وتبدأ قصة الصياد سيئ الحظ عندما كان في رحلة صيد مع رفاقه في نهر سيروان، أحد الأنهار المنحدرة من جبال مدينة السليمانية شمال العراق، حيث قام بوضع لغم من مادة الـ TNT شديدة الانفجار التي تستخدم في القنابل في أعماق البحيرة وقام بتفجيرها لتطفو على سطح النهر، بعد لحظات، سمكتان كبيرتان تزن إحداهما 175 كيلوغراماً، والثانية 80 كيلوغراماً.
وبعد انتشار الصور للصياد على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتقلته السلطات المحلية واثنين آخرين كانا رفقته، بتهمة استخدام مواد ممنوعة في الصيد، والصيد في موسم تزاوج الأسماك، وذلك بحسب تصريحات مسؤولين محليين.
وأعلن المتحدث باسم شرطة الغابات وبيئة حلبجة، فرمان عمر، في تصريح صحافي "أنه بعد تسجيل شكوى في المحكمة المحلية على الصيادين الذين قاموا باصطياد سمكتين كبيرتين في نهر سيروان، صدرت أوامر قضائية باعتقالهم على الفور واعتقال ستة أشخاص آخرين كانوا رفقة الصيادين".
وأضاف عمر أنه "أحيل الصيادون للتحقيق لما تسببه هذه المادة من ضرر غير محدود على البيئة، بالإضافة إلى خطورة استخدامها من قبل المدنيين في الأماكن السياحية والأنهار التي ترتادها العوائل".
وتابع: "صيد الأسماك في هذا الموسم ممنوع لأنه موسم تزاوج وتكاثر"، مشيراً إلى أن "إحدى السمكتين كانت أنثى، وفي بطنها قرابة خمسة كيلوغرامات من البيوض".
يُشار إلى أن استخدام مادة الـ TNT المتفجرة في اصطياد الأسماك أمر شائع في العراق، وذلك لسهولة الحصول على هذه المادة المتفجرة. إلى ذلك أشار ضابط في شرطة إقليم كردستان إلى أن "مادة الـ TNT متداولة بشكل كبير بين صيادي الأسماك ونعتقد أنهم حصلوا عليها من السوق السوداء بعد أن استولى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على معسكرات الجيش العراقي ومخازن الأسلحة والمتفجرات، والتي تحتوي كميات كبيرة من هذه المادة في ثلاث محافظات عراقية".
أما عن الآثار الصحية الناجمة عن استخدام المواد المتفجرة في صيد الأسماك، فقد أشار الدكتور بلال الحديثي لـ"العربي الجديد" إلى أن "مادة الـ TNT هي مادة كيميائية سامة لها آثار خطيرة على صحة الإنسان والبيئة".
وأوضح الحديثي أن "مادة الـ TNT مادة قابلة للامتصاص من جلد الإنسان وتسبّب أمراضاً سرطانية خطيرة، كما أنها تسبّب أمراضاً أخرى مثل الفشل الكلوي وتشمّع الكبد وخلل في الجهاز المناعي إذا ما تعرض الطعام والماء اللذين يتناولهما الإنسان لآثارها".