بداية الشهر الجاري، بدأت قناة "Bein دراما" بعرض المسلسل السوري اللبناني المشترك "ميادة وأولادها"، وهو العرض الأول للعمل، الذي تم إنتاجه قبل عام ونصف، ولكنه فشل في الموسمين الرمضانيين السابقين في حجز مكان له على المحطات التلفزيونية. ينتمي المسلسل لنمط السيت كوم الكوميدي، وهو من تأليف وإخراج مصطفى سليم. من الجدير بالذكر أن "ميادة وأولادها" هو أول مسلسل تنفرد فيه الممثلة السورية شكران مرتجى ببطولة العمل، وقد جاء بعد 26 سنة من مشاركتها بأدوار مساعدة أو ثانوية في ما يزيد عن 100 مسلسل سوري. فرغم أن مرتجى سطع اسمها كنجمة واعدة في الكوميديا السورية منذ نهاية التسعينيات، لكن لم يسبق لها أن لعبت دور البطولة من قبل سوى في مسلسل "وردة شامية" (2017) بالمناصفة مع الممثلة السورية سلافة معمار. إلا أن المسلسل المشترك الذي جاء لينصف شكران مرتجى بدور البطولة بعد كل هذه السنوات، لم يكن بمستوى يليق بمسيرتها واسمها في مجال الكوميديا؛ فبعدما عُرضت ثماني حلقات منه صار من الممكن أن نتحدث عن مشكلاته الكبيرة، وأبرزها:
رغم أن "ميادة وأولادها" يعتبر أول مسلسل سوري ــ لبناني مشترك من نمط السيت كوم كوميدي، إلا أن حكاياته والنكات الواردة فيه مقتبسة من مسلسلات سورية قديمة؛ فهو ليس سوى استنساخ متواضع لمسلسل "قلة ذوق وكثرة غلبة"، الذي عرض سنة 2003 للمخرج هشام شربتجي، ولعب دور البطولة فيه الراحل عمر حجو، مع تبديل الأدوار ما بين الرجل والمرأة؛ فالقصة برمتها تدور حول زوجة ترملت حديثاً ترغب بالزواج، ويتآمر أولادها ضدها للحؤول دون تحقيق رغبتها. ولا تنتهي أوجه الشبه عند هذا الحد، إذ إن بعض مقاطع الموسيقى التصويرية في مسلسل "ميادة وأولادها" مسروقة بشكل حرفي من مسلسل "قلة ذوق وكثرة غلبة". بل إن الموسيقى التصويرية في المسلسل برمتها ليست سوى تجميع لمقاطع سبق أن تم استخدامها بمسلسلات سابقة مثل "زوج الست" وغيره.
معظم النكات التي يلقيها الممثلون في المسلسل سبق أن سمعناها في مسلسلات سابقة، ولكن المشكلة لا تقتصر على ذلك، بل هي تبدو أكثر سخفاً بسبب أداء الممثلين الضعيف. يبقى الأمر الأكثر غرابة أن الممثل الأكثر تواضعاً بالمسلسل هو بطلته، شكران مرتجى، التي بدت غير قادرة على استثمار هذه الفرصة المتأخرة لتعطي انطباعاً بأنها غير قادرة على تحمل مسؤولية نجاح مسلسل على عاتقها.
اقــرأ أيضاً
المشكلة نفسها تتكرر مرة أخرى؛ إذ إنه، ولأسباب تتعلق بالتسويق، تفضل العديد من شركات الإنتاج تقديم مسلسلات لبنانية سورية مشتركة، ولكن ذلك يكون في معظم الأحيان على حساب المنطق الدرامي في العمل، الذي قد لا يكون كتب ليناسب هذه المعايير. يعتبر "ميادة وأولادها" نموذجاً فاقعاً يفضح هذه المشكلة، فنجد أفراد العائلة الواحدة يتحدثون بلهجتين مختلفتين، اللبنانية والسورية؛ ورغم أن ذلك يتم تبريره بالحلقة الأولى من خلال خطاب مرتجى المباشر عن أن نصف الأولاد هم أبناء زوجها من زوجته اللبنانية المتوفاة من قبل زواجهما، ولكن هذه الحجة (البعيدة عن المنطق) لا يتم تدعيمها بأي عناصر درامية أخرى، فشبكة العلاقات المبنية ضمن العائلة لا توحي بأن هناك أي فوارق بين أبناء البلدين، باستثناء اللهجة؛ وكأن من قام بإعداد المسلسل لإنتاجه بشكل مشترك لم يجهد نفسه بالبحث عن المبررات الدرامية، واكتفى بإضافة مونولوج ضعيف على لسان الأم في الحلقة الأولى.
رغم أن "ميادة وأولادها" يعتبر أول مسلسل سوري ــ لبناني مشترك من نمط السيت كوم كوميدي، إلا أن حكاياته والنكات الواردة فيه مقتبسة من مسلسلات سورية قديمة؛ فهو ليس سوى استنساخ متواضع لمسلسل "قلة ذوق وكثرة غلبة"، الذي عرض سنة 2003 للمخرج هشام شربتجي، ولعب دور البطولة فيه الراحل عمر حجو، مع تبديل الأدوار ما بين الرجل والمرأة؛ فالقصة برمتها تدور حول زوجة ترملت حديثاً ترغب بالزواج، ويتآمر أولادها ضدها للحؤول دون تحقيق رغبتها. ولا تنتهي أوجه الشبه عند هذا الحد، إذ إن بعض مقاطع الموسيقى التصويرية في مسلسل "ميادة وأولادها" مسروقة بشكل حرفي من مسلسل "قلة ذوق وكثرة غلبة". بل إن الموسيقى التصويرية في المسلسل برمتها ليست سوى تجميع لمقاطع سبق أن تم استخدامها بمسلسلات سابقة مثل "زوج الست" وغيره.
معظم النكات التي يلقيها الممثلون في المسلسل سبق أن سمعناها في مسلسلات سابقة، ولكن المشكلة لا تقتصر على ذلك، بل هي تبدو أكثر سخفاً بسبب أداء الممثلين الضعيف. يبقى الأمر الأكثر غرابة أن الممثل الأكثر تواضعاً بالمسلسل هو بطلته، شكران مرتجى، التي بدت غير قادرة على استثمار هذه الفرصة المتأخرة لتعطي انطباعاً بأنها غير قادرة على تحمل مسؤولية نجاح مسلسل على عاتقها.
المشكلة نفسها تتكرر مرة أخرى؛ إذ إنه، ولأسباب تتعلق بالتسويق، تفضل العديد من شركات الإنتاج تقديم مسلسلات لبنانية سورية مشتركة، ولكن ذلك يكون في معظم الأحيان على حساب المنطق الدرامي في العمل، الذي قد لا يكون كتب ليناسب هذه المعايير. يعتبر "ميادة وأولادها" نموذجاً فاقعاً يفضح هذه المشكلة، فنجد أفراد العائلة الواحدة يتحدثون بلهجتين مختلفتين، اللبنانية والسورية؛ ورغم أن ذلك يتم تبريره بالحلقة الأولى من خلال خطاب مرتجى المباشر عن أن نصف الأولاد هم أبناء زوجها من زوجته اللبنانية المتوفاة من قبل زواجهما، ولكن هذه الحجة (البعيدة عن المنطق) لا يتم تدعيمها بأي عناصر درامية أخرى، فشبكة العلاقات المبنية ضمن العائلة لا توحي بأن هناك أي فوارق بين أبناء البلدين، باستثناء اللهجة؛ وكأن من قام بإعداد المسلسل لإنتاجه بشكل مشترك لم يجهد نفسه بالبحث عن المبررات الدرامية، واكتفى بإضافة مونولوج ضعيف على لسان الأم في الحلقة الأولى.