وفي نفس الوقت نجحت منصة مثل "نتفليكس" في تجاوز أرباح صالات العرض في شمال أميركا، وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل هوليوود، وهل البقاء لصالات العرض أم منصات البث؟
ازدهار صالات العرض في 2018... الفضل للتكنولوجيا نفسها؟
في ورقة تحليلية حول سوق الأفلام في هوليوود يورد موقع "فوكس vox" أن مبيعات التذاكر بلغت أكثر من 11.8 مليار دولار أميركي خلال 2018، وهو أفضل عام على الإطلاق في أميركا الشمالية، مع نمو بلغ 6.8 بالمئة مقارنة بالعام 2017.
وارتفع عدد التذاكر المباعة أيضاً أكثر من 1.2 مليار تذكرة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4.8 في المئة مقارنة بالعام 2017. وكانت الشهور التي حققت أرقاماً قياسية في شباك التذاكر هي فبراير/شباط، أبريل/نيسان، يونيو/حزيران، وأكتوبر/تشرين الأول.
تجدر الإشارة إلى أن مبيعات التذاكر العالية بشكل استثنائي في عام 2018 قد تكون بسبب MoviePass، منصة الحصول على تذاكر السينما بناءً على نظام الاشتراك، والتي بدأت العام على ارتفاع 1.5 مليون مشترك، وبحلول شهر يونيو/حزيران، ارتفع إجمالي المشتركين في الخدمة إلى 3 ملايين مشترك.
ووفقًا للبيانات التي جمعها موقع "هوليوود ريبورتر" فإن الاشتراك في MoviePass قد غيّر عادات الناس نحو الأفلام، إذ شاهد نصف المشتركين المزيد من الأفلام أكثر مما كانوا يفعلون قبل الانضمام إلى الخدمة.
في وقت مبكر من العام، اقترح بعض النقاد أن MoviePass سيكون سيئاً بالنسبة لصناعة السينما في هوليوود، لأن التطبيق سيكون من شأنه أن يغير توقعات المستهلكين حول أسعار التذاكر بطرق تؤثر سلباً على عاداتهم السينمائية. لكن قد يكون العكس صحيحًا أيضاً، إذ ربما يساعد استخدام MoviePass في تعزيز متعة العملاء في الذهاب إلى السينما، مقابل أسعار غير مكلفة مقارنة بمشاهدة المسرح الحي أو الرياضة أو الموسيقى.
ولم تكن مبيعات تذاكر MoviePass مسؤولة عن جميع أرباح شباك التذاكر في 2018 بالطبع. لكن بحسب "فوكس" سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كان هناك المزيد من صالات العرض ستنتقل للاعتماد على خدمات الاشتراك للمساعدة في جلب المزيد من رواد السينما.
تغير العقلية والتعامل من قبل المنتجين
تشير "فوكس" إلى أن المنتجين فضلوا الاعتماد على الأشياء المضمونة، إذ إن الأفلام التي تستند إلى القصص المصورة (الكوميكس) فرضت نفسها وأحبها الناس وشاهدوها ودفعوا من أجلها. وستة من أفضل 20 فيلماً في 2018 اعتمدت على "دي سي" و"ميرفل" مثل Black Panther وAvengers: Infinity War وDeadpool 2 وAnt-Man وWasp وVenom وAquaman.
وتُظهر هذه الحقائق أن استوديوهات الأفلام باتت تكره المخاطرة، وقد تكون توصلت في عام 2018 إلى كيفية جذب الناس: وعدهم بما يعرفونه أصلاً.
كما تغير موسم الذروة لعرض الأفلام. كانت أوائل الصيف والخريف هي مواسم "الذروة" لطرح الأفلام، لكن توسّع "موسم الأفلام الصيفية" بشكل مطرد منذ فترة، يظهر ذلك من تواريخ إصدار الأفلام ذات أعلى الأرباح لعام 2018: Black Panther في فبراير/شباط وA Quiet Place في أبريل/نيسان وAquaman في ديسمبر/كانون الأول. ويبقى نطاق تقويم طرح الأفلام الكبيرة في اتساع.
هل أضرت منصات البث حقاً بصالات السينما؟
وجدت الأبحاث التي أجريت عام 2018 أن الأشخاص الذين يذهبون إلى دور السينما يستهلكون أكثر بث الأفلام في المنزل. ووجدت الدراسة التي أجرتها مجموعة "إرنست آند يونغ" للاقتصاد الكمي والإحصاء ونُشرت في ديسمبر/كانون الأول أن المشاركين الذين ذهبوا إلى صالات السينما تسع مرات أو أكثر في العام الماضي شاهدوا أيضاً المزيد من الأفلام عبر خدمات البث مثل "نتفليكس"، وأولئك الذين لم يشاهدوا فيلماً في صالة عرض على الإطلاق كانوا الأقل عرضة لمشاهدة فيلم في المنزل.
وتقف هذه الإحصائية في وجه افتراض يقول إن خدمات بث الأفلام عبر الإنترنت قد تكون البديل عن صالات السينما. وتأتي هذ الدراسة في نفس الوقت بينما بلغت أرباح "نتفليكس" 15.8 مليار دولار، متجاوزة أرباح شباك التذاكر في أميركا الشمالية التي وصلت إلى 11.8 مليار دولار، ومع ذلك كان عام النمو بالنسبة للأخير كما أشير أعلاه.
Twitter Post
|
وتطرح هذه الدراسة أكثر من افتراض يهم حاضر ومستقبل هوليوود: الأول بالنظر إلى الجهة التي أجرتها، وهي الرابطة الوطنية لمالكي المسرح، المنظمة المهنية التي ينتمي إليها جميع العارضين الرئيسيين، والذين من مصلحتهم إقناع صانعي الأفلام بألا يتجاوزوا إصدار الصالات لصالح خيارات البث.
والافتراض الثاني هو أن الأشخاص الذين يحبون الأفلام يشاهدون المزيد من الأفلام، سواء كان ذلك في المسرح أو في المنزل.
والافتراض الثالث هو أن الأشخاص القادرين على مشاهدة مجموعة متنوعة من الأفلام في المنزل، يزدادون حباً للأفلام ويصبحون أكثر استعداداً للذهاب إلى صالة السينما.