عادت قرية صان الحجر الأثرية (تانيس)، إلى دائرة الاهتمام بعد تاريخ طويل من الإهمال والتهميش، بعد إعلان وزارة الآثار المصرية نيتها لتحويلها إلى متحفٍ مفتوح، وإنشاء كلية للآثار فيها، ثم زيارة لوزير الآثار لصان الحجر تحدث فيها عن خطة طموحة لتطوير القرية، وصفت الزيارة بأنها رد فعل على الانتقادات الموجهة للحكومة بسبب نقل العديد من القطع الأثرية للمتحف الكبير بالقاهرة، وتفريغ صان الحجر من مقتنيانها الأثرية.
تقع صان الحجر شمال محافظة الشرقية، وتبعد عن القاهرة حوالي 165 كلم. وكانت تسمى قديماً "تانيس" نسبة إلى إحدى البحيرات المقدسة فيها، وذكرتها كتابات فرعونية باسم "جعنت". وهي غير "صا الحجر" التي تقع في محافظة الغربية، التي كانت تسمى "سايس" ويعود تاريخها إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
تأسست تانيس في أواخر عهد الأسرة العشرين (الدولة الحديثة)، ثم صارت عاصمة شمال مصر أيام الأسرة الحادية والعشرين (1070 - 945 ق.م) التي أسسها الملك "سمندس"، ثم ظلت تانيس ذات أهمية كبيرة حتى القرن السادس الميلادي، حيث كانت مهددة بأن تغمرها بحيرة المنزلة. ومن أهم الآثار الموجودة بصان الحجر مقبرة "أوسركون الثاني" (945 - 712 ق.م)، ومقبرة الملك "ششنق الثالث" (945 - 712 ق.م)، ومقبرة الملك "بسوسنس الأول" (1040 - 993ق.م)، إضافة إلى معابد كبيرة لآمون وموت وخونسو.
وبالرغم من أن "ماريوت" كان أول من قام بالعمل والتنقيب في القرية سنة 1859 ثم "فلندرزبترى" 1884، إلا أن بطل الاكتشافات الحقيقية في صان الحجر هو عالم الآثار الفرنسي "بيير مونتيه" الذي بذل جهوداً استغرقت 12 عاماً من البحث والتنقيب للوصول إلى اكتشافه، الذي كان عبارة عن مُجمع من المقابر الملكية مكون من ثلاث غرف سليمة الدفن، غير منتهكة الحرمة، فقد احتوت المقابر على ثروة أثرية ضخمة كالأقنعة الذهبية، وتوابيت مصنوعة من الفضة، وتوابيت حجرية متقنة الصنع، وبعض العناصر الأخرى؛ كالأساور، والقلائد والمعلَّقات، وأدوات المائدة، والتمائم. وبالإضافة إلى ذلك، كانت تلك المقابر تعجُّ بآثار متنوعة من تماثيل ومزهريات وجِرار وغيرها. وجميع هذه الكنوز نقلت إلى المتحف المصري في ساحة التحرير.
ويرى الباحثون أن اكتشاف مقابر الأسرتين الـ21 والـ22 في صان الحجر سنة 1940 لا يقل أهمية عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سنة 1922، غير أن العالَم في تلك الفترة كان مشغولاً بتطورات الحرب العالمية.
وقد استمرت الكشوف في المنطقة إلى أن عُثر على أحد ملوك "تانيس" المجهولين قبل ذلك التاريخ، وهو الملك "شاشانق الثاني" الذي حكم لمدة عامين (887 ق.م. – 885 ق.م)، وهو مُرتدٍ جواهر ثمينة كانت مِلكًا لجده الملك الشهير "شاشنق الأول" (945 ق.م. – 924 ق.م) مؤسس الأسرة الـ22، الذي يربطه بعض المؤرخين بالملك شيشيق المذكور في التوراة. وفي عام 2009، اكتُشف موقع البحيرة المقدسة لمعبد الإلهة "موط"، وهي ثاني بحيرة مقدسة يعثر عليها بالمنطقة، وكانت البحيرة الأولى قد اكتشفت عام 1928.
اقــرأ أيضاً
عانت منطقة صان الحجر من الإهمال طوال العقود السابقة، وضاعت العديد من القطع الأثرية أو جرى تدميرها. وفي السنوات الأخيرة، عاد الاهتمام بالقرية الأثرية، وأرسلت إليها بعثة أثرية استطاعت إنجاز بعض الأشياء المهمة، مثل: ترميم وإعادة تجميع وتركيب مسلتين أثريتين وتمثالين وعمودين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى وضع العديد من القطع الأثرية على مصاطب لحمايتها. غير أن عملية نقل الآثار من صان الحجر دفعت أهالي صان الحجر، والعديد من المثقفين والأثريين إلى الاحتجاج، كان آخرها نقل 11 قطعة من الغرانيت تمثل أجزاء لـ3 مسلات إلى المتحف المصري الكبير. ويسيطر الغموض على مصير الآثار المتبقية في المنطقة في ظل غياب الشفافية المعهود؛ حيث تجمهر المواطنون الأسبوع الماضي في المنطقة الأثرية من أجل منع 16 سيارة نقل كبيرة جاءت لنقل الآثار من المنطقة دون أي مستندات وبدون مصاحبة أي مسؤول حكومي، ودون معرفة وجهتها.
تقع صان الحجر شمال محافظة الشرقية، وتبعد عن القاهرة حوالي 165 كلم. وكانت تسمى قديماً "تانيس" نسبة إلى إحدى البحيرات المقدسة فيها، وذكرتها كتابات فرعونية باسم "جعنت". وهي غير "صا الحجر" التي تقع في محافظة الغربية، التي كانت تسمى "سايس" ويعود تاريخها إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
تأسست تانيس في أواخر عهد الأسرة العشرين (الدولة الحديثة)، ثم صارت عاصمة شمال مصر أيام الأسرة الحادية والعشرين (1070 - 945 ق.م) التي أسسها الملك "سمندس"، ثم ظلت تانيس ذات أهمية كبيرة حتى القرن السادس الميلادي، حيث كانت مهددة بأن تغمرها بحيرة المنزلة. ومن أهم الآثار الموجودة بصان الحجر مقبرة "أوسركون الثاني" (945 - 712 ق.م)، ومقبرة الملك "ششنق الثالث" (945 - 712 ق.م)، ومقبرة الملك "بسوسنس الأول" (1040 - 993ق.م)، إضافة إلى معابد كبيرة لآمون وموت وخونسو.
وبالرغم من أن "ماريوت" كان أول من قام بالعمل والتنقيب في القرية سنة 1859 ثم "فلندرزبترى" 1884، إلا أن بطل الاكتشافات الحقيقية في صان الحجر هو عالم الآثار الفرنسي "بيير مونتيه" الذي بذل جهوداً استغرقت 12 عاماً من البحث والتنقيب للوصول إلى اكتشافه، الذي كان عبارة عن مُجمع من المقابر الملكية مكون من ثلاث غرف سليمة الدفن، غير منتهكة الحرمة، فقد احتوت المقابر على ثروة أثرية ضخمة كالأقنعة الذهبية، وتوابيت مصنوعة من الفضة، وتوابيت حجرية متقنة الصنع، وبعض العناصر الأخرى؛ كالأساور، والقلائد والمعلَّقات، وأدوات المائدة، والتمائم. وبالإضافة إلى ذلك، كانت تلك المقابر تعجُّ بآثار متنوعة من تماثيل ومزهريات وجِرار وغيرها. وجميع هذه الكنوز نقلت إلى المتحف المصري في ساحة التحرير.
ويرى الباحثون أن اكتشاف مقابر الأسرتين الـ21 والـ22 في صان الحجر سنة 1940 لا يقل أهمية عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سنة 1922، غير أن العالَم في تلك الفترة كان مشغولاً بتطورات الحرب العالمية.
وقد استمرت الكشوف في المنطقة إلى أن عُثر على أحد ملوك "تانيس" المجهولين قبل ذلك التاريخ، وهو الملك "شاشانق الثاني" الذي حكم لمدة عامين (887 ق.م. – 885 ق.م)، وهو مُرتدٍ جواهر ثمينة كانت مِلكًا لجده الملك الشهير "شاشنق الأول" (945 ق.م. – 924 ق.م) مؤسس الأسرة الـ22، الذي يربطه بعض المؤرخين بالملك شيشيق المذكور في التوراة. وفي عام 2009، اكتُشف موقع البحيرة المقدسة لمعبد الإلهة "موط"، وهي ثاني بحيرة مقدسة يعثر عليها بالمنطقة، وكانت البحيرة الأولى قد اكتشفت عام 1928.
عانت منطقة صان الحجر من الإهمال طوال العقود السابقة، وضاعت العديد من القطع الأثرية أو جرى تدميرها. وفي السنوات الأخيرة، عاد الاهتمام بالقرية الأثرية، وأرسلت إليها بعثة أثرية استطاعت إنجاز بعض الأشياء المهمة، مثل: ترميم وإعادة تجميع وتركيب مسلتين أثريتين وتمثالين وعمودين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى وضع العديد من القطع الأثرية على مصاطب لحمايتها. غير أن عملية نقل الآثار من صان الحجر دفعت أهالي صان الحجر، والعديد من المثقفين والأثريين إلى الاحتجاج، كان آخرها نقل 11 قطعة من الغرانيت تمثل أجزاء لـ3 مسلات إلى المتحف المصري الكبير. ويسيطر الغموض على مصير الآثار المتبقية في المنطقة في ظل غياب الشفافية المعهود؛ حيث تجمهر المواطنون الأسبوع الماضي في المنطقة الأثرية من أجل منع 16 سيارة نقل كبيرة جاءت لنقل الآثار من المنطقة دون أي مستندات وبدون مصاحبة أي مسؤول حكومي، ودون معرفة وجهتها.