وإحدى هذه الأمثلة هي إحياء المناسبات الوطنيّة للشعب الفلسطينيّ من قبل طلاب جامعة تل أبيب العرب وبشكل خاص أبناء الحركة الوطنيّة منهم، الذين يقيمون على مدار السنة الدراسيّة الأكاديميّة عدّة نشاطات وطنيّة وفنيّة وثقافيّة. الأخيرة هي تنظيم معرض الكتاب العربيّ لمدة ثلاثة أيام في ساحة الجامعة، وذلك للسنة الخامسة على التوالي وللمرة الثامنة في تاريخ حركة "جفرا" الطلاّبيّة التي ينشط فيها شباب وصبايا من مختلف المدن الفلسطينيّة. وجاء هؤلاء للحصول على تعليم وشهادة جامعيّة، وفي نفس الوقت لا يهابون العمل الوطني والتثقيفي داخل جدران جامعة تل أبيب التي أقيمت على أنقاد القريّة الفلسطينيّة الغنيّة والشهيرة، كالشيخ مؤنس التي طُهّرت عرقيًا منذ سبعين عامًا بالتحديد وطمست معالمها المركزيّة لتتحوّل إلى حارة في تل أبيب.
أسرلة الجيل الفلسطينيّ الصاعد هو هدف المؤسسات الإسرائيليّة المختلفة، ولا سيّما الجامعات والكليّات العديدة والمنتشرة في جميع أنحاء فلسطين التاريخيّة والتي يتوافد إليها عشرات آلاف الطلاّب الفلسطينيين العرب الذين يجدون أن العالم الأكاديميّ هو الملجأ الوحيد والأساسيّ من أجل الاستمرار في العيش الكريم، والهروب من عالم الفقر والإجرام الذي ينبش في المجتمع الفلسطيني منذ بضعة سنوات. الأمر الذي يزيد من الصعوبات والتحدّيات التي تقوم بها السلطات الإسرائيليّة وأجهزتها الرسميّة ابتداءً من البرلمان وحتى أصغر مؤسسة رسميّة.
وحول نشاطات الطلاب العرب الفلسطينيين في جامعة تل أبيب، قال الطالب والناشط يوسف طه إنّ "الحفاظ على استمراريّة معارض الكتاب العربي إنّما يأتي من أجل الحفاظ على هويّتنا العربيّة والفلسطينيّة ومنع تشرذمها بوجه محاولات طمس الهويّة والأسرلة، كما والتأكيد على ارتباطنا المعنويّ والماديّ بوطننا العربيّ وحقّنا في التواصل معه، ولا أفضل من ذلك سوى معارض الكتب".
وأضاف "إن المعرض يحمل رسالة سياسيّة ووطنيّة مفادها أن هذه الأراضي عربيّة، ولن يتحدّث أهلها بغير العربيّة، ومهما حاولوا طمس حقوق الطالب العربيّ وإجباره على التعلّم بالعبريّة (حتى اللغة العربية نتعلمها بالعبرية) فإن الطالب العربيّ سيجد فسحة ووقتًا للقراءة بالعربيّة والانتماء اليها".
هكذا، يحاول الطلاب الفلسطينيّون العرب يوميًا التصدّي لهذه التحدّيات والقوانين التي يبادر لها المشرّع الإسرائيلي ويطبّقها في المؤسسات المختلفة.