لم تكن للسوشال ميديا والعصرنة أن تجمعنا على قيم وإيجابيات، أكثر مما فعله الفنان الموسيقي، طارق العربي طرقان. كاتب الشارات لمختلف أفلام الكرتون، هو من استطاع بكلماته، أن يجمع الجيل العربي في الثمانينيات على حبّ الآخر، وعلى أخلاق عظيمة نفتقدها الآن، مع قنوات الأطفال ذات الخطابات المختلفة.
لقد اختار طرقان طريقاً صعبة في فنه، سخّرها كي يرتقي بجيل عربي أنهكته الخسارات والانكسارات والحروب. لقد منحنا طفولة رائعة، كان الجميع يتقاسمها عندما لم تكن التلفزة متاحة للجميع، لامس ولا يزال، حسّ البراءة والإيمان بأن الغد هو مستقبل أفضل. طالما انتظرنا "ريمي" و"ماوكلي" و"الكابتن ماجد"، ومجموعة أخرى من أفلام الكرتون، ممددي الأرجل أمام التلفاز أو منبطحين، مستغلين أوقات الصباح أو المساء بعد نهاية واجباتنا المدرسية، لنردد ما كتبه طرقان في مقدمة الشارة لـ"ريمي" أو "الصياد الصغير". كانت شاراته التي عمل عليها بنفس عربي أصيل، تاركاً أصلها الأجنبي، وجباتٍ دسمةً من المعاني التي تحملها، ونمّت أرواحنا الطفولية صباح مساء. ويمكن القول إنها ساعدت العائلات العربية في تربية أبنائها على الذوق الموسيقي والحسّي والشعري. ولد الفنان، طرقان، في عاصمة الياسمين دمشق من أصول مشرقية وأخرى مغربية جزائرية. وكان في بداياته مهتمًا بفنّ النحت الذي دفعه للتسجيل بكلية الفنون الجميلة. ولكنه اتخذ الموسيقى التصويرية لأفلام الأطفال مساراً إبداعيًا آخر، بحثًا عن الصفاء والإلهام والإبداع، مستلهمًا إيقاعات الأغاني الجزائرية، وخاصة الأمازيغية، في ألحانه وشاراته.
انضم طارق العربي طرقان (1959) إلى فريق مركز "الزُهرة" في دمشق، عندما رأى أن كلمات أغاني الأفلام المدبلجة للعربية خلال السبعينيات والثمانينيات، لا تتناسب مع اللحن والموسيقى وحتى البيئة العربية، لذلك قرر مع بداية التسعينيات تغيير هذه المعادلة لتخاطب الأطفال بشكل سلس وسهل.
يُقال إنه منذ انضمامه لمركز "الزُهرة"، أظهر حرفية وشاعرية عالية. فقد اتصفت موسيقاه بأنها من النوع السهل الممتنع، فرغم بساطتها الظاهرية إلّا أن نوتتها الموسيقية متنوعة ومعقدة جدًا. وأدخل أيضاً الموسيقى العالمية إلى شاراته، إضافة إلى المؤثرات الصوتية. كما سخّر الأدب والأشعار في خدمته، وكشف فيها عن غنى اللغة العربية وجمالها، محاولاً من خلالها أن ينشر رسائل التعاون والمحبة والصداقة. كما حرص على إعلاء الروح الرياضية والإرادة والتصميم عند المرء، كما يظهر في شارات "الرمية المتلهبة" و"الكابتن ثابت" و"الضربة الصاعقة". كما زرع في نفوس الأطفال حب الوطن والتضحيات والحماسة والشجاعة من خلال شارتَي "صقور الأرض" و"هزيم الرعد"، وعلّمنا أن "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" من خلال قصة "ريمي"، الفتاة الضائعة التي تبحث عن عائلتها.
إقرأ أيضاً:الأميرات الصامتات: عن ذكوريّة أفلام "ديزني"
لقد اختار طرقان طريقاً صعبة في فنه، سخّرها كي يرتقي بجيل عربي أنهكته الخسارات والانكسارات والحروب. لقد منحنا طفولة رائعة، كان الجميع يتقاسمها عندما لم تكن التلفزة متاحة للجميع، لامس ولا يزال، حسّ البراءة والإيمان بأن الغد هو مستقبل أفضل. طالما انتظرنا "ريمي" و"ماوكلي" و"الكابتن ماجد"، ومجموعة أخرى من أفلام الكرتون، ممددي الأرجل أمام التلفاز أو منبطحين، مستغلين أوقات الصباح أو المساء بعد نهاية واجباتنا المدرسية، لنردد ما كتبه طرقان في مقدمة الشارة لـ"ريمي" أو "الصياد الصغير". كانت شاراته التي عمل عليها بنفس عربي أصيل، تاركاً أصلها الأجنبي، وجباتٍ دسمةً من المعاني التي تحملها، ونمّت أرواحنا الطفولية صباح مساء. ويمكن القول إنها ساعدت العائلات العربية في تربية أبنائها على الذوق الموسيقي والحسّي والشعري. ولد الفنان، طرقان، في عاصمة الياسمين دمشق من أصول مشرقية وأخرى مغربية جزائرية. وكان في بداياته مهتمًا بفنّ النحت الذي دفعه للتسجيل بكلية الفنون الجميلة. ولكنه اتخذ الموسيقى التصويرية لأفلام الأطفال مساراً إبداعيًا آخر، بحثًا عن الصفاء والإلهام والإبداع، مستلهمًا إيقاعات الأغاني الجزائرية، وخاصة الأمازيغية، في ألحانه وشاراته.
انضم طارق العربي طرقان (1959) إلى فريق مركز "الزُهرة" في دمشق، عندما رأى أن كلمات أغاني الأفلام المدبلجة للعربية خلال السبعينيات والثمانينيات، لا تتناسب مع اللحن والموسيقى وحتى البيئة العربية، لذلك قرر مع بداية التسعينيات تغيير هذه المعادلة لتخاطب الأطفال بشكل سلس وسهل.
يُقال إنه منذ انضمامه لمركز "الزُهرة"، أظهر حرفية وشاعرية عالية. فقد اتصفت موسيقاه بأنها من النوع السهل الممتنع، فرغم بساطتها الظاهرية إلّا أن نوتتها الموسيقية متنوعة ومعقدة جدًا. وأدخل أيضاً الموسيقى العالمية إلى شاراته، إضافة إلى المؤثرات الصوتية. كما سخّر الأدب والأشعار في خدمته، وكشف فيها عن غنى اللغة العربية وجمالها، محاولاً من خلالها أن ينشر رسائل التعاون والمحبة والصداقة. كما حرص على إعلاء الروح الرياضية والإرادة والتصميم عند المرء، كما يظهر في شارات "الرمية المتلهبة" و"الكابتن ثابت" و"الضربة الصاعقة". كما زرع في نفوس الأطفال حب الوطن والتضحيات والحماسة والشجاعة من خلال شارتَي "صقور الأرض" و"هزيم الرعد"، وعلّمنا أن "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" من خلال قصة "ريمي"، الفتاة الضائعة التي تبحث عن عائلتها.
إقرأ أيضاً:الأميرات الصامتات: عن ذكوريّة أفلام "ديزني"