3 مشاركات، ورئاسة واحدة للجنة التحكيم الرسمية، وزيارات عديدة لمهرجان "كانّ". رومان بولانسكي (1933) يأتي إلى "كانّ"، مرة أخرى، في دورتها الـ70، رفقة فيلمه الأخير "مستوحى من قصّة حقيقية"، المقتبس من رواية بالعنوان نفسه، للكاتبة الفرنسية دِلْفين دو فيغان (1966)، المعروض خارج المسابقة.
المُشاركة الأولى له تعود إلى عام 1976، مع فيلمه "المستأجر"، قبل 26 عاماً على مُشاركته الثانية بـ "عازف البيانو"، الحائز على "السعفة الذهبية" في الدورة الـ55 (15 ـ 26 مايو/أيار 2002). المُشاركة الثالثة متمثّلة بـ "فينوس والفرو"، في دورة العام 2013، هو الذي كان رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ44 (9 ـ 20 مايو/أيار 1991).
الزيارة الأولى تعود إلى نهاية خمسينيات القرن الـ20: "في مدرسة السينما في "لودز" (بولندا)، كنا نشاهد أفلاماً سوفييتية، وأخرى من دول الشرق، وأفلاماً أجنبية، منها تلك المتوَّجة في "كانّ". هكذا اكتشفتُ "ألعاب ممنوعة" لرينيه كليمان، و"سارق الدرّاجة" لفيتّوريو دي سيكا، و"عطلة نهاية أسبوع مفقودة" لبيلّي وايلدر. عام 1957، جئتُ إلى باريس لزيارة شقيقتي، ساعياً إلى "كانّ". لم أعرف أين تقع المدينة، لكني كنتُ أعلم أن أندريه فايدا سيُقدِّم "إنهم يحبّون الحياة"، الذي أدّيت فيه دوراً صغيراً. سألتُ عنه. تمكّنت من العثور عليه. دعاني إلى مشاهدة "الختم السابع" لإنغمار برغمان. لن يستطيع أحدٌ أن يتخيّل مقدار سعادتي. يوم مغادرتي، كنتُ متوتراً للغاية، بسبب تأخّر الباص، خوفاً من تأخّري عن موعد إقلاع الطائرة. فجأة، اقترح ثنائيٌّ عليّ مشاركته أجرة الـ "تاكسي". عرّفني الرجل عن نفسه: "أنا آبل غانس، وهذه مساعدتي نيلي كابلان". الدهشة عقدت لساني، فأنا كنتُ أظنّ أنه متوفٍ".
عام 1968، أثناء ثورة الطلاب (مايو/أيار)، أراد فرنسوا تروفو أن يُشاركهم (هو ولوي مال وجان ـ لوك غودار وآخرين) في اعتصامٍ ضد المهرجان، للمطالبة بوضع حدّ له كمهرجان نجوم، و"إتاحة المجال للحوار". لم يكن موافقاً على مطلبهم، "لأني أرى أنه من العبث إيقاف مهرجان كهذا، رغم أنه لم يكن يُنظَر إليه بشكل جيّد". كما أنه لم يكن يُوافق وودي آلن على رأيه، القائل بضرورة عدم التنافس في الفنون: "يجب أن تكون هناك منافسة في كل شيء، في الرياضة كما في الفن. عام 1991، قبل موافقتي على رئاسة لجنة التحكيم، فكّرت كثيراً، وتساءلت عن النتائج السلبية لموقعي في صناعة السينما (لكني وافقتُ في النهاية)".
أما أجمل ذكرى له في "كانّ"، فكانت يوم حصوله على "السعفة الذهبية": "كنتُ في منزلي في باريس، عندما اتصل بي المنتج آلان سارد، طالباً مني التوجّه فوراً إلى "كانّ"، لأن هناك جائزة في انتظاري، لكنه لم يكن يعلم ما هي. الملحق الصحافي الخاص بالفيلم، جان ـ بيار فانسان، عرف ما هي، فكانت صدمتي كبيرة. لكن التأثّر الأقوى كان على خشبة المسرح، لأني لم أصدّق الأمر، حتى اللحظة الأخيرة".
اقــرأ أيضاً
المُشاركة الأولى له تعود إلى عام 1976، مع فيلمه "المستأجر"، قبل 26 عاماً على مُشاركته الثانية بـ "عازف البيانو"، الحائز على "السعفة الذهبية" في الدورة الـ55 (15 ـ 26 مايو/أيار 2002). المُشاركة الثالثة متمثّلة بـ "فينوس والفرو"، في دورة العام 2013، هو الذي كان رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ44 (9 ـ 20 مايو/أيار 1991).
الزيارة الأولى تعود إلى نهاية خمسينيات القرن الـ20: "في مدرسة السينما في "لودز" (بولندا)، كنا نشاهد أفلاماً سوفييتية، وأخرى من دول الشرق، وأفلاماً أجنبية، منها تلك المتوَّجة في "كانّ". هكذا اكتشفتُ "ألعاب ممنوعة" لرينيه كليمان، و"سارق الدرّاجة" لفيتّوريو دي سيكا، و"عطلة نهاية أسبوع مفقودة" لبيلّي وايلدر. عام 1957، جئتُ إلى باريس لزيارة شقيقتي، ساعياً إلى "كانّ". لم أعرف أين تقع المدينة، لكني كنتُ أعلم أن أندريه فايدا سيُقدِّم "إنهم يحبّون الحياة"، الذي أدّيت فيه دوراً صغيراً. سألتُ عنه. تمكّنت من العثور عليه. دعاني إلى مشاهدة "الختم السابع" لإنغمار برغمان. لن يستطيع أحدٌ أن يتخيّل مقدار سعادتي. يوم مغادرتي، كنتُ متوتراً للغاية، بسبب تأخّر الباص، خوفاً من تأخّري عن موعد إقلاع الطائرة. فجأة، اقترح ثنائيٌّ عليّ مشاركته أجرة الـ "تاكسي". عرّفني الرجل عن نفسه: "أنا آبل غانس، وهذه مساعدتي نيلي كابلان". الدهشة عقدت لساني، فأنا كنتُ أظنّ أنه متوفٍ".
عام 1968، أثناء ثورة الطلاب (مايو/أيار)، أراد فرنسوا تروفو أن يُشاركهم (هو ولوي مال وجان ـ لوك غودار وآخرين) في اعتصامٍ ضد المهرجان، للمطالبة بوضع حدّ له كمهرجان نجوم، و"إتاحة المجال للحوار". لم يكن موافقاً على مطلبهم، "لأني أرى أنه من العبث إيقاف مهرجان كهذا، رغم أنه لم يكن يُنظَر إليه بشكل جيّد". كما أنه لم يكن يُوافق وودي آلن على رأيه، القائل بضرورة عدم التنافس في الفنون: "يجب أن تكون هناك منافسة في كل شيء، في الرياضة كما في الفن. عام 1991، قبل موافقتي على رئاسة لجنة التحكيم، فكّرت كثيراً، وتساءلت عن النتائج السلبية لموقعي في صناعة السينما (لكني وافقتُ في النهاية)".
أما أجمل ذكرى له في "كانّ"، فكانت يوم حصوله على "السعفة الذهبية": "كنتُ في منزلي في باريس، عندما اتصل بي المنتج آلان سارد، طالباً مني التوجّه فوراً إلى "كانّ"، لأن هناك جائزة في انتظاري، لكنه لم يكن يعلم ما هي. الملحق الصحافي الخاص بالفيلم، جان ـ بيار فانسان، عرف ما هي، فكانت صدمتي كبيرة. لكن التأثّر الأقوى كان على خشبة المسرح، لأني لم أصدّق الأمر، حتى اللحظة الأخيرة".