ويبرّر واضعو هذه القوانين أحكامهم بأنَّها ستتعارض مع مصالح الطفل في المستقبل، وستعرُّضه للسخريّة والتنمُّر في المجتمع.
الولايات المتّحدة الأميركيَّة متساهلة نسبيّاً إذا ما قورنت بدول أخرى، عندما يتعلَّق الأمر بالأسماء. قوانين كلّ ولايات أميركا تحظر الأسماء التي تدلُّ على أرقام عددية مثلاً، لكن دومًا توجد حالاتٌ إشكاليَّة.
ففي عام 2009، تصدَّر طفلٌ صغيرٌ، يُدعى أدولف هتلر كامبل، من ولاية نيوجرسي، عناوين الصحف في البلاد، بعدما رفض مخبزٌ تزيين كعكة عيد ميلاده باسمه. وعلى الرغم من اعتراض المخبز على الاسم، إلا أنَّ قوانين الولاية نفسها لا تستطيع أن تتدخّل وتمنع الاسم. إذ فقط تُمنَع الأسماء التي تدلّ على "فاحشة" أو أرقام أو رموز.
آنذاك، نشر أستاذ القانون في كليَّة الحقوق في جامعة دافيس Davis تقريرًا عام 2011، عن حقوق تسمية الأطفال في الولايات المتّحدة الأميركيَّة، إذْ كتب: "إذا كان والدا الطفل كامبل قاما بتسميته R2D2، مثلاً، فإنَّ سلطات الولاية كانت ستتدخَّل بحسب قوانينها. ولكن، لم تحصل أي عوائق قانونيَّة، لمّا تمّت تسميته بأدولف هتلر".
وفي السياق ذاته، نشر موقع "هفنتغون بوست" الإخباري، سبع حالات من الأسماء خضعت للتدقيق والنقاش من قبل النظام القانوني الأميركيّ، نعرضها هنا.
المسيح
في عام 2013، قرّر قاض في شرق تينيسي دعم طفل يبلغُ من العمر 7 أشهر، وذلك عن طريق تغيير اسمه من "المسيح" إلى "مارتن".
وبرّر القاضي، لو آن باليو، قراره بأنَّ "المسيح" هو اسم يدلّ على "رمز" أو "عنوان". وهذا الرمز لا يدلُّ سوى على شخص واحد في كل الثقافات.
وقام والدا الطفل بالطعن بقرار باليو، وذلك بدعمٍ من المستشار تيلفورد إي. فورجيتي، الذي أكّد عدم دستوريَّة القرار، وتمّ طرد باليو من عمله.
1069
في عام 1976، قضت المحكمة العليا في ولاية داكوتا الشماليَّة، بعدم السماح لمايكل هربت دينغلر، المدرس في المدرسة الثانويَّة، بتغيير اسمه إلى رقم 1069.
وقال دينغلر آنذاك: "الطريقة الوحيدة للتعبير عن هويتي هو 1069". وتابع دينغلر محاولاته في أكثر من ولاية أميركيَّة، ولكنّه لم يتمكّن من تغيير اسمه إلى رقم.
III
في عام 1984، رفضت محكمة كاليفورنيا استئناف قرار طلبه توماس بويد، وذلك لتغيير اسمه إلى الرقم الروماني III، والذي يُلفَظ بـ"الثالث".
Lucía
في مقال رأي نشره عام 2012، انتقد الكاتب لويس فريدريك سياسة حظر العلامات والإشارات على أسماء المواليد الجديد في كاليفورنيا. وكتب قائلاً: "عندما حاولت تسجيل اسم ابنتي المولودة لوسيا في شهادة ميلادها الأسبوع الماضي، قيل لي إنني لا أستطيع ذلك". وترفض قوانين الولايات الأميركيَّة وجود إشارات، مثل الإشارة الموجودة على حرف I في اسم Lucía.
Santa Claus
في ديسمبر/ كانون الأوّل من عام 1999، قدّم روبرت ويليام هاندلي، من ولاية أوهايو، عريضةً لتغيير اسمه إلى سانتا روبرت كلوز. وسبب هذا الطلب، هو أنَّ هاندلي كان يلعب دور بابا نويل طوال أكثر من 40 عامًا، إذا كان يُلقّب بـ"سانتا بوب" طول هذه الفترة.
لكنّ القاضي، لورنس بيلسكس، رفض طلبه فورًا.
لكن، في عام 2001، سمحت المحكمة العليا في ولاية يوتا لشخص اسمه ديفيد لين بورتر، بتغيير اسمه إلى "سانتا كلوز".
Misteri Nigger
في عام 1992، رفضت محكمة الاستئناف في كاليفورنيا الطلب الذي قدمه روسيل لورانس، كي يغير اسمه إلى "ميستري نيغر".
ورفض القاضي كينيث آر.يغان الطلب لأنّه "يعبّر على خطاب عنصري" على حدّ تعبيره. إذْ إنّ كلمة Nigger معروفة بإشارتها إلى "الزنوج"، وهو نعتُ عنصريُّ يعود إلى أزمنة العبودية في أميركا.
Chief Piankhi Akinbaloye
في عام 1975، حاول موريس لي طومسون تغيير اسمه إلى "الزعيم بيانكي أكينبالوي"، لكن المحكمة المدنية في مدينة نيويورك رفضت هذه الطلب بسبب وجود كلمة "زعيم" في الاسم. وبرّرت المحكمة قرارها بأنَّ وجود كلمة "زعيم" في الاسم سيتسبب للناس بالارتباك، وسيؤدّي إلى التباسٍ دائم. إذْ سيفكرون بأنّ صاحب الاسم يمتلك سلطة فعلاً.