ولم تكن المرة الأولى التي تستضاف فريدا ودييغو بعد كل هذه السنوات من الغياب، فقد كانت باريس عام 2013 تحتفي بهما من خلال مئة لوحة، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية.
ويستمر المعرض في موسكو حتى 12 مارس/ آذار المقبل، ويأتي عنوانه من آخر أعمال فريدا كاهلو عام 1954، اللوحة التي تظهر ثمار البطيخ على خلفية زرقاء، وعلى شريحة بطيخة بأحمرها الشهي كتبت فريدا "تحيا الحياة".
غير أن فريدا وهي تشتهي الحياة، حازت شهرتها العالمية من اللوحات المأسوية المتطرفة التي تغوص في ذاتها، وتنكر أنها سوريالية، إذ تقول إنها لا ترسم الأحلام ولا الكوابيس وإنما الواقع الذي عايشته، في المستشفيات بسبب الإعاقة التي سببها حادث سير إلى الإجهاضات ثلاث مرات إلى بتر ساقها.
فريدا أكثر شهرة من زوجها الشيوعي دييغو، الرسام الشهير بجدارياته الواسعة المنحازة لفكره السياسي والطبقة العاملة التي مجّدها على الدوام.
انصهر الاثنان في علاقة محمومة، جمعتهما رغم فارق السنّ، إذ كان دييغو يكبر فريدا بأكثر من عشرين عاماً، كما كانا معاً يستضيفان المنشقّ السوفييتي تروتسكي، الذي اغتالته مخابرات ستالين.
علاقة جارفة انقطعت بانفصال الاثنين، ثم عودتهما للزواج ثانية إلى أن رحلت فريدا منهية آخر فصل من متوالية الآلام، ما بين قائل إنها انتحرت وبين قائل إن ساعة جسدها لم يعد لديها زمن قادم.
تنتمي معظم الأعمال في المعرض المقام في قاعة المعارض المركزية في مانيغ بموسكو، إلى متحف دولوريس أولميدو في العاصمة المكسيكية مكسيكو، الذي يضم أكبر مجموعات دييغو ريفيرا وفريدا كاهلو في العالم.
وتوضح أدريانا جاراميلو، مديرة الاتصالات في متحف دولوريس أولميدو أن من بين 148 عملاً يملكها المتحف، تعرض أربعون قطعة في موسكو.
تشكيل معرض مشترك لهذين الفنانين البادرة الأولى في موسكو، ولكن سبقه قبل بضع سنوات إقامة معرض كبير لفريدا كاهلو في سانت بطرسبرغ.
تشمل أعمال ريفيرا لوحة "عالم الرياضيات" و"سكين وفاكهة أمام النافذة"، ولوحة مائية بعنوان "العائلة"، بالإضافة إلى أعمال من الفترة التكعيبية ومشاهد من بعض جدارياته المكسيكية الشهيرة.
أيضاً هناك بعض الأعمال التي رسمها ريفيرا في نهاية حياته تقريباً، بما فيها "رسومات روسية" أنتجت أثناء وبعد زيارته الثانية للاتحاد السوفييتي عام 1956.
في القاعة الرئيسية، تصطفّ أعمال فريدا مع أعمال زوجها، وتعرض القاعات الجانبية أعمال كل من الفنانين على حدة. وإحدى أبرز هذه اللوحات "الانتصار المجيد" التي يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار.
كما يمكن للزوّار رؤية لوحات لفنانين مكسيكيين آخرين كانوا نشطين في منتصف القرن العشرين، وكلها من مقتنيات متحف بوشكين ولكنها لم تعرض من قبل.