وتعود تفاصيل القصة إلى يوم رأس السنة بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر من العام 2016، حين شهدت إسطنبول بعد منتصف هذه الليلة هجومًا إرهابيًا تبناه تنظيم "داعش"، وأدى لمقتل 39 شخصًا وجرح العشرات.
وكانت توبا دمير، الشابة التركية المقيمة في هولندا، قد وصلت مع أختها وابنة عمها، إلى مدينة إسطنبول لقضاء عطلة رأس السنة، وهناك التقت سامي الموظف في الفندق الذي أقامت فيه، وأخبرته صباح يوم الهجوم الإرهابي، أنها ستحتفل مع الفتاتين بالسنة الجديدة في مقهى "رينا".
وسألها سامي عن أجرة الحجز في المقهى، وعندما أخبرته أنها 2000 ليرة تركية، أو ما يعادل أقل من 400 دولار أميركي، أوضح لها أنّ هذا المبلغ مرتفع قليلًا، وأنّ بإمكانه أن يحجز لهنّ في مقهى آخر، وبنصف السعر.
كما أكد سامي أنه يستطيع استرداد المبلغ من خلال أناس يعرفهم يعملون في مقهى "رينا"، عندما أخبرته توبا أنها دفعت جزءًا من الأجرة سلفًا، وبالفعل استرد المبلغ وحجز لهنّ في المقهى الآخر، حيث ذهبن لقضاء سهرة رأس السنة، وأثناء ذلك شُنّ الهجوم الإرهابي على مقهى "رينا"، الواقع على بعد 3 كيلومترات فقط من مضيق البوسفور.
وألمّت الفوضى بالمنطقة إثر المجزرة، مما شكل صدمة للفتيات التركيات، اللواتي رغبن بالعودة للفندق، إلا أنهن لم يتمكنّ من ذلك بسبب الإجراءات الأمنية المتخذة، وهروب منفذ الهجوم، وعدم وجود المواصلات، ما دفع توبا لتتصل بسامي مجددًا، والذي سارع ليأخذهن بسيارة إلى الفندق.
وشعرت الفتيات بأنهن مدينات بحياتهن لسامي، وشكرنه مرتين قبل عودتهن في اليوم التالي إلى هولندا، الأولى لأنه حجز لهن في مقهى آخر، وأنقذ حياتهن من موت محتمل، كنّ ليواجهنه لو ذهبن لمقهى "رينا"، والثانية لأنه نقلهن إلى الفندق بأمان.
ولم تنسَ الفتيات الحادثة التي غيرت حياتهن، وخاصة توبا التي عادت بعد فترة إلى تركيا، والتقت مجددًا سامي، وهناك أدركت حجم المشاعر التي تنمو داخلها تجاهه، فقالت له: "أنت قدري، أريد الزواج بك"، وهو ما حدث بالفعل الإثنين الماضي في إسطنبول، واكتملت قصة حب الشابين بمراسم زواجهما، بعد عامين ونصف من الليلة المؤلمة بإسطنبول.