كشف الممثل السوري أيمن رضا عن بدء التحضيرات لتحويل شخصيته المعروفة بـ"أم سعيد الرز"، التي اشتهر بها من خلال المسلسل الكوميدي الشهير "بقعة ضوء"، إلى عمل درامي مستقل، وذلك من خلال نشره صورة على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك، تجمعه بمؤلف الشخصية السيناريست السوري موفق مسعود، بعدما علّق عليها: "جلسة مع الكاتب موفق مسعود، تحضير مسلسل أم سعيد الرز".
عُرِفَت شخصية "أم سعيد" بكونها امرأة عجوزاً بسيطة، ولكنها متمردة. ظهرت في إحدى لوحات "بقعة ضوء". ويقتضي دورها من خلال هذه اللوحات تصوير المجتمع المحلي، وتوجيه الانتقادات اللاذعة لسلبيات الوضع السوري الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وقد حظيت بشهرة كبيرة داخل سورية، بعد نجاح شخصية "أبو ليلى" التي ظهرت في المسلسل الاجتماعي "أبو جانتي" عام 2010.
تميز تلك الشخصيات براعة رضا في تقمصها، وتحويلها لعوامل جذب تنسب إليه فضل نجاحاتها وانتشارها محليًا وعربيًا. أضف إلى ذلك، امتلاك رضا شخصيَّة مركبة لها طابع خاص لدى الجمهور العربي، سواء في أدواره الكوميدية أو التراجيدية، أهّلته منذ انطلاقه في عالم التمثيل، ليكون نموذج الشاشة الكوميدية الشابّة بجوار باسم ياخور، ونخبة أخرى من الممثلين السوريين، بعد غوار وأبو عنتر ونهاد قلعي وياسين بقوش. يعرف أيضًا عن رضا، في مسيرته الفنية، عدم قيامه بدور بطولة مطلقة في أي عمل عربي وفني ضخم حتى الآن. وذلك لأسباب عديدة، منها السبب الذي يقوله أيمن رضا بنفسه دومًا، وهو اهتمام مسؤولي الإنتاج بالشكل والصورة قبل الأداء.
ويمكن أيضًا إلقاء اللوم على رضا، نظرًا لإعطائه خصوصية كبيرة في مسألة اختيار أعماله، أمام إنتاج مقوض ومتشرذم، بات يعرف الجميع مشاكله وآثاره على الشاشة السورية. الأمر الذي عاد على رضا وغيره من الممثلين السوريين بالسوء، فتم تقويضه ووضعه في ثلة من الأعمال الكوميدية الخاصة، وأوصدت في وجهه جميع الأبواب التي قد يمر من خلالها نحو الدراما الخارجية، والتوسع خارج المحلي من المنتجات الدرامية السورية. في حين هناك نجوم سوريون من أقرانه الكوميديين، استطاعوا الخروج والتميز في أعمال أخرى مشتركة وغير مشتركة، كعبد المنعم عمايري وباسم ياخور، الشريك الموازي فنيًا لرضا سابقًا، قبل توجه ياخور إلى تقديم برامج ترفيهية فنية خاصة به.
ولكن هذا لا يخولنا التشهير بالسوء بقيمة رضا الفنية وما قدمه من أعمال وأدوار ناجحة مختلفة خارج السياق الكوميدي، كمسلسل "عناية مشددة" و"بانتظار الياسمين" و"أهل الغرام"، وغيرها من الأعمال الدرامية. فهو كان ولا يزال أحد ألمع نجوم الشاشة السورية، ولكن يبقى التحفظ على ذكاء الممثل في عملية اختياره للأعمال المقدمة، لما لها من دور كبير ومؤثر في ميزان تفرّد النجم بتميزه أو أفوله فنيًا. وهذا ما يتوجب على رضا استيعابه وتداركه في مسلسله الجديد. ألم يقدم سابقًا شخصية "أبو ليلى" في عمل منفرد كامل سلط الضوء عليها في مسلسل "سيت كاز" 2012، وفشل فشلًا ذريعًا وقوبل بانتقادات عديدة هي نفسها تتكرر اليوم بعد انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي. فشخصيات مثل "أم سعيد" و"أبو ليلى" تبقى موفقة كحضور ثانوي، أو على شكل "سكتشات" قصيرة.