كانت مليشيات الجنرال أوغستو بينوشيه المسعورة تلتهم أمامها كل نبتة تنادي بالحرية، وكان شباب الجامعات قد حاول التصدي لانقلابه على الديمقراطية في سنة 1973، كان المغني الثوري فيكتور خارا من بين المعتقلين الذين اقتادهم الجنود إلى معتقل مفتوح أقاموه في ملعب "سنتياغو" في العاصمة التشيلية. حيث عذب مع الآلاف من رفاقه الثائرين.
لم يكن خارا يملك غير غيتاره وحنجرته، وبالرغم من ذلك؛ كان مزعجاً جداً للديكتاتور الانقلابي وأعوانه. وهو الذي أدرك ذلك مبكراً، حين غنى:
إن كان الغيتار سلاحا في كفاحنا
إن كان للغيتار فعل البندقية في القتال
فإن الذي يحمله يجب أن يكون ثائرا
بلغ التعذيب بفيكتور خارا مبلغاً كبيراً، فقد هشموا أطرافه التي يعزف بها، ثم إمعاناً في السادية طلب الحراس منه أن يغني، وقد وضعوا بين يديه النازفتين غيتاراً! لقد ولد فيكتور ليغني، وقد حان الوقت ليغني أمام عتبات الموت.
اقــرأ أيضاً
لم يمانع أن يحمل غيتاره الجريح، ويصدح في معتقله بين المئات من زملائه وأمام حراسه بآخر مقطوعة في حياته. كانت أغنيته الأخيرة بعنوان "سننتصر". غنّى فألهب حماس المعتقلين، الذين تحدوا بينوشيه وارتفعوا على آلامهم، وارتقت أصواتهم جميعاً مردّدة خلف خارا: سننتصر.. سننتصر! لقد كانت آخر كلماته!
وسريعاً.. وجدت جثة المغني الشاب ملقاة أمام إحدى المقابر، مثل المئات من الشباب الذين عذبوا وقتلوا، بعد أن خرقت جسده أربع وأربعون طلقة، لكن أغاني خارا بقيت حيّة، فكانت بمثابة النبتة الصغيرة التي أخذت تنمو في قلوب الشباب الثائر يوماً بعد يوم، وكان إعلان وفاته بداية النهاية لنظام تافه يظن أن رصاصه سيحميه من الغناء.
الأغنية الثورية كانت جزءاً من شخصية هذا الفنان العظيم الذي غنى للفقراء والمنبوذين والكادحين من أبناء شعبه وللإنسانية. وهو الذي شارك في تأليف بعضها ولحنها:
مذ فتحتُ عينيّ على الدنيا
أشهد على الظلم والفقر والمآسي في بلادي
أشعر أنني في حاجة ماسة للغناء للناس
كلّي إيمان بأن يكون الإنسان حرا في حياته
و يناضل في سبيل العدل والمساواة
لقد كان مؤمناً بدور المبدع في الحياة، وكأنه يتنبأ بمصيره:
ليس غيتاري للأثرياء...
للأغنية معنىً يظهر حين يفور الدم في الشرايين
ومن يريد أن يموت فنانا
يغني أغاني الحياة الصادقة
وبالفعل صدقت نبوءة "خارا" وانتصرت تشيلي على الديكتاتورية، ولو بعد حين، وأسقط نظام بينوشيه، وقد صار المغني الراحل رمزاً فنياً وثورياً، يحتفى بذكراه. وبعد أربعين سنة ألقي القبض في 2013 على عدد من الضباط المتقاعدين على خلفية الاتهام باغتياله.
لم يكن خارا يملك غير غيتاره وحنجرته، وبالرغم من ذلك؛ كان مزعجاً جداً للديكتاتور الانقلابي وأعوانه. وهو الذي أدرك ذلك مبكراً، حين غنى:
إن كان الغيتار سلاحا في كفاحنا
إن كان للغيتار فعل البندقية في القتال
فإن الذي يحمله يجب أن يكون ثائرا
بلغ التعذيب بفيكتور خارا مبلغاً كبيراً، فقد هشموا أطرافه التي يعزف بها، ثم إمعاناً في السادية طلب الحراس منه أن يغني، وقد وضعوا بين يديه النازفتين غيتاراً! لقد ولد فيكتور ليغني، وقد حان الوقت ليغني أمام عتبات الموت.
وسريعاً.. وجدت جثة المغني الشاب ملقاة أمام إحدى المقابر، مثل المئات من الشباب الذين عذبوا وقتلوا، بعد أن خرقت جسده أربع وأربعون طلقة، لكن أغاني خارا بقيت حيّة، فكانت بمثابة النبتة الصغيرة التي أخذت تنمو في قلوب الشباب الثائر يوماً بعد يوم، وكان إعلان وفاته بداية النهاية لنظام تافه يظن أن رصاصه سيحميه من الغناء.
الأغنية الثورية كانت جزءاً من شخصية هذا الفنان العظيم الذي غنى للفقراء والمنبوذين والكادحين من أبناء شعبه وللإنسانية. وهو الذي شارك في تأليف بعضها ولحنها:
مذ فتحتُ عينيّ على الدنيا
أشهد على الظلم والفقر والمآسي في بلادي
أشعر أنني في حاجة ماسة للغناء للناس
كلّي إيمان بأن يكون الإنسان حرا في حياته
و يناضل في سبيل العدل والمساواة
لقد كان مؤمناً بدور المبدع في الحياة، وكأنه يتنبأ بمصيره:
ليس غيتاري للأثرياء...
للأغنية معنىً يظهر حين يفور الدم في الشرايين
ومن يريد أن يموت فنانا
يغني أغاني الحياة الصادقة
وبالفعل صدقت نبوءة "خارا" وانتصرت تشيلي على الديكتاتورية، ولو بعد حين، وأسقط نظام بينوشيه، وقد صار المغني الراحل رمزاً فنياً وثورياً، يحتفى بذكراه. وبعد أربعين سنة ألقي القبض في 2013 على عدد من الضباط المتقاعدين على خلفية الاتهام باغتياله.