نحاول أن ننسى شخصية "هولو" ونحن نقابل فادي أبي سمرا، وهو الدور الأخير الذي قدمه في دراما " الهيبة-العودة". تبدو مسألة التفريق بين الدور وصاحبه عصيّة. نحتاج جهداً كثيراً. لا يتوقف هذا الأمر علينا ونحن الذين نعرفه على نحو شخصي. يسرد، في حواره مع "العربي الجديد"، عدّة مواقف في هذا السياق: "أوقفتني جارة معنا في العمارة، وقالت لي: ولو يا فادي بتعمل هيك، بتقوص على الناس". وحادثة أُخرى، التقته فتاتان في مول في بيروت وقالتا: "أنت هولو، كرهناك تماماً، بس فينا ناخد صورة معاك". وفي مكان آخر، في جهة حكومية ذهب إليها صاحب "نص يوم" لتخليص ورقة ضرورية؛ حيث أوقفته الموظفة التي عليها إكمال المعاملة وقالت له: "كم إنك حلو ولطيف ومهضوم، معقول أنت هولو!".
البداية
نسأله في هذه البداية كيف قرّر ترك عشقه الأبدي، خشبة المسرح خصوصاً، والشاشة الكبيرة تالياً، والذهاب للعمل مرّة أُخرى إلى الشاشة الصغيرة ("الهيبة-العودة" هو عمله الدرامي الثاني بعد "نص يوم" (2016). وقبل أن نلقى رداً منه نقترح سؤالاً ثانياً: "هل لوجود سامر البرقاوي نفسه في العملين علاقة بقبوله للعودة إلى الشاشة الصغيرة؟". يقول فادي: "أنا شخص متطرف، أصولي، بمعنى ما، لا يرضيني أي شيء. أعشق خشبة المسرح، نعم، لكن حين أجد النص الدرامي الذي يرضيني، أقبله".
نسأله مرة أُخرى هل هناك علاقة شخصية لا بد أن تربط بينه وبين أصحاب العمل. (لنا أن نلحظ أن مخرج العملين هو نفسه، سامر البرقاوي. وكاتب النص أيضاً، باسم سلكا) وإن كان الأخير قد ترك العمل في منتصفه (الهيبة-العودة). يقول صاحب "أوتيل بيروت" (2011) إن مسألة عودته إلى الشاشة الصغيرة لها علاقة أولاً بالنص الذي يُقدّم له. قبل أن يقول إن قلبه يجد ارتياحاً حين يعمل مع أسماء تتيح له كل المساحات الممكنة ليقول ما يريد مهما كان الدور صغيراً. يضيف أيضاً، في هذا السياق، فكرة التفريق بين دور صغير في دراما كبيرة. يحكي لنا فادي عن أستاذه في المسرح الراحل يعقوب الشدراوي (1924-2013). حين قال له "ليس هناك من دور كبير ودور صغير، هناك ممثل صغير وممثل كبير". من هنا انطلق أبي سمرا وبنى سيرته.
ويستمر السؤال
نقول: هل على هذا الأساس قبلت العمل في "أوتيل بيروت"، ذلك الدور الثانوي البسيط في فيلم مُنع عرضه في بيروت! يقول لنا حول الفارق بين الدور الثانوي والدور الثاني: "لقد كان دوري نقطة فاصلة في سياق الفيلم وهي نقطة يمكن أن تُقال عن دوري في "الهيبة- العودة" وربما مُنع العمل (أوتيل بيروت) من العرض في بيروت بسبب العبارات التي قلتها، لكن هناك مشهد طويل محسوب بقوة على العمل ولا يمكن فصل العمل عنه".
وحين نعود لدور "هولو" في "الهيبة- العودة"، ونسأله مصرّين عن كونه دوراً ثانوياً. يعيد هو ويقول: "كثرة المشاهد أو قلّتها ليست دليلاً على الحضور". يضيف: "لقد صار العمل ثنائية في نهايته، بين الجبل وبين هولو. أقطاب الصراع تتحوّل. هو قطب وأنا قطب". وقد يستوي القول هنا في مسألة القطبين، بخصوص "الهيبة-العودة". مسألة العنف الذكوري التي كانت في العمل. مرّة واحدة شهيرة حين ضرب الجبل (تيم الحسن) زوجته جلداً، ضربها حتى سمع الناس صراخها. ومرة أُخرى حين ترك "هولو" زوجته بلا صباح الخير. زوجته التي رضيت به وهي تعرف أنه كان يريد أُختها. هو نفسه العنف ولو تبدّلت أشكاله.
العنف مرة أُخرى
نسأل فادي: قدمت ذكورية كبيرة وأنت تشتاق لأخت زوجتك. حين ذهبت إلى المطبخ ... (يضحك فادي)، ويقول "هذا كان من الدور". يضيف: "كنت في تلك المساحة أشتهي الانتقام من "ناظم" وقد تركني في السجن لسنة كاملة وتريث في الإفراج عنّي وقد كان قادراً. من هنا بدأت رغبتي في الانتقام منه". نسأل أيضاً: كيف استمرت علاقتك مع "ناظم"، (رفيق علي أحمد)؟
يضحك فادي مرة أُخرى: "رفيق هو رفيقي أصلاً في المسرح، أشاهده ويشاهدني ونقول لبعض ملاحظاتنا. هو فعلا سبقني بسنوات قليلة على سنوات تخرجنا، لكنه ما يزال صديقي رُغم أنه لم يزوجني ابنته في العمل" ( يضحك فادي).
ونقول: كيف كنت تشعر وأنت كـ "هولو" في "الهيبة" وأنت تهينه، حين رفضتك ابنته؟ يقول: "لقد فرقت المسألة حين تركني حين احتجازي في مطار بيروت وأنا ذاهب لاستقبال ابنته. حبسوني بعدها وبقيت عاماً. من غير تدخل منه وقد كان قادراً. حينها وقت خرجت وددت الانتقام من أي شيء، طلبت البنت التي أعرف إنها لا تطيقني. وحين رفضت، قبلت بالأصغر". ويقول هولو: "المهم أن أبقى في البيت نفسه، أن أشتهيها في المطبخ وحتى وهي في نزول الماء، حين تغتسل. الانتقام في قلبي حتى موتي".
وحين نقول لصاحب "باب الشمس" (2004): هل يمكن تبرير كل ذلك العنف الذكوري الذي صار في "الهيبة-العودة"؟ يخبرنا بأنه يرفضه تماماً، لكن "لا بد من القول بوجوده فعلا، هي قصص لا يمكن تجاهل وجودها في حياتنا وعليه لا بد من معالجتها ولو بالقدر القليل الذي تفعله الشاشة الصغيرة".
اقــرأ أيضاً
البداية
نسأله في هذه البداية كيف قرّر ترك عشقه الأبدي، خشبة المسرح خصوصاً، والشاشة الكبيرة تالياً، والذهاب للعمل مرّة أُخرى إلى الشاشة الصغيرة ("الهيبة-العودة" هو عمله الدرامي الثاني بعد "نص يوم" (2016). وقبل أن نلقى رداً منه نقترح سؤالاً ثانياً: "هل لوجود سامر البرقاوي نفسه في العملين علاقة بقبوله للعودة إلى الشاشة الصغيرة؟". يقول فادي: "أنا شخص متطرف، أصولي، بمعنى ما، لا يرضيني أي شيء. أعشق خشبة المسرح، نعم، لكن حين أجد النص الدرامي الذي يرضيني، أقبله".
نسأله مرة أُخرى هل هناك علاقة شخصية لا بد أن تربط بينه وبين أصحاب العمل. (لنا أن نلحظ أن مخرج العملين هو نفسه، سامر البرقاوي. وكاتب النص أيضاً، باسم سلكا) وإن كان الأخير قد ترك العمل في منتصفه (الهيبة-العودة). يقول صاحب "أوتيل بيروت" (2011) إن مسألة عودته إلى الشاشة الصغيرة لها علاقة أولاً بالنص الذي يُقدّم له. قبل أن يقول إن قلبه يجد ارتياحاً حين يعمل مع أسماء تتيح له كل المساحات الممكنة ليقول ما يريد مهما كان الدور صغيراً. يضيف أيضاً، في هذا السياق، فكرة التفريق بين دور صغير في دراما كبيرة. يحكي لنا فادي عن أستاذه في المسرح الراحل يعقوب الشدراوي (1924-2013). حين قال له "ليس هناك من دور كبير ودور صغير، هناك ممثل صغير وممثل كبير". من هنا انطلق أبي سمرا وبنى سيرته.
ويستمر السؤال
نقول: هل على هذا الأساس قبلت العمل في "أوتيل بيروت"، ذلك الدور الثانوي البسيط في فيلم مُنع عرضه في بيروت! يقول لنا حول الفارق بين الدور الثانوي والدور الثاني: "لقد كان دوري نقطة فاصلة في سياق الفيلم وهي نقطة يمكن أن تُقال عن دوري في "الهيبة- العودة" وربما مُنع العمل (أوتيل بيروت) من العرض في بيروت بسبب العبارات التي قلتها، لكن هناك مشهد طويل محسوب بقوة على العمل ولا يمكن فصل العمل عنه".
وحين نعود لدور "هولو" في "الهيبة- العودة"، ونسأله مصرّين عن كونه دوراً ثانوياً. يعيد هو ويقول: "كثرة المشاهد أو قلّتها ليست دليلاً على الحضور". يضيف: "لقد صار العمل ثنائية في نهايته، بين الجبل وبين هولو. أقطاب الصراع تتحوّل. هو قطب وأنا قطب". وقد يستوي القول هنا في مسألة القطبين، بخصوص "الهيبة-العودة". مسألة العنف الذكوري التي كانت في العمل. مرّة واحدة شهيرة حين ضرب الجبل (تيم الحسن) زوجته جلداً، ضربها حتى سمع الناس صراخها. ومرة أُخرى حين ترك "هولو" زوجته بلا صباح الخير. زوجته التي رضيت به وهي تعرف أنه كان يريد أُختها. هو نفسه العنف ولو تبدّلت أشكاله.
العنف مرة أُخرى
نسأل فادي: قدمت ذكورية كبيرة وأنت تشتاق لأخت زوجتك. حين ذهبت إلى المطبخ ... (يضحك فادي)، ويقول "هذا كان من الدور". يضيف: "كنت في تلك المساحة أشتهي الانتقام من "ناظم" وقد تركني في السجن لسنة كاملة وتريث في الإفراج عنّي وقد كان قادراً. من هنا بدأت رغبتي في الانتقام منه". نسأل أيضاً: كيف استمرت علاقتك مع "ناظم"، (رفيق علي أحمد)؟
يضحك فادي مرة أُخرى: "رفيق هو رفيقي أصلاً في المسرح، أشاهده ويشاهدني ونقول لبعض ملاحظاتنا. هو فعلا سبقني بسنوات قليلة على سنوات تخرجنا، لكنه ما يزال صديقي رُغم أنه لم يزوجني ابنته في العمل" ( يضحك فادي).
ونقول: كيف كنت تشعر وأنت كـ "هولو" في "الهيبة" وأنت تهينه، حين رفضتك ابنته؟ يقول: "لقد فرقت المسألة حين تركني حين احتجازي في مطار بيروت وأنا ذاهب لاستقبال ابنته. حبسوني بعدها وبقيت عاماً. من غير تدخل منه وقد كان قادراً. حينها وقت خرجت وددت الانتقام من أي شيء، طلبت البنت التي أعرف إنها لا تطيقني. وحين رفضت، قبلت بالأصغر". ويقول هولو: "المهم أن أبقى في البيت نفسه، أن أشتهيها في المطبخ وحتى وهي في نزول الماء، حين تغتسل. الانتقام في قلبي حتى موتي".
وحين نقول لصاحب "باب الشمس" (2004): هل يمكن تبرير كل ذلك العنف الذكوري الذي صار في "الهيبة-العودة"؟ يخبرنا بأنه يرفضه تماماً، لكن "لا بد من القول بوجوده فعلا، هي قصص لا يمكن تجاهل وجودها في حياتنا وعليه لا بد من معالجتها ولو بالقدر القليل الذي تفعله الشاشة الصغيرة".
نقول لفادي أبي سمرا: ما كان رأي رفيقتك وبناتك حول الدور وقد صار ورق العمل بين يديك؟ قال: "صارحتهن. قلت لهن: سأقدم دورا قاسياً. ستكرهنني. سأكون شخصاً منحرفاً وصولياً مصلحجياً، يفعل أي شيء قبيح". قال إنهن وافقن. وبعد انتهاء عرض العمل قالوا له: "كنا نشوف واحد ثاني غير فادي أبي سمرا".