عادت النجمة الأميركية ماندي مور إلى الغناء مجدداً، من خلال إطلاقها ألبوم "Silver Landings"، وهو الألبوم الرسمي السابع في مسيرتها الممتدة منذ منتصف التسعينيات. يضم الألبوم الجديد عشر أغان؛ تختلف بأنماطها الموسيقية المتعددة، أي البوب والفولك روك والفولك بوب، ويجمع الأغاني دفء صوت ماندي مور وهدوءها المعتاد.
تبدو ماندي مور بعملها الجديد عالقة بمرحلة ماضية، فغيابها لأكثر من عشرة أعوام عن خريطة الموسيقى العالمية لا يبدو له أي تأثير على محتوى الألبوم والموسيقى فيه، رغم كل ما يرتبط بهذا الغياب من أزمات شخصية وفنية مرت بها؛ فلا يبدو أن هناك أي اختلاف بأسلوب مور، رغم فشل تجربتها الموسيقية الأخيرة، التي تمثلت بعدم قدرتها على إطلاق ألبومها السابع، الذي كانت قد حضرت له وبدأت بتسجيل أغانيه رفقة زوجها حينذاك، ريان آدمز، قبل عشرة أعوام.
ورغم أن اسم مور بدأ يسطع بمجالات فنية أخرى بعد انفصالها عن آدامز سنة 2016 وارتباطها بتايلور غولدسميث بعد ذلك، من خلال مشاركتها بالدراما الرومانسية "This is Us"، التي أعادت مور إلى الأضواء بخانة التمثيل؛ مع العلم أن مسيرة مور بالتمثيل كانت قد بدأت سنة 2000 من خلال مشاركتها بمسلسل "All that" بشخصيتها الحقيقية؛ لكن الفرق أن شخصيتها الفنية كمغنية كانت طاغية حينها، إلى أن تلاشت مع مسلسل "This is Us".
هذه الاختلافات جميعها، ما بين الظروف الإنتاجية لألبوم ماندي مور الجديد وألبوماتها الستة الماضية، بما فيها تعاونها مع تايلور غولدسميث، لم تتمكن من إحداث طفرة بإصدارها الجديد؛ فلا تزال مور تغني بذات الكيفية عن الحياة والحب من منظورها المثالي، وتعبر عن مشاعرها الرقيقة الممزوجة بأحكام أخلاقية ناعمة، لترسم بصوتها الدافئ صورة جميلة لعالم مواز، يبدو وكأنه مستوحى من الأفلام والمسلسلات الرومانسية التي تنتهي بعد رحلة من المعاناة نهاية سعيدة.
هذا ما يمكن التماسه من كلمات الأغاني، ففي أغنية "Fifteen" مثلاً، تتحدث مور عن طفولتها التي تجاوزت زمنها الأصلي، وعن الشعور الذي لازمها عن حاجتها لشخص آخر يقود حياتها، وبعد أن تسير الأغنية بمسار المعاناة والضياع الطفولي، تنتقل مور للنهاية السعيدة بشكل مفاجئ، لتقول: "كل منعطف خاطئ سرت به أدى إلى الطريق الصحيح".
كما تشير كلمات معظم أغاني الألبوم إلى النزعة المثالية لدى مور، كما هو الحال في الأغنية الافتتاحية "I'd Rather Lose"، التي تقول فيها: "أنا أفضل الخسارة، إن كان الربح يتطلب كسر القواعد". وهذه النزعة المثالية التي تشكل درب المعاناة نحو النهاية السعيدة، تلقي بظلها ببعض الأغاني على تجارب ماندي مور العاطفية التي عاشتها العقد الماضي وما تضمنته من أزمات، لتبدو ببعض مقاطع الألبوم أكثر انكساراً، كما هو الحال في أغنية "Silver Landings"، التي تقول فيها: "اختفت نسختي المفضلة. جزء مني مفقود، وجزء مني هنا".
ورغم تباين الأنماط الموسيقية بين أغاني الألبوم والمرونة التي تتمتع بها ماندي مور بالتعاطي مع الأنماط الموسيقية المتباعدة، إلا أن معظم أغاني "Silver Landings" تبدو مألوفة بألحانها؛ ربما بسبب شخصية ماندي مور وهويتها الموسيقية المرتبطة لدينا بالعقد الأول من الألفية الجديدة، وربما لأن بعض أغاني الألبوم تقتبس بعض مقاطعها اللحنية من أغان نعرفها جيداً، كما هو الحال في أغنية "Fifteen"، التي تقتبس بمقطعها الأول والرئيسي لحن أغنية "Don’t Cry" لفرقة Guns and Roses.
يبدو أن مور التي اكتسبت جزءاً من شعبيتها من خلال أداء كفرات لأغان عرفت شهرة عالمية بطريقة إبداعية، تضفي فيها على الأغنية الأصلية طابعاً رومانسياً ليس مألوفاً فيها، كما هو الحال بكفر أغنية ريانا الأيقونية "Umbrella"، تعتمد على نهج مشابه عند صناعة أغانيها الخاصة. لكن المشكلة أن مور في أغنية "Fifteen" مثلاً لا تتمكن من مضاهاة الجمالية الموجودة في الأغنية الأصلية.