في تلك البلاد، أصبح الثلج مكوناً من مكونات الحياة، بل أصبح أحد مصادر البهجة والترويح عن النفس، خاصة في مدينة هاربين شمال شرق الصين، وهي عاصمة مقاطعة هيلونغيانغ، الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر سونغهوا. وتحتل هاربين المرتبة الثامنة بين أكبر عشر مدن صينية من حيث حجم السكان، كما تمثّل ثقلاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعلمياً كبيراً.
يلقبّونها أحياناً بباريس الشرق، وفي الشتاء يطلقون عليها موسكو الشرق، لكن أهلها اختاروا لها لقب. في الشتاء وبداية من الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول كل عام تتحول المدينة إلى معرض مؤقت لمنحوتات وأعمال فنية متنوعة، كلها مصنوعة من الجليد القاسي المنتشر في جميع أنحاء هاربين، جليد ملوّن بأحجام مختلفة، وهو أمر يستمر لمدة شهرين، حيث ينتهي المهرجان المفتوح في فبراير/شباط.
بدأ المهرجان في 1963، باعتباره مهرجاناً للفوانيس المصنوعة من الثلج، ولكن تم تعليقه خلال الثورة الثقافية (1966-1968)، ثم عاد المهرجان إلى الحياة مرة أخرى، وأضيفت على الفوانيس مختلف الأشكال من المنحوتات الثلجية. ويقال إن أصول المهرجان ترجع إلى مئات السنين الماضية، حين كان الصيادون المحليون في المدينة، يصنعون دلاء من الثلج ويجوّفونها، ويضعون الشموع عليها لتضيء في الليل، ثم مع الوقت تحولت من مجرد وسيلة إنارة إلى عمل جمالي في حد ذاته يتنافس الناس فيه بابتكار المنحوتات المختلفة. واليوم، أصبح المهرجان مزيجاً من الفنون والعلوم، التي تخلقُ مشهداً فنياً رائعاً.
يتم استخدام الماء منزوع الأيونات في بعض القطع لصنع جليد شفاف مثل الزجاج، وتوضع بداخله وفوقه أضواء متعددة الألوان، حتى تضيف عمقاً متعدد الأبعاد والجمال. وعلى مدى شهرٍ، وبمنتهى السرعة، يتجمع أكثر من 15000 شخص لينحتوا ويحفروا بالأيدي، وبالأجهزة الحديثة التي تستخدم تقنية الليزر، أكثر من أربعة ملايين قدم مكعبة من الجليد. كما ينتجون نسخاً مقلدة للمعالم الصينية المشهورة، كالمدينة المحرمة وسور الصين العظيم، وكذلك تكثر القطع الصغيرة التي يصنعها الطلاب والشباب الموهوبون، وتحمل قدراً كبيراً من الجمال المذهل. وفي أي مكان تتجول فيه في المدينة ستجد المنحوتات المذهلة، وبالطبع لا يفوت السياح والزائرون ليلة افتتاح المهرجان، لما فيها من عظمة وإبهار ضخم تخصصت فيه الصين وبرعت.
خلال مهرجان هاربين الدولي للثلوج والجليد، يزور المدينة حوالي 800 ألف زائر، 90% منهم من الصينيين الذين يعتبرون المدينة من أهم الوجهات الشتوية في البلاد. كما توجد بعض الأماكن الأخرى التي يحرص الزائرون على زيارتها، مثل "حديقة زوالين" التي تتألق في الليل بوسط المدينة، ومعرض فنون النحت في جزيرة صن (الشمس)، وهو مفتوحٌ بالنهار فقط، ولا مثيل لجماله. أيضاً لا يفوت الزائرون مشاهدة السباحين المجانين الذين يلقون بأنفسهم في نهر سونغهوا المتجمد ليستمتعوا بالمياه المثلجة، كذلك زيارة حديقة النمر السيبيري المعرّض للانقراض، وأيضا الليغر (حيوان هجين بين النمر والأسد) الهائل الحجم الذي يتضاءل أمامه حجم أي إنسان مهما بلغ، وهو أيضا مهدد بالانقراض، إضافة إلى عشرات المباني التاريخية التي تسطر تاريخ المدينة وتقلب الأزمان عليها.
يبدأ المهرجان وينتهي بأصوات هائلة، فعروض الألعاب النارية الضخمة تقام لبدء الاحتفال والإعلان عنه، ثم ينتهي الأمر بها أيضا في شهر فبراير/شباط، كما تتاح للزوار فرصة فريدة في النهاية للمشاركة في احتفال سحق المنحوتات قبل أن تذيبها الشمس.
اقــرأ أيضاً
بدأ المهرجان في 1963، باعتباره مهرجاناً للفوانيس المصنوعة من الثلج، ولكن تم تعليقه خلال الثورة الثقافية (1966-1968)، ثم عاد المهرجان إلى الحياة مرة أخرى، وأضيفت على الفوانيس مختلف الأشكال من المنحوتات الثلجية. ويقال إن أصول المهرجان ترجع إلى مئات السنين الماضية، حين كان الصيادون المحليون في المدينة، يصنعون دلاء من الثلج ويجوّفونها، ويضعون الشموع عليها لتضيء في الليل، ثم مع الوقت تحولت من مجرد وسيلة إنارة إلى عمل جمالي في حد ذاته يتنافس الناس فيه بابتكار المنحوتات المختلفة. واليوم، أصبح المهرجان مزيجاً من الفنون والعلوم، التي تخلقُ مشهداً فنياً رائعاً.
يتم استخدام الماء منزوع الأيونات في بعض القطع لصنع جليد شفاف مثل الزجاج، وتوضع بداخله وفوقه أضواء متعددة الألوان، حتى تضيف عمقاً متعدد الأبعاد والجمال. وعلى مدى شهرٍ، وبمنتهى السرعة، يتجمع أكثر من 15000 شخص لينحتوا ويحفروا بالأيدي، وبالأجهزة الحديثة التي تستخدم تقنية الليزر، أكثر من أربعة ملايين قدم مكعبة من الجليد. كما ينتجون نسخاً مقلدة للمعالم الصينية المشهورة، كالمدينة المحرمة وسور الصين العظيم، وكذلك تكثر القطع الصغيرة التي يصنعها الطلاب والشباب الموهوبون، وتحمل قدراً كبيراً من الجمال المذهل. وفي أي مكان تتجول فيه في المدينة ستجد المنحوتات المذهلة، وبالطبع لا يفوت السياح والزائرون ليلة افتتاح المهرجان، لما فيها من عظمة وإبهار ضخم تخصصت فيه الصين وبرعت.
خلال مهرجان هاربين الدولي للثلوج والجليد، يزور المدينة حوالي 800 ألف زائر، 90% منهم من الصينيين الذين يعتبرون المدينة من أهم الوجهات الشتوية في البلاد. كما توجد بعض الأماكن الأخرى التي يحرص الزائرون على زيارتها، مثل "حديقة زوالين" التي تتألق في الليل بوسط المدينة، ومعرض فنون النحت في جزيرة صن (الشمس)، وهو مفتوحٌ بالنهار فقط، ولا مثيل لجماله. أيضاً لا يفوت الزائرون مشاهدة السباحين المجانين الذين يلقون بأنفسهم في نهر سونغهوا المتجمد ليستمتعوا بالمياه المثلجة، كذلك زيارة حديقة النمر السيبيري المعرّض للانقراض، وأيضا الليغر (حيوان هجين بين النمر والأسد) الهائل الحجم الذي يتضاءل أمامه حجم أي إنسان مهما بلغ، وهو أيضا مهدد بالانقراض، إضافة إلى عشرات المباني التاريخية التي تسطر تاريخ المدينة وتقلب الأزمان عليها.
يبدأ المهرجان وينتهي بأصوات هائلة، فعروض الألعاب النارية الضخمة تقام لبدء الاحتفال والإعلان عنه، ثم ينتهي الأمر بها أيضا في شهر فبراير/شباط، كما تتاح للزوار فرصة فريدة في النهاية للمشاركة في احتفال سحق المنحوتات قبل أن تذيبها الشمس.