مساء الثلاثاء الماضي، نشرت بعض المواقع الإلكترونية خبراً يؤكد زواج المغني اللبناني فارس كرم (46 عامًا)، من أستاذة مدرسة تدعى هبة عزيز. سارع فارس كرم إلى نفي الخبر بطريقة هادئة، محاولاً الإيحاء بأن ذلك يدخل ضمن دائرة الشائعات التي تطاوله دائمًا، لتنهال التهاني من قبل متابعيه على صفحته الخاصة على موقع "تويتر". وليعيد كرم نشرها من باب التفاعل مع خبر الزواج المثير، بحسب منظور كرم.
الواضح أن كرم يمارس سياسة التشويق بأخباره الخاصة بعيداً عن الغناء هذه المرَّة. وهو، كما باقي زملائه، استفاد من دروس ترفع من وتيرة حضوره الفني، وذلك على قاعدة "خالف تُعرف". ولطالما تحدثت الصحافة الفنية في السابق عن علاقات كرم العاطفية، وكشفت عن بعض الأسماء التي ارتبط أو حاول الارتباط بها، حال زملائه وزميلاته من المغنين. ولم توفر الأخبار الخاصة لهؤلاء الدخول في تفاصيل زيجاتهم أو انفصالهم، كما حصل مع وائل كفوري وقضية طلاقه أخيراً، ومحاولة استغلال ذلك في الإعلام للعب دور الضحية "المتبادل" من قبل كفوري وطليقته أنجيلا بشارة. وتظهر كلّ المؤشّرات ارتفاعاً في نسبة اهتمام الجمهور بالأخبار الشخصية للفنانين.
ولم يكن فارس كرم أول فنان ينفي خبر زواجه المؤكد اليوم، إذْ ثمة حكايات كثيرة لعبت على الفضول عند الجمهور، ومنها بالطبع قصة ارتباط أو زواج المغني عمرو دياب من الممثلة دينا الشربيني. ومنذ أربع سنوات، لم يؤكد عمرو دياب أو ينفي خبر زواجه بالشربيني. بل استطاع بحنكة أن يؤجج مشاعر جمهوره كلما نشر صورة أو دوّن موقفًا يذكر فيه الشربيني. إذْ ينشر أحيانًا صورًا تظهرها إلى جانبه في مناسبات اجتماعية، أو لقطات وهي تعدُّ له مفاجأة احتفالاً بعيد ميلاده. كل ذلك من أجل إبقاء حالة البحث والفضول التي تسيطر على الناس، وكسب معركة من الجدل في إطار مدروس للترويج بين الفنانين، ومحاولة كسب المزيد من علامات الاستفهام التي تحيط بحياتهم الخاصة، فكيف بخبر زواج أو طلاق؟
ونفت المغنية أنغام، قبل عامين، زواجها من الموزع الموسيقي أحمد إبراهيم، لتعود وتعترف في لقاء تلفزيوني (2019)، بأنها تزوجت إبراهيم سراً قبل وقت طويل من انكشاف أو تسريب خبر الزواج إلى العلن. أنغام تدافع عن نفسها وعن إخفاء الخبر بحجَّة أن ذلك يدخل ضمن الخصوصية الواجب على الناس والجمهور احترامها. لكن ذلك لا يعدو مجرد محاولة للرد على الاتهامات التي طاولت أنغام، واتهمتها بأنها سرقت رجلاً من عائلته وأولاده. ويُحكَى اليوم عن انفصال غير معلن بين أنغام وزوجها، سيثير جدلاً واسعًا في حال ثبت.
هكذا تبدأ بعض قصص وحكايا زواج الفنانين من مجرد خبر لا يتجاوز السطرين إلى محور أساسي يبدأ بالمتابعة والتقصّي من قبل الصحافيين، والجمهور الذي يتحول إلى مفتش بوليسي على مواقع التواصل الاجتماعية، في سبيل معرفة المزيد عن ارتباط أو زواج الفنانين. وهذا هدف الفنان بالدرجة الأولى، بغضّ النظر عن التدخل في تفاصيل إنسانية وحياتية خاصة، بل مجرد طرح السؤال حول ما إذا كان قد تزوج أم لا؟ السؤال الذي يبقيه ضمن دائرة الضوء وكلام الناس من باب الترويج وإثارة الفضول.