خلال خمس سنوات، دفع السوريون في لبنان فواتير باهظة، وذلك في ظلّ غياب واضح لقانون لبناني يحدّد الحقوق والواجبات على المهاجرين. قرارات عشوائيّة اتّخِذَت، وهي تنم عن واقع سياسي متأزم أصلاً، لم يواجه سوى الضعفاء أو الذين لا حول لهم ولا قوة. أكثر من مليوني سوري تهجروا خلال فترة الحرب السورية إلى لبنان، منهم من استطاع تامين حياة أفضل بعيداً عن أتون الحرب، ومنهم من لا يزال يحاول. في لبنان مجموعةٌ كبيرة من الفنانين السوريين الذين تهجَّروا من محافظات مختلفة. لكن لمدينة حلب الحصَّة الأكبر في هذا الاختصاص، ولطالما عُرِفَت حلب بعِشْقها للفنّ والطرب. مجموعة من الأصوات السورية التي عبَرَت إلى حيث الأمن والبحث عن حياة كريمة، ولم توقِفْها الهجرة عن حلمها بالنجوميَّة، والعمل من بيروت. لعل الطفل، أمير عموري (11عاماً)، الذي شارك قبل شهر في برنامج "ذا فويس كيدز"، خير دليل على المواهب السورية الفذّة التي تعيش في لبنان، أمير الذي يتابع تحصيله العلمي في بيروت، يعملُ لأيّام قليلة في أحد المطاعم كموهبة صغيرة يعشقها الساهرون، ولو أنَّه يتقاضى مقابلاً مادياً قليلاً. لكنه سعيدٌ بما يفعل وفق تصريحاته بعد مشاركته في برنامج "ذا فويس"، ووصوله إلى المرحلة النهائية. ويبدو أن طموحه سيكبر في بيروت، التي بإمكانها توظيف موهبته الفنية بطريقة ذكية، فهو يستعد مع عدد من زملائه الذين وصلوا إلى نهائيات "ذا فويس كيدز"، للقيام بجولة غنائية بين القاهرة وبيروت ودبي، يقودها الموزع الموسيقي، جان ماري رياشي. وعلى الرغم من أن البعض ينتقد استثمار هذه المواهب في الوقت الحالي بسبب قصر سنها، إلا أن موهبة عموري تبشِّر بولادة فنّان متمكّن في المستقبل.
ولا يبتعد، ابراهيم فارس، ابن مدينة حلب أيضاً، عن إبراز موهبته الغنائية التي حملها منذ طفولته. درس فارس أصول الغناء على يد والده، ثم دخل المعهد الموسيقي، واستطاع أن يوظف صوته بطريقة جيدة، وأن يتقن أصول الغناء العربي. يعمل، ابراهيم فارس، في أحد المطاعم الخاصة بشكل يومي. واستطاع ابراهيم فارس بحكم صوته الجميل أن يحجز مساحة عن الجمهور اللبناني والسوري معاً. قبل شهر، دعا فارس إلى أمسية موسيقية في مسرح المدينة في شارع "الحمرا" ببيروت، يومها، لم يعرف هذا الشاب العشريني أن بإمكانه أن يملأ مدرجات المسرح التي تتسع لأكثر من 400 كرسي. وبالفعل غنى أمام هذا الحشد لساعتين، وحمل تراث حلب الغنائي في القسم الأول من الأمسية، ثم أدَّى أغنياته الخاصة مع مجموعة من الأغنيات الشعبية، الأقرب إلى لون الطرب، منها للسيدة وردة وسعاد محمد وملحم بركات.
يقول فارس لـ "العربي الجديد": "من المؤكد أنني أمثل وجه مدينة حلب السورية بطريقة راقية، نعم أنا أوصل الفن والطرب كما هو معروف، ولقد عانيت كثيراً بداية وصولي إلى بيروت، لكنني قررت خوض المعركة". الفنان الذي يريد البناء النجومية يجب أن يتعب في اعتقاد فارس."الأهم أنني أنتج لنفسي غناءً، دون منّة من أحد ولا حتى من شركة إنتاج. وهنا أوجه تحية إلى كل وسائل الإعلام في لبنان التي أمدتني بجرعة زائدة من الضوء، كي يتعرف علي الجمهور، وهذا خير دليل على أن الناس باتوا يفرقون ما بين الحرفة والتقليد، وهم صفقوا لي كثيراً واشتروا بطاقات لحضور أمسيتي الغنائية في مسرح المدينة". وعن إمكانيَّة عودته لحلب، إذا ما استقرَّ الوضع الأمني، وإذا ما هدأت رياح الحرب، يقول: "بالطبع سأعود إلى مدينتي، وسأقسّم إقامتي ما بين بيروت وسورية، لأن بيروت عاصمة الفن العربي اليوم دون منازع، بفضل إعلامها وانفتاحها على العالم".
.
اقــرأ أيضاً
ابراهيم فارس، ليس وحده الذي يمثِّلُ وجهاً فنياً عن الفن السوري العربي من بيروت. سهر أبو شروف، مُطربة من مدينة حلب، أيضاً، شاركت في برنامج "ارب ايدول"، واستطاعت أن تحرز موقعاً متقدماً في نهائيات البرنامج. زارت، أبو شروف، لبنان، مؤخراً، للمشاركة في حلقة خاصة في تكريم المطربة الراحلة، وردة الجزائرية، صُورت لقناة “العربي". تقول سهر: "لبنان هي ملاذ السوريين اليوم، ولو أننا نحاول القيامة أو إحياء الحفلات في سورية، وفي بعض المناطق الهادئة. لكن، لا غنى عن بيروت وإعلام بيروت الذي يستسيغ الطرب والفن بأنواعه. زيارتي هذه لن تكون الاخيرة، وسأقسّم إقامتي ما بين بيروت واللاذقية، التي تهجّرنا إليها قسراً هرباً من الحرب في حلب، بعد أن دُمِّر منزلنا هناك". وفي جعبة، سهر أبو شروف، سلسلة من الأعمال الفنية التي تتعاون فيها مع ملحنين وشعراء من لبنان تصدرها قريباً.
عشرات الموسيقيين من حلب يعيشون في لبنان هذه الفترة، جميعهم يعملون بما تيسر لهم من أعمال في العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية. يقول، مؤيد، المتخصص في العزف على الإيقاع: "وصلت إلى بيروت العام 2013، بعد المعارك الضاربة التي تعرضت لها مدينة حلب، وانقسمت جغرافياً. وبدأت العمل في أحد المطاعم الخاصة كنادل، وبمبلغ شهري لا يتجاوز الخمسمائة دولار أميركي. لكن في المقابل، وبعد لقائي بعدة أصدقاء موسيقيين، أيضاً، استطعنا أن نعمل فرقة تشارك في الحفلات الخاصّة التي تُقام في لبنان، وهذا ما يكسبنا مزيداً من الدعم المالي".
اقــرأ أيضاً
ويؤكد صديق مؤيد عازف الكمان، حسين، أن في لبنان مساحة لتحقيق كل شيء بعيداً عن كل المطبّات التي تصادف أي مهاجر عن وطنه، فمن احترم نفسه، وأقام بوجه قانوني، لا يجب عليه أن يخاف. نشارك كفرقة سورية جمَّعْنا أنفسنا للعودة إلى عملنا الأساسي في العزف، ربما ليست العائدات المالية كبيرة، لكنها جيدة قياساً إلى ندرة وخصوصية مثل هذه الحفلات التي تقام في دور المسارح. وجهة فنيَّة أخرى يحملها السوريون المهجّرون إلى لبنان، تنم عن فعل حضاري ثقافي يؤسس لصيغة تناغم أو تفاعل فني بين لبنان موطن الإعلام، وسورية الفن، رغم أنف الحروب.
ولا يبتعد، ابراهيم فارس، ابن مدينة حلب أيضاً، عن إبراز موهبته الغنائية التي حملها منذ طفولته. درس فارس أصول الغناء على يد والده، ثم دخل المعهد الموسيقي، واستطاع أن يوظف صوته بطريقة جيدة، وأن يتقن أصول الغناء العربي. يعمل، ابراهيم فارس، في أحد المطاعم الخاصة بشكل يومي. واستطاع ابراهيم فارس بحكم صوته الجميل أن يحجز مساحة عن الجمهور اللبناني والسوري معاً. قبل شهر، دعا فارس إلى أمسية موسيقية في مسرح المدينة في شارع "الحمرا" ببيروت، يومها، لم يعرف هذا الشاب العشريني أن بإمكانه أن يملأ مدرجات المسرح التي تتسع لأكثر من 400 كرسي. وبالفعل غنى أمام هذا الحشد لساعتين، وحمل تراث حلب الغنائي في القسم الأول من الأمسية، ثم أدَّى أغنياته الخاصة مع مجموعة من الأغنيات الشعبية، الأقرب إلى لون الطرب، منها للسيدة وردة وسعاد محمد وملحم بركات.
يقول فارس لـ "العربي الجديد": "من المؤكد أنني أمثل وجه مدينة حلب السورية بطريقة راقية، نعم أنا أوصل الفن والطرب كما هو معروف، ولقد عانيت كثيراً بداية وصولي إلى بيروت، لكنني قررت خوض المعركة". الفنان الذي يريد البناء النجومية يجب أن يتعب في اعتقاد فارس."الأهم أنني أنتج لنفسي غناءً، دون منّة من أحد ولا حتى من شركة إنتاج. وهنا أوجه تحية إلى كل وسائل الإعلام في لبنان التي أمدتني بجرعة زائدة من الضوء، كي يتعرف علي الجمهور، وهذا خير دليل على أن الناس باتوا يفرقون ما بين الحرفة والتقليد، وهم صفقوا لي كثيراً واشتروا بطاقات لحضور أمسيتي الغنائية في مسرح المدينة". وعن إمكانيَّة عودته لحلب، إذا ما استقرَّ الوضع الأمني، وإذا ما هدأت رياح الحرب، يقول: "بالطبع سأعود إلى مدينتي، وسأقسّم إقامتي ما بين بيروت وسورية، لأن بيروت عاصمة الفن العربي اليوم دون منازع، بفضل إعلامها وانفتاحها على العالم".
.
ابراهيم فارس، ليس وحده الذي يمثِّلُ وجهاً فنياً عن الفن السوري العربي من بيروت. سهر أبو شروف، مُطربة من مدينة حلب، أيضاً، شاركت في برنامج "ارب ايدول"، واستطاعت أن تحرز موقعاً متقدماً في نهائيات البرنامج. زارت، أبو شروف، لبنان، مؤخراً، للمشاركة في حلقة خاصة في تكريم المطربة الراحلة، وردة الجزائرية، صُورت لقناة “العربي". تقول سهر: "لبنان هي ملاذ السوريين اليوم، ولو أننا نحاول القيامة أو إحياء الحفلات في سورية، وفي بعض المناطق الهادئة. لكن، لا غنى عن بيروت وإعلام بيروت الذي يستسيغ الطرب والفن بأنواعه. زيارتي هذه لن تكون الاخيرة، وسأقسّم إقامتي ما بين بيروت واللاذقية، التي تهجّرنا إليها قسراً هرباً من الحرب في حلب، بعد أن دُمِّر منزلنا هناك". وفي جعبة، سهر أبو شروف، سلسلة من الأعمال الفنية التي تتعاون فيها مع ملحنين وشعراء من لبنان تصدرها قريباً.
عشرات الموسيقيين من حلب يعيشون في لبنان هذه الفترة، جميعهم يعملون بما تيسر لهم من أعمال في العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية. يقول، مؤيد، المتخصص في العزف على الإيقاع: "وصلت إلى بيروت العام 2013، بعد المعارك الضاربة التي تعرضت لها مدينة حلب، وانقسمت جغرافياً. وبدأت العمل في أحد المطاعم الخاصة كنادل، وبمبلغ شهري لا يتجاوز الخمسمائة دولار أميركي. لكن في المقابل، وبعد لقائي بعدة أصدقاء موسيقيين، أيضاً، استطعنا أن نعمل فرقة تشارك في الحفلات الخاصّة التي تُقام في لبنان، وهذا ما يكسبنا مزيداً من الدعم المالي".