خلافات الفنانين: المنافسة أولاً

لا يكاد يمر يوم إلاّ ويكشف أحد الفنانين عن خلاف بينه وبين زميل له. فقبل أسبوع قالت المغنية التونسية لطيفة إنها تعاني من مشكلة مع فنانة لم تسمِّها. واستفاضت لطيفة في شرح هذا الخلاف، قائلة إنّ زميلتها وظفت كل الإمكانات الممكنة لمعرفة تفاصيل أعمالها الجديدة. ويبدو أن هذا الخلاف تصاعد بشكل يبدو مضحكاً، فاتصلت هذه الفنانة، بحسب لطيفة، بأحد الملحنين وطلبت منه وقف التعاون مع المغنية التونسية.

لم يُفهم ما القصد من وراء كلام لطيفة، رغم أن بعض العاملين في مجال الفنّ اعتبروا أن المقصودة من هذه "الحدوتة" هي الفنانة السورية أصالة نصري. ربما من حق لطيفة رواية تفاصيل أي خلاف يطاولها، ومن حقها أيضاً عدم الدخول في متاهة الأسماء. لكن هذا الصراع المستجدّ يعيدنا إلى سؤال يحكم الساحة الفنية العربية: لماذا كل هذه الخلافات بين الفنانين؟ وهل تقتصر على المنافسة؟ وما الهدف من إخراجها إلى العلن في وقت تتراجع فيه الإصدارات الغنائية والمستوى العام للإنتاج الموسيقي العربي إلى حد مخيف؟

أصالة على سبيل المثال، غالباً ما يدرج اسمها في قوائم الخلافات. فقبل ما أوحي بأنه خلافها مع لطيفة، كانت هناك معركة طاحنة خيضت باسمها على "تويتر" ضدّ الفنانة الإماراتية أحلام. هكذا قبل أيام ظهرت أصالة في برنامج تلفزيوني في القاهرة، وعادت لشن هجوم معاكس على أحلام قائلةً إنها صبرت على زميلتها كثيراً، وأنها آثرت الصمت بعد مرحلة كانت فيها عصبية، و"اليوم لم تعد أحلام تهمني".

كلام أصالة جاء رداً على مقابلة وصفتها فيها أحلام بالثعبان وذلك بعد تاريخ من المعارك والمصالحات بينهما. ويبدو أن السبب الرئيسي لهذه المشكلات هو سوق الحفلات، وبعض المناسبات الخاصة، خصوصاً بعد الانفتاح السعودي على الفعاليات والمناسبات ما أشعل فتيل المنافسة مجدداً وبشكل عنيف، فلا يبدو أن هناك أي طريق مفتوح للمصالحة بينهما.

قبل أيام أيضاً التقى الفنان راغب علامة وزميله وائل كفوري في إحدى المناسبات، ونشر صاحب "قلبي عاشقها" عدداً من الصور تجمعه بزميله كفوري. جاءت هذه الصور في وقت لم تهدأ فيه المنافسة بين الرجلَين، منذ بدايات وائل كفوري. وقتها حُظر راغب علامة على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" بسبب خلافه مع المخرج الراحل سيمون أسمر، واعتبر كفوري بديلاً عنه. لكن يبدو أن علامة اليوم، بحنكته وخبرته الطويلة في مجال الفنّ، بات يدرك ضرورة المحاباة واستغلال الظروف لما ينفعه.

على الساحة اللبنانية أيضاً، خلاف خفي وغير مفهوم بين إليسا ونجوى كرم. فبداية الصيف وفي مهرجان موازين في المغرب، سُئلت إليسا عن علاقتها بنجوى كرم، جاءت إجابة إليسا مقتضبة. الخلاف بين المغنيتين يكاد يصبح تاريخياً، من دون أية أسباب جوهرية، إذ فشلت كل محاولات المصالحة بين كرم وإليسا، بسبب المنافسة على لقب "نجمة شركة روتانا الأولى". ولم تنجح محاولات المصالحة المتكررة بينهما، ولم تثمر إلا عن بعض تغريدات المجاملة بينهما.