رحل المحتل عن المكناسي وترك لها ثروة من الخيول التي أصبحت فيما بعد رمزاً للمدينة، وصار الجواد العربي الأصيل ملكا لتونسيين يقومون على تربيته ورعايته، حتى أصبح ترويض الخيول وتربيتها وسباقاتها اللعبة الشعبية الأولى في المدينة.
يقول رضا غبر وهو مربي خيول وصاحب أفضل حصان في تونس عام 2005، الخيول عندنا هي اللعبة الشعبية، فكما يمكن للبعض ممارستها في الأماكن الفخمة نحن نمارسها على تراب بلادنا الفقيرة والمحتاجة.
ويضيف غبر نحن نتوارث تربية الخيول جيلاً بعد جيل كهواية وصناعة، ونتعامل معها وكأنها من أفراد العائلة، لا تحتاج منا سوى غرفة ومكان للأكل والشرب، وتختلف بعد ذلك في نوعية الاهتمام سواء كانت للسباقات فهناك من يروضها ويدربها أو للإنتاج وهذه الأخيرة يتم الاهتمام بها في المنزل.
ويضيف سامي غابري مدير مهرجان الجواد العربي الأصيل بالمكناسي، أنه على الدولة أن تهتم بتربية الخيول بشكل أكبر باعتبارها ثروة قومية تدر دخلاً على البلد، ويمتهن تربيتها أغلب سكان المكناسي. ويتابع "لن تجد عائلة في المكتاسي إلا وعندها خيل في المنزل".
يذكر أن ملكية الخيول العربية الأصيلة انتقلت من المستعمر إلى مواطني المكناسي في الخمسينيات من القرن الماضي بعدما كان ممنوعاً عليهم. وكانت الخيول إحدى الأدوات الأساسية التي يستخدمها المقاومون في التنقل والسفر ومجابهة الاحتلال.