ياسر جلال ملحّن فلسطيني من قرية شفا عمرو في فلسطين. تعلّم العزف على العود وهو في الـ17 من عمره، بدأ مشواره الفني منذ 25 عاماً، حين كان مغنّياً متأثراً بالفنان جورج وسوف.
ترك الغناء لأنّه لم يملك الإمكانية لتسجيل أغنيات خاصة، ولم تتبنّ موهبته أيّة شركة إنتاج، فأدرك أنّ الاستمرار صعب.
مشوار التلحين بدأ بالصدفة، عندما كان يسجل أغنية خاصة به في استديو بودي نعّوم في بيروت، إذ أعجبته الأغنية وسأله نعّوم عن اللحن، وعندما علم أنّه من تأليفه طلب منه أن يسمعه ألحاناً أخرى، وعرض أن يساعده على تسويقها، وكانت البداية من هناك.
واجهته صعوبات كثيرة قبل أن يكسب ثقة الفنانين ويطلبوا منه ألحاناً جديدة. ثابر، وكانت البداية مع أغنية "شالك" للفنان أمير يزبك، و"بحكيلك عن حالي" للفنان أيمن زبيب، و"وحشني كلامه" للفنان هاني العمري، وهي من كلماته وألحانه. لهذه الأغنية قصّة مع جلال، فقد وجّه كلماتها إلى والده الراحل عند دخوله إلى المستشفى والذي قال له حينها: "إن شاء الله يومين ومنرجع يابا". وتوفّي في المستشفى ولم يعد.
تعامل جلال مع كبار الفنانين وترك بصمة خاصة به في مجال التلحين. عمل أخيراً مع الفنانتين نجوى كرم ونوال الزغبي، لكنه أشار إلى أنّ أكثر أغنية تشبهه وتشبه حالته هي أغنية "الغربة" للفنان فارس كرم، لأنّه كتب كلماتها ولحنها من واقع حياته كلاجئ فلسطيني، ويردّد دائماً: "الله يلعن بيّ الغربة".
تأثّر في بداية حياته الفنية بالفنان جورج وسوف، لكن مع مرور الأيام، وما واجهه من تعب وقهر، أصبح ملهماً لنفسه، وصارت له هويته الفنيّة الخاصّة. ولم تقتصر حياته المهنية على التلحين، فكتب كلمات بعض الأغنيات. فإضافة إلى "الغربة" كتب ولحّن أغنية "ذكريات" للفنان جورج وسوف. وأخيراً، كتب أغنية عن الأمل، كلماتها تقول: "شو بعيد مشوار شو بعيد.. وما بظنّ يكفي هالعمر والعمر مش بالإيد.. منعرف إنّها ما رح بتدوم.. ومنضلّ نرغب بالشقا ونزيد". وقد لحّنها، وستغنيها الفنانة أليسا.
جلال لم ينكر أنّه خلال مشواره المهني قدّم ألحاناً لمغنين لا يستحقونها، فتعلّم مع الوقت من تجاربه، وأخذ يقدّم ألحانه إلى من يستحقها فقط، ومن يستطيع إيصال فكرة الأغنية بالشكل الصحيح، هو الذي يعيش حالة الأغنية بكلّ تفاصيلها قبل أن يتم تسجيلها بصوت الفنان، ويتابع تنفيذها من توزيع الموسيقى إلى التسجيل في الاستديو.
بقي جلال حتى آخر أيامه يشكو من عدم وجود شركات إنتاج تهتم بالفنانين كما يجب، ويتحدّث عن عدد كبير من الفنانين الذين يموّلون أعمالهم من مالهم الخاص. ويروي أنّه حاول تبنّي مجموعة من الشباب الموهوبين، إلاّ أنّه كان يُفاجأ دائماً بأنّ معظمهم يريدون "الوصول" إلى الشهرة بسهولة.