لا يمكن في أيامنا هذه تخيل أعياد الميلاد من دون شجرة ميلاد. لكن السؤال يُطرح حول أصلها وجذورها وكيف صار هذا التقليد هاماً إلى هذه الدرجة في هذه الفترة من العام.
ونشأت شجرة عيد الميلاد الحديثة في ألمانيا الغربية، لكنها كانت رمزاً يعود إلى القرون الوسطى عن آدم وحواء و"شجرة الجنة"، والتي كانت تمثل شجرة التفاح التي بسببها غادرا الجنة، وتمثل كذلك جنة عدن.
وكان الألمان يضعون "شجرة جنة" في منازلهم في 24 ديسمبر/كانون الأول، يوم العيد الديني لآدم وحواء، وكانوا يعلقون عليها رقائق خبز مقدس، وفي وقت لاحق تم استبدال الرقائق بالحلويات، وتمت إضافة الشموع كرمز لنور المسيح على العالم.
كما ظهر "هرم الميلاد"، وهو عبارة عن بناء مثلثي من الخشب، يحتوي على أرفف لوضع تماثيل عيد الميلاد، ومزخرف بالأخضر والشموع ونجمة. وبحلول القرن السادس عشر، اندمج هرم عيد الميلاد وشجرة الجنة ليصبحا شجرة عيد الميلاد.
وكانت العادة منتشرة على نطاق واسع بين اللوثريين الألمان بحلول القرن الثامن عشر، ولكن لم تصبح شجرة عيد الميلاد تقليداً ألمانياً متجذراً إلا في القرن التالي.
وتم إدخال شجرة الكريسماس إلى إنكلترا في أوائل القرن التاسع عشر، وقد تم الترويج لها في منتصف القرن التاسع عشر من قبل الأمير ألبرت، ألماني المولد، زوج الملكة فيكتوريا.
وكانت الشجرة الفيكتورية مزينة بالألعاب والهدايا الصغيرة والشموع والحلويات وسلاسل الفشار والكعك الفخم، معلقة على الفروع بشرائط وسلاسل من الورق، تقول موسوعة "بريتينيكا".
وأخذ المستوطنون الألمان شجرة الميلاد إلى أميركا الشمالية مع أوائل القرن السابع عشر، ثم تحولت إلى موضة في القرن التاسع عشر.
وصارت شجرة الميلاد تحظى بشعبية في النمسا وسويسرا وبولندا وهولندا. وفي الصين واليابان كانت أشجار عيد الميلاد، والتي أدخلها المبشرون الغربيون في القرنين التاسع عشر والعشرين، مزينة بتصميمات ورقية معقدة.
وتم عرض الزينة الزجاجية المدورة للبيع في بريطانيا والولايات المتحدة في سبعينيات القرن التاسع عشر، وقد تم إنتاج العديد منها في ورش صغيرة في ألمانيا وبوهيميا، والتي صنعت أيضاً زخارف مصنوعة من الرصاص والخرز والورق وغيرها.
وفي الولايات المتحدة، كانت شركة F.W. Woolworth تبيع زينة بـ25 مليون دولار سنوياً بحلول عام 1890، وكانت سلاسل الأنوار الكهربائية متوفرة أيضاً.
وفي الثلاثينيات من القرن الماضي، تم تطوير الأشجار الاصطناعية في الولايات المتحدة، وشهدت الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الإنتاج الضخم للأشجار البلاستيكية المصنوعة من الألمنيوم والبلاستيك.
واكتسبت الأشجار الاصطناعية شعبية كبيرة، لا سيما في البلدان التي كان من الصعب فيها شراء الأشجار الحقيقية.