسلسلات الثلاثة شهدت تميزاً واضحاً في كل تفاصيلها، ليشعر المشاهد أن هناك شيئاً مختلفاً عن كل ما شاهده في التلفزيون سابقاً. شيء أقرب للـ"سينما" من حيث شكل الصورة. وليس من قبيل الصدفة أن الأعمال الثلاثة كان مدراء التصوير فيها (عبد السلام موسى، نانسي عبد الفتاح، وفيكتور كريدي على الترتيب) آتين من صناعة السينما، ويقدمون أعمالهم الأولى (أو الثانية) في التلفزيون.
الأمر الآخر أنها كانت أعمالاً ملفتة وجريئة درامياً، التاريخ الاجتماعي الموازي الذي يقدم في "ذات" و"بدون ذكر أسماء"، وهجاء السلطة وعلاقتها بشكل المجتمع قبيل الثورة في "موجة حارة"، ليساهم الثلاثة فيما يشبه الارتقاء بفن "المسلسلات التلفزيونية" وتقريبها إلى السينما، أسوة بما يحدث في العالم كله.
استمر الثلاثة في مشاريعهم بعد ذلك، بنفس معطيات التميز البصري والجرأة والاختلاف الدرامي، حكايات السجينات في "سجن النسا" (كاملة أبو ذكري 2014)، التناول القريب والمختلف للإدمان والشخصيات والعلاقات المعقدة في "تحت السيطرة" (تامر محسن 2015)، الاقتباس المختلف من نجيب محفوظ وتداخل السرد والعوالم في "أفراح القبة" (محمد ياسين 2016)، حكاية أخرى من التاريخ الموازي أثناء الاحتلال الإنكليزي عن رواية بهاء طاهر "واحة الغروب" (كاملة أبو ذكري 2017)، وأخيراً كانت ذروة النضج الفني والبصري والدرامي لتلك الموجة مع تامر محسن في "هذا المساء" (2017).
غياب الثلاثة عن دراما رمضان يمثل خسارة ونقصاً دون ريب، ولكن ما يمكن أن يعادله هو حضور مخرجين آخرين من السينما للتلفزيون، على رأسهم عمرو سلامة، الذي قدم 5 أفلام سينمائية حتى الآن، آخرها كان "الشيخ جاكسون" (2017)، ويعتبر من الجيل الجديد في السينما المصرية. وقدومه إلى التلفزيون هذا العام في مسلسل "طايع"، بشراكة مع كتاب سيناريو سينمائيين أيضاً محمد وخالد دياب (مخرج ومؤلف فيلم "اشتباك" 2016) وشيرين دياب، كل ذلك يشير إلى خصوصية التجربة واحتمالات تميزها.
كذلك تعود للتلفزيون المخرجة المتميزة هالة خليل، التي قدمت مسبقاً مسلسل "حكايات بنعيشها" (2010)، وتخرج هذا العام "بالحجم العائلي" مع ممثل بقيمة يحيى الفخراني، مما يجعله أحد الأعمال المنتظرة بشدة.
وكذلك في فئة الكوميديا يخرج خالد الحلفاوي أول أعماله التلفزيونية الذي يحمل اسم "الوصية"، بعد 4 أفلام ناجحة في السينما، وبالنظر إلى اعتماد في البطولة على ممثلين جدد اعتادوا تقديم كوميديا مختلفة في برامجهم (أكرم حسني وأحمد أمين) فإن العمل قد يكون مفاجأة رمضان هذا العام.
وإلى جانب عمرو وهالة والحلفاوي، هناك عدد آخر من المخرجين الجدد، لا يملكون نفس الرصيد السينمائي الداعم والمبشر، ولكن من المحتمل أن يقدموا بصمة مختلفة تعوض فراغ "الثلاثة الكبار"، ومن ضمنهم المخرج ياسر سامي (مسلسل "نسر الصعيد")، محمد سلامة (مسلسل "رحيم")، ومحمد أسامة (مسلسل "أمر واقع").