لم يكن مفاجئاً اختيار المنتج اللبناني جورج شقير ("أبّوط للإنتاج"، بيروت)، كـ"أحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في قطاع الإنتاج الإعلامي وصناعة الترفيه في العالم"، من قِبَل المجلة السينمائية الأميركية "فارايتي" (لها نسخة ورقية أسبوعية ونسختان ورقيتان يوميتان، بالإضافة إلى موقع إلكتروني).
فالمنتج اللبناني يُشكِّل حالة إنتاجية سينمائية لبنانية خاصة بحدّ ذاتها، إذْ يعود فضلٌ كبيرٌ له في تحقيق أفلام روائية ووثائقية لبنانية (وتوزيعها داخل لبنان وخارجه)، تُعتبر الأبرز في صناعة الفيلم اللبناني، بدءاً من مطلع الألفية الثالثة على الأقلّ، علماً أن الشركة تمارس عملها منذ عام 1998. والمجلة الأميركية، الأقدم والأشهر في الصحافة المتخصّصة بصناعة الترفيه والمشهديات السينمائية (علماً أن انطلاقتها عام 1905 متأتية من اهتمام ناشرها، سيم سيلفرمان، بالمسرح في نيويورك، قبل اهتمامه بالسينما، مفتتحاً مكتباً للمجلة في لوس أنجليس، عام 1933، لمتابعة أحوال الصناعة السينمائية)، معروفة بكونها مرجعاً أساسياً في لغة الأرقام والصناعة والإنتاج، المتعلّقة كلّها بالفن السابع.
والمنتج اللبناني نفسه بات اليوم مُشاركاً أساسياً في عدد من الأفلام العربية والأجنبية، جاعلاً "أبّوط للإنتاج" (وما يدور في فلكها الإنتاجيّ) محطة مطلوبة من قِبَل سينمائيين، يسعون إلى إنتاجٍ يساعدهم على تحقيق مشاريعهم، بدلاً من أن يُخضعهم لرغبات تسويقية استهلاكية فقط، يعتاد منتجون عرب كثيرون فرضها على المخرجين.
وجورج شقير أحد الـ500 شخصية، التي اختارتها المجلة، لأنها مؤثّرة في "قطاع الإنتاج الإعلامي وصناعة الترفيه في العالم"، علماً أنه يتمّ تحديث اللائحة سنوياً، وأن "إدراج الشخصيات فيها" يتمّ "وفقاً لـ"إنجازات يُحقّقونها خلال عام واحد". كما أن هيئة تحرير المجلة تختار من تراهم الأحقّ في الانضمام إلى اللائحة، "استناداً إلى أبحاثٍ موسّعة".
يُذكر أن إبلاغ جورج شقير إدراجه في اللائحة تمّ في رسالة وجهتها إليه ناشرة "فارايتي"، ميشيل سوبرينو، ومُساعِداً رئيس التحرير، أندرو فالينشتاين وكلوديا إلّير. وتتضمّن الرسالة "سبب الاختيار"، الذي أفاد أن "أبّوط للإنتاج"، التي يترأسها شقير منذ عام 2005، "تُطوِّر وتُنتج أفلاماً في أنحاء العالم، وتوزّع أفلامها الروائية والفنية والتجريبيّة، لبنانياً وعربياً ودولياً". كما ذكرت أن Shortcut Films، المنبثقة من "أبّوط للإنتاج"، مُشاركة أساسية في إنتاج أفلام دولية عديدة، كـ Felecite
عام 2017، للفرنسي السنغالي آلان غوميز، الفائز بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم الخاصة بالدورة الـ67 (9 ـ 19 فبراير/ شباط 2017) لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)"؛ وZama عام 2017 للأرجنتينية لوكريسيا مارتل، المقتبس عن رواية "وجودية" للكاتب والصحافي الأرجنتيني أنتونيو دي بينيدتّو (1922 ـ 1986)، صادرة عام 1956.
أفلام لبنانية عديدة، أنتجها جورج شقير عبر "أبّوط للإنتاج"، فازت بجوائز مختلفة من مهرجانات سينمائية عربية ودولية، كالروائي الطويل "يوم آخر" (2005)، والوثائقي الطويل "النادي اللبناني للصواريخ" (2013)، وهما للثنائي اللبناني جوانّا حاجي توما وخليل جريج، والروائي الطويل "ربيع" للبناني فاتشي بولغورجيان، وغيرها. علماً أن أفلاماً مُنتجة عام 2017، بدأت رحلة المهرجانات الدولية، كالوثائقيين Panoptic للّبنانية رنا عيد، و"أمل" للمصري محمد سلام، والروائي الطويل "يوم ببيروت" للّبناني نديم تابت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جورج شقير و"أبوط للإنتاج" داعمان أساسيان لمهرجان "مسكون" المتخصّص بأفلام الرعب والفانتازيا والإثارة (ثريلر) والحركة (أكشن) والخيال العلمي، الذي تعرفه بيروت في دورتين اثنتين، لغاية الآن، أولى بين 14 و18 سبتمبر/ أيلول 2016، وثانية بين 13 و17 سبتمبر/ أيلول 2017، علماً أنه "الأوّل في نوعه في العالم العربي".