في زمن سوري غارق بالحزن، إذ لوثت مجرى نهر الثورة السورية، الأيادي الآثمة، فطفا على مائه السلاح والتفسخ والإحباط والكراهية، وزكمت رائحة الموت المنبعثة منه أنوف السوريين، تنهل أغنية "ياجيرون" من النبع النقي لقيامة السوريين الأولى في مارس/آذار 2011، بلحن يفيض بالفرح والأمل.
تُظهر غالبية وسائل الإعلام السوريين إما كمقاتلين أو لاجئين فحسب، لكن الثورة السورية فيها فنانون وأدباء ومثقفون، هم جزء من الثورة وليسوا جزءاً من الحرب، عملوا ما بوسعهم ليكون لهم دور ريادي فيها، لكنه كان هامشياً أمام حجم الدماء وكثرة الموت، وسوء إدراك المعارضة السياسية.
حاول النظام السوري على هامش حلّه الحربي التربص بالفنانين والمثقفين لتهشيم ما يملكون من أصوات وأقلام وكاميرات وأدوات، وبذل جهوداً لكتم أصواتهم وأفكارهم ومواهبهم، لكن نسبة كبيرة أصرّت على الوقوف إلى جانب الثورة وانحازت لحقوق الشعب، وأكّدت أن النظام لم ولن ينجح في إلغاء نزوع الفن للإنسانية والحرية، وأصبح الفن شريكاً للثورة، فنا لا علاقة له عموماً بالمدارس الفنية الأوروبية أو الأميركية، بل هو تزاوج بين الفن والفعل الثوري، فنا يحزن على الحاضر ويُبشّر بمستقبل أفضل، على الرغم من أن أكثر السوريين متشائمون.
تُظهر غالبية وسائل الإعلام السوريين إما كمقاتلين أو لاجئين فحسب، لكن الثورة السورية فيها فنانون وأدباء ومثقفون، هم جزء من الثورة وليسوا جزءاً من الحرب، عملوا ما بوسعهم ليكون لهم دور ريادي فيها، لكنه كان هامشياً أمام حجم الدماء وكثرة الموت، وسوء إدراك المعارضة السياسية.
حاول النظام السوري على هامش حلّه الحربي التربص بالفنانين والمثقفين لتهشيم ما يملكون من أصوات وأقلام وكاميرات وأدوات، وبذل جهوداً لكتم أصواتهم وأفكارهم ومواهبهم، لكن نسبة كبيرة أصرّت على الوقوف إلى جانب الثورة وانحازت لحقوق الشعب، وأكّدت أن النظام لم ولن ينجح في إلغاء نزوع الفن للإنسانية والحرية، وأصبح الفن شريكاً للثورة، فنا لا علاقة له عموماً بالمدارس الفنية الأوروبية أو الأميركية، بل هو تزاوج بين الفن والفعل الثوري، فنا يحزن على الحاضر ويُبشّر بمستقبل أفضل، على الرغم من أن أكثر السوريين متشائمون.
الفن وجيرون
في تصريح لـ"العربي الجديد" يقول رئيس تحرير صحيفة "جيرون" الإعلامية، باسل العودات: "لدينا قناعة بأنه وعلى الرغم من جراحهم ومآسيهم، يمكن للفنانين السوريين، راسخين وهواة، أن يُبدعوا في مواجهة آلة القمع والقتل إن أُتيحت لهم الفرصة لإبراز ما لديهم من فنون وقدرات ومواهب، ونعمل بكل الوسائل المُتاحة والمتواضعة التي نملكها على التشارك لإطلاق هذه المواهب والأفكار، وتقديم بعض الأعمال التي تُعبّر عن تطلعات وشجاعة المحتجين السوريين وروحهم الساخرة".
أنتج القسم الفنّي في الشبكة العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية والتسجيلية، كان من بينها أغنية خاصة بعنوان "كاتيوشا السورية" شارك فيها الفنان محمد آل رشي وكاترين فانسان، حول التدخل الروسي العسكري في سورية، ولاقت صدى جميلاً لدى المستمعين، إضافة إلى أفلام عن الثورة السورية وجرائم الحرب ومعاناة الأطفال والنساء، وأخيراً أغنية خاصة بمناسبة العام الجديد بعنوان "جيرون"، من ألحان وغناء سومر شعبان.
ويضيف العودات: "ضمن خطة شبكة (جيرون) للمرحلة المقبلة إنتاج أفلام قصيرة متتالية، تسجيلية ووثائقية وروائية، لها علاقة بالشأن السوري، السياسي والاجتماعي والإنساني والاقتصادي، ستُعرض على أقنية تلفزيونية مُتّفق معها، كما سنسعى لإشراك المناسب منها في مهرجانات سينمائية، لتصل هذه الإبداعات لأكبر شرائح ممكنة من المشاهدين، ولا نتردد في الشبكة بتشجيع فناني الكاريكاتير، ويشارك معنا حتى الآن الفنانون سعد حاجو وموفق قات وهاني عباس، وكذلك ندعم مصممي الغرافيك للمشاركة معنا إذا كان لديهم أعمال جديرة ومميزة".
الفنان سومر شعبان مؤلف وملحن أغنية "ياجيرون" قال لـ"العربي الجديد": "بالفن نستطيع أن نواسي ونقرب وجهات نظر وأن نفرض تعاطفاً مع واقع نعيشه قد لا يدركه البعض. أحاول بألحان سهلة على الأذن وبكلمات باللهجة الشامية، إيصال ما أود قوله. مدخلي شخصي وخلال خمس سنين مضت حاولت مواكبة الحراك السوري بأعمال موسيقية وغنائية. ووجد العديد من هذه الأعمال استقبالاً جيداً لدى السوريين على الرغم من القالب الموسيقي غير الشرقي".
ويوضح: "أعمال مثل جاية العيد وراحو و يا وطن، كانت للعديد من السوريين جزءاً من سجل حياتهم في السنين الماضية. مأساتنا الحالية كشعب سوري مستمرة.. كما هي حياتنا، وأنا كمعظم السوريين لا يهون علي أن أرى شعبي حزيناً ومكسوراً ومستسلماً لهذا الواقع المؤلم.. حياتنا من صنعنا.. كل يوم. الحياه مليئة بالتحديات المتعبة والمكلفة والمؤلمة.. لكننا لسنا وحيدين.. لننظر حولنا".
ويختم سومر حديثه قائلاً: "أجدادنا كانوا سباقين في معالجة هذه التحديات. سعادتنا وانتصارنا اليوم كأفراد وكشعب مرتبطة بقدرتنا على معالجة هذه التحديات. هذه هو مدخل أغنية "يا جيرون" سأبتسم على الرغم من الألم، ولن أستسلم ما دمت حيّا، لأني أعلم من أنا وأعلم من أنت وأعلم من هي سورية، التي ولدنا فيها" ويختم قائلاً: "في زمن عنوانه الهدم والاستقطاب والتهميش، حاولت في الأغنية أن أنتصر كإنسان يعيش الحنين والآلام من دون أن يفقد الفخر والأمل بسورية".